العربي الجديد- انتصار الدّنّان
في ظل المجازر المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق قطاع غزة وأهله منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اختار أطفال جمعية “إشراقة جديدة” في منطقة وادي الزينة التي تعدّ منطقة وسطية بين مدينة صيدا (جنوب لبنان) وبيروت، التضامن مع أهل غزة من خلال الرسم، بهدف مساعدة أهل بلدهم الذين يعيشون مأساة يومية.
وتقول رئيسة جمعية “إشراقة جديدة” حنان أبو العردات المتحدرة من مدينة حيفا، والمقيمة في منطقة وادي الزينة: “يتعرض أهلنا وأطفالنا ونساؤنا وشيوخنا في غزة لأبشع أنواع الجرائم التي لم يشهدها تاريخ من قبل، من قتل وتدمير للمؤسسات والمستشفيات والمساجد والكنائس، عدا عن تجويع الناس في غزة، ومنع إدخال المواد الغذائية لهم”. تضيف أنّ “العدوان يستهدف كل من يتقدم لتلقي المساعدات الشحيحة التي تصل عن طريق الإنزالات الجوية. باتت اللقمة مغمسة بالدم. لذلك، اختارت الجمعية القيام بنشاط تضامني نستطيع من خلاله مساندة أهلنا في غزة”.
وتوضح أنّ “أهلنا في قطاع غزة يتعرضون للإبادة الجماعية على أيدي الاحتلال الإسرائيلي، فما يقوم به لا يمت إلى الإنسانية بصلة، وما يحصل من مجازر في غزة والضفة الغربية والقدس سببه الموقف المتخاذل لبعض الدول العربية، وازدواجية المواقف الدولية، وعدم ضغطها على كيان العدو لإيقاف هذه المجزرة التي أدت إلى قتل عشرات آلاف النساء والأطفال والآمنين في بيوتهم بعدما قصفها العدو الصهيوني. اختلفت معالم غزة بعدما دمر العدو كل شيء نابض بالحياة فيها، وقضى على أحلام الأطفال في التعليم ومستقبل يليق بطفولتهم بعدما جعل الآلاف منهم يتامى وحرمهم من مقاعدهم الدراسية وألعابهم، وعمد إلى تجويعهم وبات العديد منهم في عداد الأموات”.
في هذا الإطار، يقول الطفل بلال أبو الشباب (11 سنة)، وهو في الصف السادس الأساسي، والمتحدر من بلدة سعسع (في ناحية جيرة – لواء صفد) في فلسطين، والمقيم في منطقة وادي الزينة: “التضامن مع أهلنا في غزة واجب، وكنت أتمنى لو أنني موجود مع الأطفال في غزة حتى أساعدهم وأقدم لهم الطعام، بعدما عمد العدو الصهيوني إلى تجويعهم وحرمانهم من الطعام والشراب، وكان قد حرمهم قبل ذلك من بيوتهم ولعبهم ومدارسهم. أرسم غزة لأن أهلها خسروا البيوت التي كانوا يحتمون فيها من البرد والمطر، بعدما قصفها العدو وهجّرهم منها. أرسم كي يرى الناس ما يحصل في غزة ويقدموا المساعدات. ورسالتي إلى الناس هي مساعدة أهل غزة ومنع قتلهم وتقديم الطعام لهم. الأطفال يموتون جوعاً وينامون في خيام تتسرب الأمطار إليها، وقد باتوا يفتقدون الشعور بالدفء”.
من جهته، يقول الطفل آدم عبد الله (10 سنوات)، والمتحدر من بلدة الرأس الأحمر التي تبعد 8 كيلومترات شمال صفد، والمقيم في منطقة وادي الزينة: “عندما أرى الأطفال يموتون ويصابون ويجوعون، أشعر بألم كبير في قلبي. ويتفاقم هذا الشعور لأن أحداً لا يقدم لهم المساعدات، ويتركونهم يموتون من الجوع والقصف. لذلك، قررت المشاركة بنشاط الرسم اليوم في محاولة للتعبير عن وجع غزة، على أمل أن يرى العالم رسوماتهم ويقدموا المساعدة للغزيين”.
ويسأل: “ما ذنب الأطفال في الحرب؟ لماذا يقتلونهم ويحرمونهم من أمهاتهم وآبائهم وإخوتهم وعائلاتهم؟ لماذا يحرمونهم من مدارسهم وكتبهم وألعابهم وبيوتهم. حرم أطفال غزة من كل شيء… حتى الطعام، إذ إنهم يموتون من الجوع. لا رعاية ولا طعام ولا مياه. أطالب جميع الناس حول العالم بالعمل على وقف العدوان المستمر على قطاع غزة، وترك الأطفال يعودون إلى بيوتهم ومدارسهم حتى يتعلموا ويلعبوا مع رفاقهم”.
يتابع: “ربما تبدو رسوماتنا بسيطة ولا تعكس حجم الوحشية التي يواجهها الأهالي، لكننا مؤمنون بها، وهي وسيلتنا الوحيدة للتعبير عن تضامننا مع أهلنا في غزة. أتمنى أن تدخل المواد الغذائية والأدوية إلى القطاع حتى يعالج الأطفال ويحصلوا على الغذاء، وأتمنى أن يصل الحليب إلى الأطفال الرضّع الذين نراهم يموتون أمام أعين الناس على شاشات التلفزيون من دون أن يفعل أحد شيئاً ما من أجل مساعدتهم وإنقاذهم من الموت”.