منوعات

أيمكن أن نكون الإضافة ؟

مروان عبدالعال
31-05-2013
“أيمكن أن يكون القدر مرتبا على هذه الصورة الرهيبة .. يا إلهي ..أيمكن ؟ ” بهذا السؤال الموجع صدح صوت الشهيد غسان كنفاني يوما، في وجه الخديعة ممسكا بسلاح ” الحقيقة كل الحقيقة للجماهير ” وظل حتى استشهاده يفتش عن فلسطين الحقيقية، مطلقا على الصفحات الاخيرة شاب من مخيم عين الحلوة، ليشن ناجى العلي عبر حنظلة حربا ضروس بالحبر الاسود لتحرير المخيلة العربية من الصورة السائدة.
ولمّا تحول الإعلام إلى خدعة بصرية تكتب او تشاهد أو تقرأ بأبعادها الثلاثية، الصوت والصورة والكتابة، وكم صارت تبدو الصورة رهيبة في زمن ” إعلام الغيتو ” والإشاعة والتكرار المستمر والمملل للكذبة كي تصير حقيقة. نعيد السؤال ثانية ذاته وبعد نصف قرن على دق جدران الصمت.
أيمكن أن نجعل منه صوت الناس النظيف الذي إن نطق سيحرر اللغة من المفردات الزائفة والخادعة ؟ وإن تقدم كي يستعيد الصورة التي تتعرض للتشويه وضياعها يؤدى إلى اختطاف معنى فلسطين، هذا المعنى الذي لا يستمر ويكبر إلاّ بالإضافة، لأنها الغاية الأسمى من كل المفردات، ندرك في سرنا كم يليق بها تحدي الإبداع، المعزز بصدق الخبر وإناقة الحرف ومسؤولية الكلمة ومهنية الفكرة.
أيمكن لحزمة رفاق تطوعوا بهمة عالية، عمادها أقلام حره وقلوب نابضة وأكف نظيفة أن يستمروا ؟ طوبى لكلمة تفتش عن الحقيقة في فلسطين الارض والقضية والشعب، ولكسب الرهان أنهم من صلب وطن عميق بمعناه و جدير بأسماء الشهداء بشموخ الرجال والجبال، عهدهم أنه يمكن أن يتحولوا الى رسل الحقيقة في عتمة المخيمات في وجه الظلم والظلامية وأن يرفعوا راية الهوية رغم عذاب وقهر الشتات. وحدها الإرادة قالت إن المستحيل يبدأ بالممكن وإن اللهيب يندلع من أصغر الشرر. هي مجرد خطوة بسيطة طموحة على درب الهامات الجميلة التي كتبت بدمها وحلمها وعقلها لفلسطين فصانت الصورة والحقيقة والقضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى