الفلسطينية

يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني: حدث في كراكاس يكشف نفاق العالم ويؤكد مواقف فنزويلا الثابتة

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان

في قلب العاصمة الفنزويلية كراكاس، وعلى مدى خمسة أيام من 28 نوفمبر إلى 2 ديسمبر 2024، تجتمع الوفود الدولية لإحياء يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في مؤتمر كراكاس الدولي للتضامن مع فلسطين. يُعقد هذا المؤتمر بدعوة رسمية من وزارة الخارجية الفنزويلية، وبحضور الرئيس نيكولاس مادورو، المعروف بمواقفه الثابتة في دعم فلسطين وشعبها. يشارك في المؤتمر إبراهيم إبراهيم، ممثل لجان فلسطين الديمقراطية في ألمانيا، إلى جانب شخصيات بارزة وحركات تضامن من مختلف دول العالم.
قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إن القضية الفلسطينية “أكثر القضايا عدالة في التاريخ الإنساني”. وأكد أن بلاده ستواصل دعمها للشعب الفلسطيني بكل قوة، متهماً الولايات المتحدة وأوروبا وأميركا اللاتينية بالتواطؤ في “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين. وأضاف مادورو أن فنزويلا تدعم بلا تردد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
يأتي هذا الحدث في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي يدخل شهره الثالث عشر، مخلفاً دماراً هائلاً وآلاف الشهداء والجرحى في حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني. وبينما تتنصل أغلب دول العالم من مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه القضية الفلسطينية، تقف جمهورية فنزويلا البوليفارية كصوت شجاع في وجه السياسات الغربية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي.
استُقبلت الوفود المشاركة بحفاوة من وزارة الخارجية الفنزويلية، ما يعكس التزام فنزويلا العميق بالقضية الفلسطينية. وافتتح المؤتمر جلساته بنقاشات تركزت على الجرائم الإسرائيلية المستمرة وضرورة اتخاذ مواقف دولية حاسمة لدعم الحقوق الفلسطينية.
في 29 نوفمبر من كل عام، يُحيي العالم يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 لتذكير العالم بحقوق الفلسطينيين المسلوبة ومعاناتهم المستمرة تحت الاحتلال. لكن بالنسبة للكثيرين، تحول هذا اليوم إلى مجرد مناسبة للخطب والشعارات، دون خطوات فعلية تُنصف الشعب الفلسطيني.
يتساءل الفلسطينيون عن جدوى هذا التضامن في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات الإسرائيلية بلا رادع، ويواصل الاحتلال توسعه الاستيطاني وسط صمت دولي يصل حد التواطؤ. رغم ذلك، تبقى فنزويلا نموذجاً مشرفاً للتضامن الحقيقي الذي يمتد إلى أفعال ملموسة ومواقف سياسية واضحة في المحافل الدولية.
لطالما وقفت فنزويلا، بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو، وقبلها الرئيس الراحل هوغو تشافيز، إلى جانب القضية الفلسطينية. دعمت حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وأدانت الجرائم الإسرائيلية بشدة، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عام 2009 احتجاجاً على العدوان على غزة.
موقف فنزويلا يُبرز التناقض الصارخ مع الدول الغربية، التي تقدم دعماً غير مشروط لإسرائيل، حتى في ظل الجرائم الواضحة ضد الإنسانية. ورغم العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية، تقدم فنزويلا نموذجاً يُحتذى به في الاستقلالية السياسية والانحياز للعدالة.
كما يتضامن الشعب الفنزويلي مع فلسطين، فإن الفلسطينيين يبادلون هذا التضامن بدعمهم لفنزويلا في معركتها ضد التدخلات الغربية. تواجه فنزويلا حملات تشويه وضغوطاً دولية تهدف إلى زعزعة استقرارها. هذا التضامن المتبادل يعكس عمق العلاقة بين الشعبين، اللذين يواجهان معركة مشتركة ضد الاحتلال والإمبريالية.
عبّر إبراهيم إبراهيم عن شكره لجمهورية فنزويلا البوليفارية قيادة وشعباً على مواقفها المشرفة تجاه فلسطين. وأكد أهمية التضامن الدولي الحقيقي الذي يتجاوز الشعارات إلى أفعال ملموسة، داعياً الدول الأخرى إلى الاقتداء بفنزويلا. كما شدد على ضرورة تعزيز التعاون بين الحركات الشعبية العالمية لمواجهة الظلم والاحتلال.
يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني يجب أن يكون أكثر من مجرد مناسبة خطابية. إنه صرخة في وجه الاحتلال وتذكير للعالم بأن القضية الفلسطينية ما زالت تمثل معركة إنسانية للعدالة والحرية. أثبتت فنزويلا أن التضامن الحقيقي هو موقف وفعل، وليس مجرد كلمات تُنسى بانتهاء المناسبة.
إنها دعوة للدول والحركات المؤمنة بالحرية والعدالة للوقوف مع فلسطين، كما تقف فلسطين دائماً مع كل من يناضل ضد الاحتلال والاستعمار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى