أبرزالفلسطينية

فلسطين ستبقى بوصلة الأحرار… ولا للتطبيع مع كيان الإبادة

في ندوة لشبيبة النهج الديمقراطي العمالي بالمغرب، سعيد عيسى يدعو لتجديد العهد مع فلسطين وتصعيد النضال ضد التطبيع

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان

إحياءً للذكرى التاسعة والأربعين ليوم الأرض الخالد، نظمت شبيبة النهج الديمقراطي العمالي بالمغرب، ندوة سياسية فكرية، تميزت بمداخلات قوية، وفي مقدمها مداخلة للرفيق سعيد عيسى، الذي عبّر عن موقف صلب وواضح من القضية الفلسطينية، مؤكداً أنها ستظل بوصلة الأحرار في معركة الحق ضد الاحتلال والعدوان.

في مستهل مداخلته، وجّه عيسى تحية نضالية إلى الجماهير المغربية التي لبّت نداء فلسطين، وخرجت في مسيرات مليونية دعماً للحق الفلسطيني، ورفضاً للإبادة الجماعية والتطبيع مع الكيان الصهيوني، مشيداً بهذا الزخم الشعبي، الذي يعكس عمق الوعي والارتباط التاريخي للقضية الفلسطينية في وجدان الشعب المغربي.

كما استحضر ملاحم الصمود والمقاومة، وفي مقدمها ملحمة يوم الأرض التي تحولت إلى رمز خالد لتشبث الشعب الفلسطيني بأرضه وحقوقه، رغم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني منذ النكبة عام 1948 إلى يومنا هذا، حيث تتواصل فصول العدوان، ويتعرض أبناء شعبنا للإبادة والتدمير والقتل والتجويع في قطاع غزة والضفة المحتلة بما فيها القدس.

وخصّ عيسى بالتحية الشهيد التونسي الطالب فارس خالد، الذي ارتقى خلال محاولة رفع علم فلسطين، مؤكداً أن هذا الاستشهاد يختزل جوهر انتماء الشباب العربي للقضية الفلسطينية، ويعبر عن أن فلسطين ليست قضية شعب واحد، بل قضية أمة كاملة، وواجب مشترك على جميع الأحرار والشرفاء في العالم.

وسلط الضوء على الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، حيث يواصل الاحتلال حرب إبادته التي خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم من الأطفال والنساء، في ظل حصار مطبق ومنع إدخال الغذاء والمساعدات، في محاولة لتركيع وتجويع أكثر من مليوني إنسان محاصر داخل غزة، مؤكداً أن هذه الممارسات ترقى إلى جرائم إبادة جماعية موثقة.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني يواجه اليوم مؤامرة غير مسبوقة في القرن الحادي والعشرين، تتمثل في ثلاث جرائم كبرى متزامنة: الإبادة الجماعية، التجويع، والتطهير العرقي، عبر محاولات التهجير القسري، وإنشاء معسكرات اعتقال جماعي، والتمهيد لترحيل السكان الأصليين في إطار مخطط ممنهج لتصفية القضية.

كما لم يغفل عن الإشارة إلى ما يجري في الضفة والقدس المحتلتين من تصعيد خطير في الاقتحامات وعمليات القتل الميداني، والتنكيل بالمواطنين، وتدمير منازلهم وتهجيرهم، تحت حماية قوات الاحتلال وبدعم من المستوطنين، في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ مكشوف من بعض القوى الإمبريالية التي لا تزال توفر الغطاء السياسي واللوجستي لهذا الإجرام المستمر.

وأكد عيسى أن فلسطين ليست للبيع، وأنه لا يمكن لأي مخطط – مهما تعاظمت قواه – أن ينجح في اقتلاع الشعب الفلسطيني أو طمس هويته أو تهجيره. ورفض ما يروج له الاحتلال وحلفاؤه حول مشاريع إعادة تشكيل خارطة فلسطين، سواء عبر تحويل غزة إلى “ريفيرا الشرق” أو تهجير الضفة نحو الأردن، واصفاً هذه المشاريع بـ”الشيطانية والإجرامية”.

وجدد التأكيد على رفض كل أشكال التطبيع، قائلًا: “لا يمكن التعامل مع كيان يرتكب المجازر كدولة طبيعية”، ودعا إلى محاسبة رموز التطبيع في العالم العربي قانونياً وأخلاقياً، كونهم شركاء في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

كما وجّه نداءً إلى الشباب العربي والمغاربي، داعياً إياهم لتجديد العهد مع فلسطين والانخراط في معركة الشرف ضد الظلم، معتبراً أن المقاومة ليست عبئاً على الفلسطينيين وحدهم، بل هي أمانة ومسؤولية تاريخية في عنق كل الأحرار في هذا العالم.

وختم سعيد عيسى مداخلته بتأكيد راسخ:
“إن يوم الأرض هو عهد ووفاء، وهو رسالة متجددة للغاصب بأننا باقون، كزيتون الجليل، وصخور الكرمل، وبرتقال يافا، وبحر غزة. سنواصل درب المقاومة والنضال حتى تتحرر فلسطين من النهر إلى البحر، وستبقى القضية الفلسطينية هي بوصلة الأمة، مهما تكالب المتآمرون وسقط المتخاذلون.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى