أبرزأخبار الجبهة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان تحيي عملية مطار اللد البطولية

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان

تحت عنوان:”وردة حمراء، وتحية وفاء لأبطال عملية اللد البطولية، وبمناسبة 30 أيار 1972 الذكرى الثالثة والخمسين على عملية مطار اللد البطولية، تحية وفاء لأبطالها، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان وقفة وفاء، ووضع إكليل من الورد على أضرحة الشهداء اليابانيين، وذلك اليوم الإثنين في 2 حزيران 2025 بيروت، دوار شاتيلا، مثوى شهداء الثورة الفلسطينية، بحضور أعضاء من اللجنة المركزية العامة والفرعية، وقيادة الجبهة في لبنان وبيروت، وحشد من الرفاق والرفيقات، وفصائل المقاومة، واللجان الشعبية الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، وشخصيات وفاعليات وطنية واعتبارية.

وقد رفع فيها أعلام الجبهة وفلسطين.

بعد الترحيب بالحضور، والحديث عن المناسبة التي قدمها نائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان فتحي أبو علي، و الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وأصحاب الذكرى .

كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها عضو قيادتها في لبنان، ومسؤول المكتب الاعلامي للجبهة في لبنان أحمد مراد قال فيها:” نقف اليوم في الذكرى الثالثة والخمسين لعملية مطار اللد البطولية، التي نفذها ثوار الجيش الأحمر الياباني، بالتنسيق الكامل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بإشراف وتخطيط القائد الثوري الأممي وديع حداد. تلك الضربة النوعية التي زلزلت أركان الكيان الصهيوني، وأربكت أجهزته الأمنية والعسكرية، التي ما زال صداها يتردد في ذاكرة الثورة والنضال الوطني الأممي حتى يومنا هذا.

تتزامن الذكرى الـ53 لعملية مطار اللد البطولية هذا العام مع استمرار حملة الإبادة الصهيونية الوحشية ضد شعبنا في قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس المحتلة، حيث يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، وتدمير البيوت، وتهجير العائلات، في محاولة يائسة لكسر إرادة شعبنا. إلا أن هذه الهجمة الدموية لم تزد أبناء شعبنا إلا صمودًا وثباتًا وتمسكًا بأرضهم، وإيمانًا بعدالة قضيتهم، واستمرارًا في درب المقاومة بجميع أشكالها. إن وحدة الدم والمصير الممتدة من اللد إلى غزة، ومن نابلس إلى جنين، ومن القدس إلى رفح، تؤكد أن شعبنا حي لا يُهزم، وأن المعركة مستمرة حتى تحرير كامل تراب فلسطين.

في 30 أيار 1972، سطَّرت ثلة الرفاق الأمميين من اليابان، باسم الشعب الفلسطيني، ملحمةً بطولية في قلب فلسطين المحتلة. حملوا راية العدالة والتحرر، ولم تمنعهم المسافة ولا اللغة ولا الدين من الوقوف إلى جانب شعبٍ يقاوم الاستعمار والاقتلاع والمجازر اليومية. فجّروا بعمليتهم الباسلة وعيًا عالميًا عن وحشية الاحتلال الصهيوني، وأثبتوا أن فلسطين ليست وحدها، وأن هناك من في أقاصي الأرض يحمل همّها ويقاتل في سبيلها.
لقد جاءت هذه العملية لتجسّد الترابط العميق بين النضال الوطني الفلسطيني والنضال الأممي الثوري. لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل كانت بيانًا سياسيًا بالدم والرصاص، أكّد أن القضية الفلسطينية ليست شأناً محليًا أو إقليميًا، بل هي قضية تحرر إنساني عالمي، وأن العدو الصهيوني ليس فقط عدو الشعب الفلسطيني، بل رأس حربة الإمبريالية العالمية، وأداةً استعمارية عنصرية تُهدد حاضر ومستقبل الإنسانية بأكملها.
لقد شكّلت عملية مطار اللد تتويجًا لمدرسة الكفاح المسلح التي أسستها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بقيادة المناضل الأممي الدكتور وديع حداد، مدرسة ترى في المقاومة نهجًا لا خيارًا، وتؤمن أن لا تحرر دون كلفة، ولا انتصار دون ثمن. لم تكن العملية معزولة عن سياق نضالي أوسع، بل كانت حلقة في سلسلة طويلة من العمليات النوعية التي استهدفت كيان الاحتلال وحلفائه ومؤسساته الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية، لتُثبت أن يد الثورة تطال العدو أينما كان، وبأننا قادرون على ملاحقة العدو في كل مكان.
وفي هذه الذكرى، لا بد من التذكير أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي تواصل مسيرتها النضالية، لم تُفرّط يومًا بثوابتها: لا بديل عن فلسطين كاملة من البحر إلى النهر، ولا سلام تحت سقف الاحتلال، ولا وطن مع الاستيطان، ولا بديل عن الكفاح المسلح في مواجهة مشروع استعماري استيطاني إحلالي.
إن هذه الذكرى العزيزة تفرض علينا مسؤولية مزدوجة: أولاً، أن نخلّد ذكرى الشهداء الذين سطروا بدمهم أنبل ملاحم البطولة، وثانيًا، أن نترجم وفاءنا لهم بمواصلة النضال وتصعيد المقاومة بكافة أشكالها. ففلسطين ما زالت محتلة، والاحتلال الصهيوني ما زال يمعن في تهويد الأرض، وتصفية الحقوق، وارتكاب المجازر، بدعم أمريكي وغربي مطلق، بينما النظام الرسمي العربي غارق في التطبيع والتواطؤ والانهيار.
إن الترابط النضالي بين شعبنا الفلسطيني وكل الحركات الثورية في العالم يجب أن يُعاد تفعيله اليوم أكثر من أي وقت مضى. فكما وقفت تلك الثلة الثورية اليابانية بالأمس في مطار اللد، فإننا نراهن على قوى التحرر في أمريكا اللاتينية، وعلى الوعي الثوري المتجدد في أوروبا، وعلى الحركات الطلابية العالمية، وعلى الجماهير العربية التي ترفض الذل والتطبيع، ونقول للجميع: فلسطين امتحانكم، وفلسطين قضيتكم.
إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نُجدّد العهد أمام شعبنا وأمام أرواح الشهداء بأننا ماضون على درب المقاومة، متمسكون بالثوابت الوطنية، نرفض كل مشاريع التصفية، وسنبقى إلى جانب كل من يرفع البندقية من أجل فلسطين، لا نهادن ولا نساوم ولا نتنازل.

ختامًا، نؤكد أن النصر آتٍ لا محالة، وأن دماء شهداء مطار اللد وكل شهداء شعبنا ستظل تنبت ثوارًا في كل ساح، وأن القضية التي قدم من أجلها أولئك الأبطال أرواحهم وحريتهم لن تموت، بل تتجدد مع كل جيل. ففلسطين لن تتحرر بالوعود، ولا بالمفاوضات، بل بسواعد المناضلين، وبالإرادة الشعبية الحرة، وبوحدة القوى الثورية الحقيقية على قاعدة المقاومة.
المجد والخلود لشهداء عملية مطار اللد وكل الشهداء،
المجد لكل من حمل السلاح من أجل فلسطين،
الحرية للأسرى، والنصر لشعبنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى