تحقيقات

لبنان: حملات للتضامن مع غزة

العربي الجديد- انتصار الدّنّان

دخلت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على غزة شهرها السادس، وخلّفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى، وجعلت الأحياء في جوع، إذ يمنع العدو وصول المواد الغذائية إلى شمال القطاع، ما تسبب في استشهاد بعضهم بالجوع نفسه، في حين قضى آخرون أثناء انتظارهم الحصول على مواد غذائية. من هنا تنشط حملات لإغاثة أهل غزة وإيصال مؤن إليهم، وبينها “لأنك إنسان” التي أطلقتها رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج – فرع لبنان.

تقول الإعلامية والكاتبة سهاد عكيلة، مؤسسة ورئيسة رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج – فرع لبنان، رئيسة لجنة التدريب والتطوير في الرابطة، لـ”العربي الجديد”: “أطلقنا حملة ‘لأنك إنسان’ لإغاثة أهلنا في غزة، التي رفعت شعارات لأنك إنسان ستمسح جباههم (الغزيين) المتعبة بكف العطاء. لأنك إنسان، ستُشبع بطوناً خاوية وتداوي جروحاً نازفة، وتجبُر قلوباً أنهكها الفَقد والحرمان. لأنك إنسان، ستقدم الغالي والنفيس، فهم سبقوك في تقديم أرواحهم لتحيا أنت حراً عزيزاً وكريماً. كن سنداً لهم، كن شريكاً لصمودهم”.
تضيف: “هذا واجبنا تجاه أبناء شعبنا الذين تُرتكب في حقهم أبشع إبادة عرفها التاريخ الحديث على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، الذي يفترض أنه أرسى قواعد حقوق الإنسان، ومنها تجريم الإبادة الجماعية والعقاب بالتجويع والتهجير، لكن ظهر جلياً خلال هذه الحرب أن الشعارات جوفاء وادعاءات كاذبة، وأن الإنسانية الانتقائية تفصَّل على مقاسات الشعوب بحسب لونها ودينها وأعراقها وانتماءاتها، وأن العالم الحرّ يتفرج منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بدم بارد على المجازر التي ترتكب في حق شعب أعزل، وعلى تجويعهم وقتلهم بالتدمير الممنهج لكل شيء يوجد فوق الأرض وتحتها”.

وتتحدث سهاد عن أن “الحملة تهدف إلى المساهمة في تخفيف معاناة أهلنا في غزة، ودعم صمودهم في مواجهة العدو، وتكريس مبادئ التكافل بين أبناء الأمة ليحمل الجميع الهمّ والقضية، ويوصلون رسالة تفيد بأنهم مع أبناء غزة، ولن يقفوا متفرجين حيال التنكيل والتجويع. لنحارب عدونا بالمساندة المادية والمعنوية، وبأخلاق الأمة الواحدة، وبكشف جرائمه التي لا تنتهي بحق شعبنا، ومنها التجويع”.

تضيف: “حملة لأنك إنسان امتداد لحملة ننظمها منذ 7 سنوات بعنوان ‘كأنني أكلت’ لدعم أسر الجرحى في مسيرات العودة والمسجد الأقصى. ومع بدء الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان التي أثرّت بشكل كبير على أهلنا في مخيمات اللجوء، انتقل التنفيذ إلى تقديم حصص لحوم ودجاج وأغذية أخرى ووجبات ساخنة وإفطارات جماعية ومبالغ نقدية، مع الاستمرار في تنظيم الإفطار السنوي في المسجد الأقصى. وفي ظل المحنة الحالية، لا بدّ من إسعاف أهلنا في غزة عبر تخصيص حملة العام الحالي لهم”.

وتذكر أن حملة “لأنك إنسان تتميز بالحرص على إيصال مبالغ المساعدات مباشرة إلى العائلات عبر مندوبيها في مناطق شمال غزة وجنوبها ومدينة رفح، ما يحقق هدف الإغاثة العاجلة التي ترفد أبناء غزة بالضروريات في شهر رمضان، مع الأمل في أن يكون شهر خير وفرج ورحمة لأهلنا في غزة. وأنا أحث كل شخص على تحمل مسؤولياته وتنفيذ واجبه تجاه من يحرسون أرضنا ويدافعون عن مقدساتنا، فواجبنا الإنساني والأخلاقي والديني يحتم علينا أن ننجدهم، وليثبت كل منا في إنسانيته، ويقدم الدليل على انتمائه لأمته من خلال دعم أهلنا الصامدين الصابرين الثابتين”.إلى ذلك، ينشط تجمّع شباب “سيروب”، شرقي مدينة صيدا، جنوبي لبنان، في تنظيم حملة “إغاثة أهلنا في غزة”. ويقول عضو التجمّع إبراهيم الحاج لـ”العربي الجديد”: “تهدف الحملة إلى إغاثة أهلنا في غزة الذين يتعرضون للقتل بالأسلحة والتجويع. بحثنا عن طرق لمساعدتهم، وقررنا أن نجمع المال لشراء مواد غذائية وإرسالها عبر سلل غذائية لهم بعدما رأينا أن العديد من الجمعيات كانت تجمع المال لإغاثتهم. ونفذنا الخطة ذاتها وجمعنا 1300 دولار خلال 3 أيام، ثم تواصلنا مع جمعية في غزة وسلمناها المال الذي جمعناه. وبالفعل، جرى إيصال السلال الغذائية التي جُلِبت بالمال الذي جمعناه، وشملت الحملة الأولى منطقة خانيونس، وهي حفزتنا لإطلاق حملة ثانية لمدة أسبوع جمعت مبلغ 3100 دولار، وساهمت في توزيع حصص غذائية مطبوخة. وفي شهر رمضان، قررنا إطلاق حملة ثالثة بدأت في اليوم الأول من الشهر وتستمر إلى العاشر منه. وبعد انتهاء الحملة، سنقدم المال إلى لجنة الزكاة والصدقة ولجنة جمعية التنمية والتعاون اللتين ستوصلان المساعدات إلى أهلنا في غزة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى