أبرزتحقيقات

بنية تحتية متهالكة في مخيم برج البراجنة

العربي الجديد- انتصار الدنان

يُجبر المتجول في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، على خفض رأسه أحياناً خلال السير بسبب الأسلاك الكهربائية، خشية التعرض لصعقة كهربائية. كما تنتشر الروائح الكريهة بسبب المياه العادمة وتكدس النفايات التي تجذب الحشرات والقوارض، ويعاني الأهالي جراء انعدام المياه النظيفة وانقطاع الكهرباء.
وتقول بدر الهابط، المتحدرة من قرية كويكات الواقعة في قضاء عكا في لواء الجليل الأعلى بفلسطين، والمقيمة في مخيم برج البراجنة: “دائماً ما أكون حذرة خلال السير في الزاروب المؤدي إلى بيتي، بسبب تدلي الأسلاك الكهربائية التي تشبه بيوت العنكبوت المتشابكة، مع خطوط المياه. وأحياناً، أحمل مظلة لأحمي نفسي من المياه”. وتذكر أنه قبل أسابيع، “تعرض ولد لصعقة كهربائية ومات على الفور. وقبله، توفي العديد من الأشخاص. مع ذلك، ليس هناك من يهتم بأوضاع الناس جراء البنية التحتية المتهالكة”.
تضيف: “حاولنا رفع الصوت إلى المعنيين مرات عدة، لكن من دون جدوى. اللجان الشعبية تعقد اجتماعات بشأن هذا الأمر، لكننا لم نر نتيجة حتى اللحظة. نعود ونكرر توجيه مشكلتنا إلى الفصائل في المخيم، وإلى اللجنة الشعبية، واللجنة الأمنية، لحل موضوع الكهرباء والأشرطة المتدلية”.
بدورها، تقول بدرية علي العلي، المتحدرة من كويكات أيضاً، والمقيمة في المخيم: “نعيش حياة صعبة. لا يكفي أننا محرومون من أمور عدة، كالعمل والحقوق المدنية، إذ نعاني كذلك بسبب انقطاع الكهرباء وعدم توفر المياه الصالحة للشرب. حتى المياه المالحة شحيحة. من جهة أخرى، النفايات تملأ الشوارع. عمال وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين (أونروا) ينظفون الشوارع ويجمعون النفايات صباحاً، لكن النفايات تعود لتتكدس في الطرقات ومكان تجميع النفايات، لتنتشر الروائح الكريهة والحشرات والأمراض”.
تتابع: “تواصلنا مرات عدة مع اللجنة الشعبية في المخيم. لكن لم يتم حل الموضوع. ما زلنا نعاني المشكلة نفسها، عدا عن الانقطاع الدائم للكهرباء باستثناء ساعة واحدة في اليوم. يضاف إلى ما سبق تشابك الأسلاك الكهربائية مع تمديدات المياه وأسلاك الإنترنت. نخشى دائماً التعرض لصعقة كهربائية”.

إلى ذلك، تقول الفلسطينية فتحية برازي، المقيمة في مخيم برج البراجنة: “حياتنا في المخيم صعبة جداً. أتمنى لو أنني أعيش حالياً في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان وحرب إبادة. على الأقل، هم في أرضهم. المخيم هنا ليس مكاناً آمناً للسكن، فالمياه غير صالحة للشرب كونها مالحة. كما أن الكهرباء غير متوفرة. نضطر إلى غسل الملابس مرة في الأسبوع بسبب انقطاع المياه. كما عمدت أونروا إلى تقليص عدد موظفيها بحجة تقلص الدعم. يبلغ عدد سكان المخيم حالياً ستون ألف نسمة، ويعيش فيه اللاجئون الفلسطينيون، وإخوة لبنانيون، وسوريون، ما فاقم المشكلة. كما أن استهلاك المخيم للمياه والكهرباء زاد بشكل كبير، وهذا العدد يحتاج إلى تأمين خدمات بشكل أكبر. كما أنه زاد بشكل كبير بناء البيوت بشكل عشوائي، حتى باتت معظم البيوت معتمة ولا تدخلها الشمس خلال ساعات النهار نهائياً. هذا عدا عن أسلاك الكهرباء الممدودة على الجدران، ما يشكل خطراً كبيراً على الناس الذين يسيرون في زواريب المخيم.

تضيف: “نعيش في لبنان في حالة قهر كبيرة. نحن أموات ولسنا أحياء. كلما تكلمت عن وضع المخيم، شعرت بالقهر. منذ أسبوع، توفي فتى بصعقة كهربائية، وتكلمنا مع المعنيين لحل هذه المعضلة، لكن لا جدوى من كل كلامنا. الناس في المخيم يعيش بعضهم فوق بعض، والنفايات منتشرة في الشوارع. وفي الكثير من المرات، لا نجد طريقاً آمناً للسير، فنضطر إلى تغييره”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى