العربي الجديد- انتصار الدنان
أنشئت مؤسسة “زهرة وطن” التي تعنى بشؤون المرأة الفلسطينية والأسرة المنتجة منذ سنوات بعد دراسة واقع الفلسطينيين في الشتات، وأيضاً الواقع الاقتصادي للمرأة الفلسطينية تحديداً وتأثرها بالكوارث والنكبات التي لحقت بالفلسطينيين في أماكن وجودهم.
تقول مديرة مطبخ مؤسسة “زهرة وطن”، جيهان منصور، المتحدرة من مدينة طبرية بفلسطين، والتي تقيم في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في لبنان لـ”العربي الجديد”: “كان لا بدّ من مد يد العون لمجموعة من النساء من أجل فتح آفاق أمامهن للعمل والتدريب والتأهيل، واتفقنا مع بلدية برج البراجنة والغبيري (الضاحية الجنوبية لبيروت) على تنظيم دورات لعدد من النساء على الطبخ وإعداد الحلويات والمؤونة. وبدأت الفكرة من خلال الحملة الوطنية لدعم المخيمات الفلسطينية مع مؤسسة زهرة وطن لتمكين المرأة الفلسطينية والأسرة المنتجة، وبدأ الإنتاج من خلال مجموعة أعدتها النساء في لبنان، وجرى تصديرها إلى أوروبا وتركيا وبعض الدول العربية مثل الكويت. ثم فكرنا في أن يأخذ الإنتاج منحى آخر غير المؤونة مثل تدريب النساء على التطريز والرسم على الزجاج، وإعداد الحلويات والطبخ، واتفقنا مع مؤسسة تدير مطبخاً في مخيم برج البراجنة، وبدأ العمل لإعداد الطبخ”.
وتذكر أن “بداية مؤسسة زهرة وطن كانت في غزة، حيث نظمت المعرض الأول لمنتجاتها التي شملت غزة والضفة الغربية وسورية ولبنان وأوروبا، كما أقامت معرضاً ضمن معرض الفلاحة والصيد البحري في تونس عام 2019، وأيضاً بعض الدورات في غزة، لكن انتشار فيروس كورونا منعنا من متابعة برامج المشاركات الخارجية المهمة لتسويق منتجاتنا والتعريف بها وبرسالة مشروعنا الخاص بدعم المرأة”. تضيف: “بسبب ما يحدث اليوم في غزة، نساهم عبر تخصيص ريع مبيعات فروعنا في تركيا وأوروبا في دعم أهلنا في غزة. نملك طرقنا الخاصة لإيصال المساعدات من خلال مؤسسات موثوقة، ونحن نحصل على تبرعات خارجية لدعم مؤسستنا لأننا نؤمن بأن مساعدة المرأة تحصل من خلال العمل. ووصل عدد النساء العاملات في المؤسسة في تركيا وأوروبا ولبنان إلى مائة”.
وعن عمل المؤسسة في مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الغربية، تقول جيهان: “بدأنا في العمل العام الماضي بـ13 سيدة من خلال تقديم وجبات خيرية لعائلات متعففة خلال شهر رمضان، ثم تطوّر عملنا إلى تحضير المؤونة لتقوية المرأة الفلسطينية كي تستطيع مساعدة زوجها وأولادها. والنساء العاملات في المؤسسة متطوعات، ومن الطبيعي أن تحصل كل واحدة منهن على مكافأة عن عملها، ونحن نعد كل أنواع المؤونة، وننتظر كل موسم بموسمه لفعل ذلك، وأسعارنا مقبولة. هناك إقبال على منتجاتنا، علماً أننا نحضر أيضاً حلويات وأطباقاً يومية، وجميع النساء العاملات خضعن لدورات في الطبخ والمؤونة والتعقيم”.
وتقول فاطمة عيسى رمضان، المتحدرة من بلدة الزيب بفلسطين والتي تقيم في مخيم برج البراجنة، وهي متزوجة وأم لثلاثة أبناء، لـ”العربي الجديد”: “التحقت بالمؤسسة منذ أن أنشئت قبل ثلاث سنوات. أنهيت تعليمي الثانوي ولم ألتحق بالتعليم الجامعي بسبب الزواج، ووضع زوجي المادي جيد فهو تاجر ولم أكن في حاجة، لكنني اليوم أشدد على متابعة أولادي تعليمهم فابنتي الكبيرة أنهت دراسة اختصاص التربية، قسم الحضانة. تعرفت على المؤسسة من خلال صديقة لي، وتشجعت على العمل في الطبخ وإعداد المؤونة. عملنا هنا مفيد جداً على الصعيد النفسي إذ نملأ أوقات فراغنا بأمور مفيدة، وفي الوقت نفسه يشكل هذا العمل فرصة لنا لتحسين وضعنا الاقتصادي ومساعدة أزواجنا”.
وتقول رشا ريحاوي، المتحدرة من عكا والتي تقيم في مخيم برج البراجنة لـ”العربي الجديد”: “درست المحاسبة في الجامعة ثم توقفت في السنة الثالثة بسبب ظروف خاصة، ولم أعمل حتى تطوّعت في مطبخ المؤسسة. في البداية كنا نطبخ لمسنين ثم تطوّر العمل وصرنا نطبخ لغير المسنين أيضاً، وبعدها انتقلنا إلى مرحلة إعداد المؤونة، فالتحقت بثلاث دورات لها علاقة بهذا الأمر نظمتها جمعية نواة، وكانت مدة كل دورة ثلاثة أشهر، ثم بدأت إعداد المؤونة، وعملي هنا لا يمنحني الدعم المادي فقط، بل يساعدني نفسياً أيضاً لأنني أخرج من البيت وأتعرف على أشخاص آخرين وأتفاعل معهم، ما يجعلني منفتحة على العالم”.