
العربي الجديد- انتصار الدنان
تبدأ مراحل تعليم الفلسطينيين في لبنان من الصف الأول الأساسي، ما يعني أن الأطفال بين عمري ثلاث وست سنوات يبقون في البيت بسبب عدم قدرتهم على الالتحاق بمدارس الفلسطينيين في لبنان وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لذا تتمثل البدائل في رياض الأطفال التي تدعمها مؤسسات وجمعيات تمول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قسماً من برامجها.
وأخيراً أوقفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب العديد من البرامج حول العالم، ومن بينها تلك للأمم المتحدة ما انعكس على تمويل “يونيسف” التي تنفذ برامج فلسطينية وسورية في لبنان. وتقول مديرة روضة أبناء القسام، في مخيم برج البراجنة ببيروت، فاديا لوباني، لـ”العربي الجديد”: “تعمل روضتنا ضمن برنامج الطفولة المبكرة الذي تدعمه يونيسف. وقد أرسلت الإدارة الداعمة ليونيسف بريداً إلكترونياً أبلغتنا فيه بوقف التمويل في نهاية مايو/ أيار الجاري، ما يشير إلى حتمية توقيف الأنشطة الصيفية، وعدم تمديد البرنامج التعليمي فنحن لا نتقاضى أقساطاً من الطلاب، وتعمل ست عشرة معلمة لدينا براتب شبه تطوعي يبلغ 200 دولار”.
تضيف: “يستهدف المشروع الذي تدعمه يونيسف تطوير مهارات المربيات وبرامج خاصة بالأطفال، وإعطاء المربيات رواتب، وهو يشمل كل روضات المخيمات، علماً أن نحو 50 روضة تستفيد من التمويل”.
وتقول المعلمة سميرة ياسين المتحدرة من بلدة الشيخ داود بقضاء عكا في فلسطين والتي تقيم في مخيم برج البراجنة، وهي مربية في روضة أبناء القسام التي تعمل فيها منذ 22 عاماً، لـ”العربي الجديد”: “عدم حصولي على راتب 200 دولار سيؤثر علي خصوصاً انه يتزامن أيضاً مع وقف الوكالة الأميركية الدولية للتنمية (USAID) منحة ابنتي التي تشمل قسط الجامعة ومبلغ 100 دولار، في حين أنه يبقى لها عام دراسي واحد قبل أن تتخرج”.
وتقول سوسن محمد المتحدرة من قضاء عكا بفلسطين والتي تقيم في مخيم برج البراجنة: “أعمل في مشروع الطفولة المبكرة الذي ستوقف يونيسف تمويله بسبب عدم وجود دعم، وهذا العمل هو ملاذي الوحيد حتى لو أنني أتقاضى راتباً رمزياً، فهو يسد احتياجاتي القليلة والأشياء الأساسية علماً أنني امرأة منفصلة عن زوجي، ومسؤولة عن تأمين مصاريف أولادي في بلد يعتبر وضعه المعيشي سيئا للغاية”.
تتابع: “أعيش في بيت أهلي بمخيم برج البراجنة، وهو مستأجر، ووضع أهلي المادي متدهور، ولدي ثلاثة أولاد، لذا لا أعلم ماذا سأفعل بعدما علمت بخبر توقيف المشروع التي يعني أنني سأخسر عملي”.
وتقول مديرة مؤسسة تعاون في لبنان السيدة سوسن مصري لـ”العربي الجديد”: “المؤسسة أهلية تخدم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ونعمل لضمان التعليم والصحة وتقديم مساعدات كثيرة أخرى، وهي شريكة أساسية منذ تسع سنوات مع يونيسف لدعم التعليم في مرحلة مبكرة. ومن بين برامج الشراكة تحسين التعليم في رياض الأطفال، وضمان حصول عدد أكبر من الطلاب على التعليم قبل المدرسة. ومن خلال هذه الشراكة تخدم المؤسسة 50 روضة، وتعمل مع 20 مؤسسة شريكة داخل الوسط الفلسطيني”.
تتابع: “نعمل مع يونيسف لتدريب مواكبة المعلمات مراحل نمو الأطفال وتأهيل الرياض وتزويدها بالمواد اللازمة، وتحسين البيئة الصحية، ووضع الحدّ الأدنى من المعايير، وتنشيط الروضة. وتساهم يونيسف في إدخال تحسينات على الوسط الفلسطيني، وفي دفع رواتب معلمات، حتى لو بشكل جزئي”.
تضيف: “انعكس توقيف التمويل على يونيسف التي أجبرت على توقيف برامج وموظفين من العمل فتأثرت مؤسستنا التي تستفيد من هذه الشراكة، وبالتالي قدرتها على دعم رياض أطفال ما يحتم البحث عن بدائل. وفعلياً يأتي وقف التمويل في وقت صعب للمؤسسة لأن البدائل غير متوافرة، خصوصاً أن دولاً أخرى أوقفت التمويل أو قلصته، إذ كان يمكن أن نلجأ إلى مصادر تمويل أخرى لكنها ليست متوفرة حالياً. وحالياً تبحث يونيسف نفسها عن بدائل، حتى بحجم أقل، لمحاولة منع توقيف التمويل بالكامل، لكن الانقطاع مرجح خصوصاً خلال الصيف المقبل.
وتؤكد أن “الجميع يبحث عن بدائل كي يستمر عمل الروضات والخدمات الممنوحة للاجئين الفلسطينيين، فيونيسف لا تغطي فقط عمل الروضات وتساهم في تطويره، بل تدعم أيضاً التعليم المدرسي، وبرامج الشباب، وخدمات الصحة العامة. وبالتأكيد تعمل يونيسف مع جمعيات أخرى يمكن أن تشكل خيارات بديلة مناسبة لمواصلة دعم البرامج المهمة للاجئين.