“صندوق” لدعم الطلبة الغزيين خارج القطاع
العربي الجديد- انتصار الدّنّان
في محاولة لدعم الغزيين أينما حلوا، من بينهم الطلاب، كان مشروع صندوق لدعم الطلبة الغزيين في الخارج مالياً.
يصعب على الطلاب الفلسطينيين الذين يعيشون خارج قطاع غزة التواصل مع أهلهم أو الحصول على المبالغ المادية التي عادة ما كانوا يرسلونها إليهم لتأمين مصاريفهم الخاصة وتسديد الأقساط. ومنهم من فقد عائلته أو أحداً منها، فيما تمكن آخرون من النزوح إلى مدينة رفح.
في هذا الإطار، يهدف مشروع “صندوق” إلى تقديم المساعدة المادية للطلاب الجامعيين الذين فقدوا التواصل مع أهلهم. وتقول نيفين حشيشو من مدينة صيدا في جنوب لبنان، وهي من الأشخاص الذين بادروا لإنشاء الصندوق: “نحن معنيون بالشأن الوطني خصوصاً في مدينة صيدا. وبالتالي، فلسطين جزء من المدينة والعكس، حيث لا فرق بين الفلسطينيين واللبنانيين. نحن منسجمون جداً مع بعضنا البعض. ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وبدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، كانت مبادرة الصندوق لدعم طلاب غزيين في كل من تركيا ومصر والجزائر وتونس والمغرب، والذين كانوا يعتمدون على المال الذي يرسله أهلهم إليهم. إلا أن العدوان أعاق هذه العملية وبات هؤلاء عاجزين عن تأمين احتياجاتهم الأساسية. وإزاء ذلك، وجدنا أنه لا بد من أن نقوم بعمل ما حتى نقدم المساعدة لأولئك الطلاب. أحد الأصدقاء وضع إعلاناً على فيسبوك مطالباً بمساعدة هؤلاء الطلاب، على أن يرسل الراغبين مبالغ مالية”.
وتضيف حشيشو “طرحنا فكرة الصندوق ومبادرة لدعمه. وكانت الفكرة خياطة أكياس من القماش والرسم عليها رسومات تتعلق بفلسطين. وقبل البدء بالتنفيذ، كنت أفكر بأكياس للبيت. فقلت لنفسي لم لا نشتري القماش ونخيطه ونبيع الأكياس حتى يعود ريعها للطلاب؟ أقنعت أمي بأن تخيط لنا الأكياس بهدف التوفير إذ إن كلفة الخياطة مرتفعة. وبالفعل، خاطت أمي خمسين كيساً، واتفقنا مع مطبعة، وقد ساعدنا صاحب المطبعة من خلال الحسم من كلفة الطباعة. يشار إلى أن صاحب المطبعة هو محمد فواز من بلدة شحيم. كما ساهم فنانون فلسطينيون ولبنانيون وسوريون برسم لوحات تتعلق بفلسطين لطباعتها على الأكياس، والفنانون هم أمل كعوش وهي فلسطينية، وديمة نشاوي وهي سورية، ونضال خيري وهو فلسطيني بالإضافة إلى دينا نشادي. وساهمت كعوش بإنشاء صفحة لنشر الموضوع، علماً أن قيمة التبرع في حدها الأدنى هي عشرة دولارات.
وهناك من تبرع بمبلغ أكبر مما طلبنا. وخلال أربعة أيام، بعنا كل الأكياس وجمعنا مبلغاً قدرة 1100 دولار. وبعدها، اتصلت بصديق مقيم في روسيا، تواصل بدوره مع آخرين لإعداد داتا بأسماء الطلاب الغزيين، وتواصلنا معهم. وتمكنا من إيصال مبلغ إلى طالب في الجزائر لديه شقيقة أيضاً تدرس في تونس، وتم توزيع المبلغ على ثلاثة طلاب في النهاية”.
تتابع: “اقترحت كعوش إقامة حفلة غنائية وطنية في مدينة صيدا يعود ريعها للطلاب الغزيين، وطبعنا مجموعة من الأكياس. ونحن اليوم نبحث عمن يطبع لنا عليها بسعر أرخص. ونعمل بجدية في هذا المشروع من أجل جمع المال لمساعدة الطلاب. فإسرائيل اليوم تتحكم بمصير غزة وتقتل وتشرد وتهدم بيوتاً وتترك أهلها جوعى، وما يقدمه المقاومون في غزة والمقاومون في جنوب لبنان ليس بالأمر السهل. هم يقاتلون من أجل أن يحموا البلد، وأنا أعيش بحريتي وعلى راحتي في مدينتي وأذهب إلى عملي لأن المقاومين يدافعون عنا وعن حريتنا وكرامتنا”.
تضيف: “نحن مصممون على متابعة المشروع علماً أن هناك طلاباً غزيين أبلغونا بأنهم سيردون المال الذي حصلوا عليه عندما تنتهي الحرب”. وتوضح: “أمي تتولى الحياكة ونحن نطبع ونبيع”، مشيرة إلى “أننا نعمل على تنويع المبادرات. أمل غنت ولينا تبرعت بكتابها لنبيعه بالسعر الذي نراه مناسباً، على أن تذهب المبيعات لريع المشروع. ويحكي كتاب لينا عن حرب 2006، ونحن منفتحون على كل الأفكار التي تخدم مشروعنا”.
الشخص الذي نحول له المبلغ المادي اسمه عبد، وهو يقوم بدوره بتحويل المبلغ للطلاب بعد التواصل مع اللجان الموجودة في إسطنبول، بهدف توثيق أسماء وأرقام الطلاب. وتشير إلى أن مصر أعفت مؤخراً الطلاب الغزيين من الأقساط، و”نحن نحاول دفع مصاريف شهرية حتى لا يتعرضوا للإهانة”.
يشار إلى أنه بالإضافة إلى الأزمة المالية التي يعيشها عدد من الطلاب الفلسطينيين، وخصوصاً المتحدرين من قطاع غزة، فإنهم يعانون جراء القلق على ذويهم، وعدم قدرتهم على توديع الذين استشهدوا، وقد خسر كثيرون أفراداً من عائلاتهم.