الفلسطينية

“حماس” تعلن اختيار يحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي خلفًا لهنية

العربي الجديد

أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، مساء اليوم الثلاثاء، عن اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للشهيد إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران. وبذلك يكون السنوار رابع من يترأس المكتب السياسي لحماس بعد موسى أبو مرزوق (1992 – 1996) وخالد مشعل (1996 – 2017) وإسماعيل هنية (2017 – 2024).

وجاء اختيار السنوار، بناء على إجماع في الأطر القيادية ومجلس شورى الحركة في الخارج الذي انعقد عقب انتهاء مراسم استقبال العزاء بهنية التي أقيمت في الدوحة، وتأكيداً من الحركة على دعمها السنوار، في ظل التحريض الإسرائيلي الكبير ضده، باعتباره مهندس عملية “طوفان الأقصى” واقتحام الحدود بين القطاع والأراضي المحتلة.

وفي بيان آخر أصدرته حماس، قالت الحركة إنها قررت اختيار السنوار رئيساً للمكتب السياسي بعد مشاورات ومداولات معمّقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية. وأكدت أنها إذ “تعبّر عن ثقتها بالأخ أبي إبراهيم قائداً لها في مرحلة حساسة، وظرف محلي وإقليمي ودولي معقد، فإنها تسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه ويسدد خطاه، وأن يكتب النصر المؤزر المبين لشعبنا وقضيتنا”.

واستذكرت حماس في هذه اللحظة “التاريخية” قائدها الشهيد إسماعيل هنية “الذي قدم في سيرته القيادية نموذجاً للقيادة الشجاعة والحكيمة والمنفتحة”. وعبرت عن ما أسمته يقينها “أن أبا إبراهيم وإخوانه في قيادة الحركة سيكملون مسيرته ومسيرة القيادات السابقة، وسيحافظون على إرثهم الجهادي والنضالي، حتى التحرير والعودة”.

من جهته، قال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، إن اختيار قيادة حماس للسنوار رئيساً للحركة كان لأسباب عدة أهمها أنه قائد معركة “طوفان الأقصى”، مضيفاً أن اختيار السنوار كان وفقاً للائحة التنظيمية داخل حماس، وأن قيادة حماس اختارت السنوار رئيساً للحركة نظراً لقدراته وتحديه العدوان الإسرائيلي.

والسنوار المولود في عام 1962 لم يظهر للعلن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقبلها أيضاً لم يكن كثير الظهور منذ إطلاق سراحه في صفقة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011، ويعتقد أنه لا يزال في نفق ويحيط نفسه بأسرى إسرائيليين، ويقال في الكواليس والغرف المغلقة إنه واحد من أكثر قادة حماس معرفة بالعقلية الإسرائيلية وطريقة تفكيرها. وانتخب السنوار مرتين لرئاسة حماس في قطاع غزة خلفاً لهنية نفسه الذي انتخب رئيساً للمكتب السياسي لحماس لدورتين انتخابيتين قبل أن ينتقل من غزة إلى الدوحة لإدارة شؤون الحركة في أقاليمها الثلاثة.

ويعرف عن الرجل الذي أمضى 22 عاماً في السجون الإسرائيلية صلابته وعناده، كما أنه يميل في شخصيته وتكوينه إلى الشخصية العسكرية وليس إلى السياسية، ومنذ الإفراج عنه في صفقة شاليط وحتى انتخابه لرئاسة حماس أول مرة لم يكن يظهر للعلن كثيراً، وحتى بعدها كان نادر الظهور، لكنه كان أحد أقل قادة حماس والفصائل الفلسطينية تصريحاً لوسائل الإعلام.

والسنوار هو مهندس معركة “سيف القدس” التي أطلقتها المقاومة في عام 2021 رداً على الاعتداءات الإسرائيلية في حي الشيخ جراح والقدس والضفة الغربية، ومنذ ذلك الحين كثر الحديث الإسرائيلي عن ضرورة التخلص منه واغتياله.

وبحسب النظام الداخلي لحركة حماس، يجري اختيار الشخصيات في المناصب القيادية عبر انتخابات داخلية تُجرى كل أربع سنوات، ويشارك فيها أعضاؤها في قطاع غزة وفي سجون الاحتلال الإسرائيلي. ويختار الشخصيات لمنصب معين أعضاء مجلس الشورى، ومن ثم تُطرَح الأسماء للتصويت عليها، والفائز بأعلى أصوات يحوز المنصب.

وفي السادس من مايو/أيار 2017، انتخب هنية رئيساً جديداً للمكتب السياسي لحركة حماس، وأقام في العاصمة القطرية الدوحة لسهولة تواصله مع الخارج انطلاقاً منها، إذ كان لا يزال على قائمة المطلوبين لتل أبيب بغرض التصفية.

ويحيى السنوار، أو “أبو إبراهيم” كما يناديه المقربون منه، وُلد في مخيم خانيونس للاجئين، جنوبي قطاع غزة، لأسرة من مدينة المجدل في فلسطين التاريخية، وجرى أسره عدة مرات في السجون الإسرائيلية، وشغل مناصب قيادية داخل السجون. وفي عام 1988 أُسر السنوار، وحُكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات.

ووفق معلومات، فإنّ إطلاق السنوار ضمن الصفقة كان أحد أسباب تأخرها، فإسرائيل لا تريد الرجل خارج سجونها، رغم أنه في داخل السجون كان يسبب لها أزمات ومشاكل، من خلال قيادته أبناء “حماس” في بعض السجون. وبعد تحرّره من الأسر، أصبح السنوار عضواً في المكتب السياسي لـ”حماس” عن مدينة خانيونس، وتقلّد مناصب أمنية. وتقول إسرائيل إنه بات الأقرب إلى قائد كتائب القسام، محمد الضيف، بحكم الصداقة القديمة التي تربطهما، حيث إنهما أبناء مخيم واحد.

فصائل فلسطينية ترحب باختيار السنوار

وفور الإعلان عن اختيار السنوار، توجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بـ”التحية لحركة حماس بعد انتخاب رئيس مكتبها السياسي”، وقالت في بيان لها: “نتمنى للأخ يحيى السنوار وإخوانه في قيادة الحركة التوفيق في حمل هذه المسؤولية العظيمة خلفاً للشهيد الراحل إسماعيل هنية”.

من جهتها، باركت حركة الجهاد الإسلامي لحركة حماس اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي. وقالت في بيان لها إن “نجاح الإخوة في حركة حماس في إجراء مشاورات داخلية وملء الفراغ في رئاسة المكتب السياسي بعد اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية، رحمه الله، بهذا المستوى من السرعة، ورغم كل الحرب عليها، هو رسالة قوية للعدو الصهيوني بأن حركة حماس لا تزال قوية ومتماسكة، وبأن العدو لم ينل من هيكليتها شيئاً رغم حرب الإبادة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى