نفاق الغرب وازدواجية المعايير: عندما يُحتفى بذكرى مذبحة ويُتجاهل ذبح شعب بأكمله

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان- عمر فارس
في مشهد ي قطر نفاقًا وخزيًا، يحتفل قادة أوروبا والغرب بذكرى الهولوكوست الذي وقع قبل أكثر من ثمانين عامًا، بينما يصمون آذانهم ويغضّون أبصارهم عن الهولوكوست الذي يُرتكب اليوم، بأبشع صوره، ضد الشعب الفلسطيني على يد حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.
نعم، كانت الهولوكوست جريمة بشعة ارتكبها النازيون ضد الأبرياء، جريمة لا يسقطها الزمن ولا يغفرها الضمير الإنساني.
ولكن الجريمة الأكبر اليوم أن أبناء وأحفاد ضحايا تلك المأساة – من الصهاينة الذين ادّعوا أنهم يحملون إرث الألم والمعاناة – قد تحولوا إلى جلادين، ونفّذوا، ولا يزالون ينفذون، هولوكوست جديدًا بحق الشعب الفلسطيني.
الضحية الأمس أصبحت جلادًا اليوم، وجلادًا فاق في إجرامه ما ادّعى أنه قد تعرض له.
تحت سمع وبصر العالم المنافق:
تُباد عائلات فلسطينية بأكملها.
يُهدم الحجر والشجر والبشر معًا.
تُحاصر غزة حتى الموت جوعًا وقهرًا.
يُقتلع الناس من أرضهم قسرًا تحت حجج واهية وتواطؤ دولي مخزٍ.
أين حقوق الإنسان التي يرفع الغرب لواءها؟
أين الضمير العالمي الذي يبكي على ضحايا الماضي بينما يغض الطرف عن مذابح الحاضر؟
الحكومات الغربية التي تتباكى سنويًا على ضحايا الهولوكوست، تتواطأ في دعم آلة القتل الإسرائيلية سياسيًا وعسكريًا، وتُقدم المجرمين كزعماء يحاضرون في الإنسانية والديمقراطية!
هذا ليس مجرد صمت، بل مشاركة فعلية في الجريمة.
إن مذبحة فلسطين اليوم عار على جبين كل صامت، وكل منافق، وكل من تاجر بآلام الضحايا ليبرر بها مذابح جديدة.
وسيبقى التاريخ شاهدًا: أن الذين استغلوا مأساتهم ليقتلوا بها شعبًا آخر قد سقطوا في وحل الجريمة، ولم يعودوا سوى نسخة أشد قبحًا من مضطهديهم القدماء.
إننا لن نصمت، ولن نغفر، ولن نتوقف عن تعرية هذا النفاق، حتى يتحقق العدل وتعود فلسطين لأصحابها.