مقالات

أليدا جيفارا ببساطة تنحاز للعدالة وفلسطين

حمزة البشتاوي

تحولت زيارة تشي جيفارا إلى قطاع غزة في العام 1959  إلى أحد أبرز المؤشرات على تحول النضال ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين إلى نضال ضد الإستعمار في العالم، ويتفق طلاب الحق والحقيقة والأحرار في أنحاء العالم بأن قضية فلسطين هي قضية ظلم لا يمكن حلها إلا بتطبيق العدالة، وإنجاز الاستقلال ووقف حرب الإبادة والمأساة المتفاقمة على أرض فلسطين. وهذا ما يجب أن تسلط الضوء عليه وسائل الإعلام بعيداً عن الأوهام والتضليل.

وبجدارة الانحياز لعالم أكثر عدلاً وجمالاً أطلت الدكتورة إليدا جيفارا في الحلقة الأولى من برنامج ببساطة على قناة الميادين، متمكنة من المضمون بعمق مكثف وكلمات واضحة وحرة وصادقة، تحدثت من على مكتب والدها الثائر الأممي أرنستو تشي جيفارا كمناضلة تواصل المسير على خطاه وقيمه الثورية العالية والمزروعة في ضمير عشاق الحرية في كل مكان.

وعرضت في الحلقة الأولى من برنامج ببساطة صور عائلية حيث تحدثت الدكتورة إليدا عن قصة العشاء الأخير الذي حضره جيفارا مع العائلة متنكراً مع سرد لتفاصيل المكان الأحاديث التي دارت بشغف كبير.

وكان لافتاً قولها بأنها لا تحب القهوة مع أن شعبها يحب القهوة كثيراً، والقهوة قال عنها محمود درويش: القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمل، وتغلغل في النفس وفي الذكريات.

وقد نجحت الدكتورة إليدا باستعادة الذكريات عن جيفارا الرمز الثوري والإنسان وانتقاله بين أكثر من بلد ومكان، كما تحدثت أيضاً وكأنها أكاديمية متخصصة وليس طبيبة اطفال عن الإعلام الرأسمالي التابع للشركات المتعددة الجنسيات والذي يعمل بهدف التأثير على الناس وتغيير آراء الشعوب، عبر تشويه الأفكار والأخبار والمعلومات والحقائق، وهذه الأهداف يعمل عليها معظم الإعلام الغربي خاصة في الولايات المتحدة بمواجهة الشعوب والدول التي تعمل على تحقيق الإستقلال السياسي والإقتصادي، وترفض مشاريع الهيمنة والسيطرة الغربية.

وقدمت الحلقة الأولى من برنامج ببساطة أمثلة على حملات التضليل والأكاذيب التي يمارسها معظم الإعلام الغربي، وزيف الديمقراطية التي يدعيها الإعلام في الغرب، خاصة في قضية جوليان أسانج مؤسسة موقع ويكيليكس وما نشره عن فضائح الولايات المتحدة، ومن ثم معاقبته بسبب النشر، وتحدثت أيضاً عن حرب العراق وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي تبنتها، وروجت لها وسائل الإعلام في الغرب استناداً للرواية التي قدمها جورج بوش في ذلك الوقت، بعيداً عن القيم المهنية والأخلاقية والإستقلالية.

وحول موضوع الحياد، تحدثت الدكتورة إليدا بنكهة الروح الثورية المتجددة عن رفضها للحياد تجاه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وكأنها تقول بأن الوقوف على الحياد في شأن فلسطين معناه الوقوف مع المجرمين والقتلة وانحياز للظالم ضد المظلوم وفقدان للذات والهوية والمفاهيم والقيم الثورية والأخلاقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى