مقالات

كيف استولى المستوطنون الإرهابيون على البيوت الفلسطينية

الكاتب عمر فارس

في خضم الأحداث التي تلت الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من الدمار الذي خلفته الحروب والصراعات في مختلف أرجاء العالم، جاء المستوطنون الصهاينة إلى فلسطين. استغلوا ظروف الحرب والضعف الذي عاشه الفلسطينيون في تلك الحقبة التاريخية، وجاءوا بادعاءات فارغة لا أساس لها من الحقيقة. كان الفلسطينيون الذين عُرفوا على مر العصور بكرمهم وضيافتهم، يفتحون أبوابهم لكل من يطلب المساعدة، دون أن يعلموا أن هذا الكرم سيُستغل في أغراض أخرى.

وصل هؤلاء المستوطنون، في البداية، كلاجئين، فاستقبلهم الفلسطينيون بأحضان مفتوحة، قدموا لهم الطعام والمأوى، كما هي عادة الشعب الفلسطيني الذي لا يعرف سوى التضامن والضيافة. لكن سرعان ما تبين أن هؤلاء المستوطنين لم يأتوا إلى فلسطين للعيش بسلام، بل للاستيلاء على ما لا يملكونه. ومن خلال أعمالٍ إرهابية مدروسة، بدأوا باغتصاب الأراضي والبيوت الفلسطينية.

قال لها أحدهم ذات يوم، وكأنه يعتقد أن الفلسطينيين مجرد ضيوف في أرضهم:
“لقد جئنا لنأخذ بيوتكم، وأراضيكم، وتراثكم، وطعامكم، وأجسادكم. ومن يرفض، فلدينا تهمة جاهزة: معاداة السامية”.

لكن الفلسطينيّة التي عاشت تفاصيل هذا الصراع وتذوقت مرارته على مدار الأيام، لم تتراجع. أجابته بحزمٍ، وكأن كلماتها تعبر عن روح شعب كامل:”قد تأخذ البيت، لكنك لن تملك ما فيه من ذكريات.
قد تغيّر الأقفال، لكن المفاتيح ما زالت في جيبنا، والذاكرة في قلوبنا.
جئتم لاجئين، ففتحنا لكم أبوابنا، لكنكم استغللتم كرمنا وسرقتم كل شيء.
الظلم لا يخلق تاريخًا، ولا ينهي مقاومة شعب.”

كانت هذه الكلمات بمثابة صيحة مقاومة تُعبر عن الصراع المستمر الذي خاضه الفلسطينيون ضد الاحتلال. لم يكن الأمر يتعلق فقط بالاستيلاء على البيوت، بل كان محاولة لطمس تاريخ وثقافة وهوية شعبٍ كامل. ورغم كل التحديات، لا يزال الفلسطينيون متمسكين بأرضهم وبحقهم في العودة.

اليوم، وبعد سنواتٍ طويلة من المعاناة والتهجير، ما زال المفتاح في جيب كل فلسطيني، وما زال الأمل في العودة إلى البيوت التي سُلبت، قائمًا. والذكرى، رغم محاولات الطمس، لن تموت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى