مقالات

هل ستكون “مسيرة الأحياء” مسيرة نفاق؟

الكاتب عمر فارس

في 24 نيسان/أبريل 2025، يزور رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي بولندا، ليقود مع الرئيس البولندي أندجي دودا ما يُسمى بـ “مسيرة الأحياء” – وهي فعالية تهدف إلى إحياء ذكرى ضحايا المحرقة.

لكن، في ظل ما يجري في غزة والضفة الغربية، يتحول هذا الحدث من لحظة تأمل وتذكّر إلى استعراض سياسي مليء بالنفاق والخداع.

كيف يمكن لمن يقود حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني أن يزعم احترامه لضحايا المحرقة؟
كيف يمكنه البكاء على ضحايا قبل 80 عامًا، بينما جيشه يدفن أطفال غزة تحت الأنقاض اليوم؟

إن رئيس إسرائيل يمثل دولة تمارس القتل الجماعي، والحصار، والتجويع، وتدمير المستشفيات والمخيمات والمدارس. كل ذلك يحدث في وضح النهار، أمام أعين العالم، بينما يُطلب منا أن نصمت.

والأسوأ من ذلك، أن الرئيس البولندي أندجي دودا سيقف بجانبه، ويشاركه هذه “المسيرة”. بدلًا من أن يكون صوتًا للعدالة، يشارك في تلميع صورة مجرم حرب. هذا عار على بولندا التي عانت في تاريخها من الاحتلال والدمار، التي كان ينبغي أن تكون صوتًا للمظلومين، لا للجلادين.

لقد كتب المفكر اليهودي المعروف البروفيسور نورمان فينكلشتاين:”لقد تحوّلت ذكرى المحرقة إلى صناعة تُستخدم لتبرير الجرائم السياسية، وإسكات الأصوات المعارضة”.

إن استخدام إسرائيل لذكرى المحرقة كسلاح سياسي يُسيء إلى الضحايا أنفسهم، ويشوّه رسالة “أبدًا مرة أخرى”.

واجبنا – كفلسطينيين، وكبولنديين، وكأحرار – أن نُصحّح السردية، وأن نفضح النفاق.
لا يمكن أن يكون هناك احترام للماضي إن لم نحترم حياة البشر اليوم.

صوت غزة هو صوت الحقيقة.
لن نصمت. لن ننسى. فلسطين حرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى