مدريد تحتفي بيوم التضامن: فلسطين قضية هذا القرن الأهم

العربي الجديد
انطلق برنامج الفعالية بكلمة للسياسية والنقابية الإسبانية بالوما لوبيث، ثم كلمة للسيد حسني عبد الواحد، أول سفير لدولة فلسطين في إسبانيا، بعدما اعترفت بها مدريد في مايو/ أيار الماضي. وتلا ذلك، أغنية للمغني الإسباني الفلسطيني مروان، وأغانٍ فلسطينية بصوت المغنية السورية المقيمة في مدريد ليندا الأحمد حيث قام الموسيقي هامس بيطار بالعزف على العود في حين عزف على الفلوت الموسيقي كافيه وبمشاركة لويس سابيا في العزف على الإيقاع. ثم كانت أخيرًا دبكات شعبية فلسطينية لفرقة “وطني للفنون الشعبية”.
وفي كلمتها، عبّرت بالوما لوبيث عن تضامنها الشخصي الدائم مع القضية الفلسطينية التي تعتبرها قضية هذا القرن الأهم، برأيها، مؤكدة على وقوف اليسار الإسباني مع عدالة القضية الفلسطينية وعدالة الحق الفلسطيني بتحرير الأرض كاملة وبعودة كاملة وغير مشروطة لكل الفلسطينيين المهجّرين عن بلادهم، وعلى دعم كل أحزاب اليسار الإسباني، ونقابات العمال الإسبانية المطلق للشعب الفلسطيني، مستعرضة تاريخًا طويلًا من مراحل هذا الدعم، ومحطاته، ومشيرة إلى أن دولة إسرائيل تعتبر مثالًا صارخًا للإمبريالية العالمية في أبشع صورها، مثلما تمثّل الاحتلال المباشر الوحيد الباقي لحدّ الآن في العالم، وأضافت أنه على كل شعوب العالم أن تقف ضد غطرسة المشروع الصهيوني وضد كل داعميه. كما أكدت على أنها فخورة بأن حكومة إسبانيا كانت أول حكومة أوروبية تعترف بدولة فلسطين، وقد أنهت كلمتها بجملة: “فلسطين ستبقى حرة”.
ومن الجدير بالذكر، أن بالوما لوبيث بيرميخو شغلت منذ عام 1996 منصب رئيسة الأمانة السياسة الاجتماعية والهجرة في “لجان العمال” (CCOO) في مدريد. وفي عام 2000، أصبحت سكرتيرة للسياسة الاجتماعية والهجرة في CCOO، وهو المنصب الذي شغلته حتى عام 2002. وبين عامي 2004 و2008، عادت وتولت منصب سكرتيرة المشاركة والتطوير التنظيمي. وفي الوقت نفسه كانت عضوة في اللجنة التنفيذية الكونفدرالية .
وفي المؤتمر الكونفدرالي التاسع للجان العمال (2008) تم انتخابها وزيرة للتوظيف والهجرة، وقد تركت منصبها بداية مارس/ آذار 2014 لتترشح في الانتخابات الأوروبية ضمن قائمة اليسار التعددي Izquierda Unida الذي اقترحها كممثلة للحركات الاجتماعية. ثم انضمت إلى المجموعة الكونفدرالية لليسار الأوروبي المتحد / اليسار الأخضر الشمالي (GUE-NGL) حيث كانت عضوة كاملة العضوية في لجنة الصناعة والأبحاث والطاقة ونائبة رئيس المجموعة المشتركة للصحراء الغربية، ومنذ عام 2021، شغلت منصب الأمين العام لـ CCOO في مدريد.
ثم تكلم حسني عبد الواحد، الذي يعتبر أول سفير لدولة فلسطين في إسبانيا، بعدما اعترفت بها مدريد في مايو/ أيار الماضي، مؤكدا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفي الحياة الكريمة على كامل أرضه، ومشيرًا إلى حجم التضحيات التي قدّمها هذا الشعب منذ حوالي مائة عام، وإلى المحرقة والإبادة الجماعية التي يرتكبها المشروع الصهيوني في غزة بدعم من الإمبريالية العالمية، معتبرًا أن قتل عشرات الآلاف من أطفال غزة هو عار على جبين الإنسانية جمعاء. كما شكر السفير الفلسطيني إسبانيا حكومة وشعبًا على موقفها المتميز والمتفرّد تجاه الأحداث في غزة، وقدّر عاليًا اعترافها بدولة فلسطين، وقيادتها للمحور الأوروبي الذي رفض الإبادة في غزة، ونوّه بالروابط التي جمعت الشعبين الاسباني والفلسطيني.
بعد كلمة السفير الفلسطيني، قدّم المغني الإسباني الفلسطيني مروان أبو طاحون (مدريد، 1979) أغنية حملت عنوان: “تهويدة عاجلة لفلسطين” والتي كان قد ألّفها ولحّنها في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم نشرها من أجل جمع الأموال لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، حيث جاء في الأغنية: “لقد تحملت المدفعية والنار في الحضانة ولا أزال واقفًا، لقد تحملت الخوف الفظيع في الخيام، لكني ولو أن أدار الجميع ظهورهم لي، لا أزال واقفًا”.
وقد تفاعل الجمهور بشدة وحماسة مع أغنية مروان التي يحفظها معظم الحاضرين الذين يتكلمون اللغة الإسبانية عن ظهر قلب. حيث ارتفعت في الصالة الأعلام الفلسطينية.
وتجدر الاشارة إلى أن والد مروان نشأ في خيام الأونروا في مخيّم طولكرم للاجئين في الضفة الغربية المحتلة. وبعد مرور أكثر من سبعين عامًا، لا تزال هذه الخيام توفّر المأوى لآلاف الأطفال الفارّين من القصف الإسرائيلي على غزة.
كما كان مروان قد أوضح في مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، النشرة اليومية للأمم المتحدة: “إن الأونروا هي الوكالة التي ساعدت والدي منذ ولادته. لقد ولد والدي في مخيم للاجئين والتحق بمدرسة تابعة للأونروا حيث تلقى كل تعليمه حتى بلغ الثامنة عشرة من عمره. إنها الوكالة التي تواصل مساعدة الملايين من الفلسطينيين، وجميع سكان غزة، وكان هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به. أود أن أفعل المزيد، ولكن بدون حل سياسي، ليس هناك الكثير الذي يمكننا القيام به سوى التظاهر ومحاولة تقديم مساعدتنا”.
ومسك الختام كان مع صوت الفنانة السورية ليندا الأحمد التي أعادت غناء العديد من الأغاني التي كانت قد غنتها الفنانة الفلسطينية الراحلة ريم بنا مثل أغنية “يا ليل ما أطولك” وأغنية “يا طالعين عالجبل”، كما غنت أغنية “عذّب الجمال قلبي” بصوت شجي وحنون جعل دموع العديد من الحاضرين تسبقهم إلى خدودهم.
واختتمت الفعالية بتقديم عرض لفرقة وطني للفنون الشعبية الفلسطينية تضمّن رقصات ودبكات شعبية فلسطينية وبهتافات بصوت كل الحاضرين والمشاركين: “فلسطين حرة، وستبقى حرة”.