أبرزأخبار الجبهة

الشعبية تؤبن شهيديها البطليْن محمد محمود العلي وعبد الهادي بريش في مخيم عين الحلوة

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان

أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حفل تأبين لشهيديها عبد الهادي نزيه بريش، ومحمد محمود العلي اللذين ارتقيا في جنوب لبنان، على طريق القدس، وإسنادًا لشعبنا ومقاومتنا في قطاع غزة، وذلك يوم الأحد في 3/11/2024 .

حضر حفل التأبين قيادة الجبهة الشعبية في لبنان، ومسؤول الجبهة الشعبية في منطقة صيدا سعيد أبو ياسين، و قيادة المنطقة والكادر، وعدد من الرفاق و فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني، واللجان الشعبية، والاتحادات وشخصيات، وأطباء ولجان الأحياء والقواطع، ومؤسسات، وحشد جماهيري كبير من أبناء شعبنا في لبنان .

استهل التأبين بقراءة آي من القرءان الكريم، ألقاها خالد يوسف غنامي، ثم كانت كلمة للدكتور طلال أبو جاموس، حيا فيها شهداء فلسطين، وشهداء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذين قدموا دماءهم على طريق القدس، ومن أجل فلسطين كل فلسطين .

ثم ألقى الشيخ أبو ضياء موعظة، أكد فيها أن الشهداء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وهم أحياء عند ربهم بأرواحهم، ويوم القيامة يبعثون بأجسادهم، موجهًا كلامه لأهالي الشهيديْن بألا يحزنوا لاستشهاد ابنيهما.

ثم كانت كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها مسؤول العلاقات السياسية في لبنان عبد الله الدنان، حيث أكد أن الشهيدين الرفيقين البطلين محمد محمود العلي، وعبد الهادي نزيه بريش، ابني مخيم عين الحلوة  الوفيين، ارتقيا شهدين على طريق القدس، نصرة وإسنادًا لشعبنا الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة، في مواجهة أبشع وأشرس حملة إبادة وتطهير عرقي، ودفاعًا عن لبنان، في مواجهة العدوان الوحشي، وينضمان بكل إيمان واندفاع إلى تلك الثلة المقاومة، للتصدي للعدوان، وإسقاط أهدافه على ثرى الجنوب اللبناني الصامد، فمحمد وعبد الهادي، لن يكونا مجرد اسمين في سجل الشهداء، بل هما رمز لعنفوان شعب، ونبض لضمير حيّ يدرك قيمة التضحية ويقدس درب النضال. اختارا بإرادتيهما الحرة طريق الصمود، وأدركا أن السبيل نحو التحرير يحتاج لدماء الأبطال، ولا يتحقق بالنظر من بعيد أو الخوف من القادم، بل بالمواجهة وإعلاء راية الحق في وجه الظلم والطغيان. لقد أدركا أن المعركة هي معركة وجود، وأن الصمت أمامها هو خيانة للأرض، ولذا وقفا كتفًا بكتف مع إخوانهم من أبناء لبنان، رافضين الانكسار أو الخنوع، ورابطين مصيرهم بمصير شعبهم وأرضهم .

و تابع، انطلق الشهيدان محمد وعبد الهادي من قلب المخيم، من بين أزقته وشوارعه التي عرفت النضال منذ النكبة الأولى، لتؤكد لنا أن أبناء المخيمات، وإن بُعدوا عن فلسطين بالجغرافيا، فإنهم أقرب إليها بالروح والإرادة والعزيمة، بروح منطلقة من الإيمان وبعزيمة لا تلين، انطلقا ليؤكدا للعالم أن دماء الفلسطينيين واللبنانيين واحدة، وأن طريق القدس لا يمر فقط عبر الحدود، بل يمر عبر قلب كل مقاومٍ اختار الدفاع عن حق شعبه في العيش بحرية وكرامة، ونحن إذ نودعهما، فإننا نودع فيهما جزءًا من روحنا، ونشعر بأن الفقدان كبير، لكن العهد أعظم، فقد تعاهدنا مع الشهداء أن نبقى أوفياء لدمائهم، وأن لا نحيد عن مسار النضال حتى نستعيد كرامة أرضنا، ونرفع راية النصر فوق ربى فلسطين المحررة، فهما اليوم نجمتان تنيران سماءنا، ويذكراننا بأن نضالنا لم ينتهِ، وبأن الطريق طويل، لكنه الطريق الوحيد نحو الحرية.

وتابع، أمام استمرار حملة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني لا سيما في شمال قطاع غزة، حيث يسعى العدو الصهيوني جاهدًا لإفراغ الارض من سكانها، مستخدمًا لتحقيق ذلك كل وسائل القتل والتدمير، والتجويع والحصار، ورغم الآلام والتضحيات يواصل شعبنا الفلسطيني صموده وثباته ومقاومته، ليتحول قطاع غزة إلى أسطورة وأيقونة لكل الأحرار والشرفاء في العالم، ولعنةً ستطارد كل المتواطئين والداعمين والصامتين والمتخاذلين عن نصرة هذا الشعب المظلوم.

 وفي هذا السياق، فإننا نؤكد رفض شعبنا ومقاومته لكل محاولات الخداع والتضليل، من خلال طرح مبادرات هدفها منح المزيد من الوقت للاحتلال لتحقيق مشروعه، ونؤكد أن أي حلول لا تتضمن وقفًا شاملًا ونهائيًّا للعدوان، وانسحابًا كاملًا من قطاع غزة، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات، لا يمكن أن يقبل بها شعبنا، وهذا ما يستدعي تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، من خلال الشروع فورًا في تشكيل حكومة وفاق وطني على قاعدة الشراكة الكاملة بين مختلف مكونات شعبنا، بما يكفل وضع حد للعدوان والاحتلال، وقطع الطريق على كل المشاريع المعادية الهادفة الى تصفية قضيتنا الوطنية.

وقال:” اسمحوا لي باسم قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكوادرها وأعضائها وأنصارها، أن نعبر عن أعمق مشاعر الشكر والامتنان، لكل من شاركنا هذا العرس الوطني، في وداع شهيدين بطلين ستبقى ذكراهما خالدة في الوجدان الذاكرة .

ثم كلمة آل الشهيدين، ألقاها الحاج نزيه بريش، استهلها بتوجيه التحية للشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الأرض، وإسنادًا لشعبنا في قطاع غزة، قدموا أرواحهم من أجل أقدس قضية عرفها التاريخ، حيث اختلط الدم الفلسطيني واللبناني دفاعًا عن جنوب لبنان، وتجسيدًا لوحدة الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني، في مواجهة العدوان الصهيوني البربري.

 وتابع إن الدول الاستعمارية تكالبت علينا، والعالم تركنا وحدنا، تركتنا الدول الإسلامية والعربية نواجه العدو الصهيوني الفاشي لوحدنا، وبقي المجاهدون المقاومون الذين يقدمون الدماء دفاعًا عن الأرض و العرض.

وقال:” إننا عوائل الشهداء الذين نزرع البذرة الطيبة، وكلنا قدمنا ونقدم الشهداء، فندعو الله أن يتقبل الشهداء و يرحمهم، ونأمل من الجميع تربية أولاده على النضال، نحن نريد رجالًا بالمعنى الحقيقي، فلسطين تريد رجالًا، فلسطين بحاجة للمجاهدين والمقاتلين، وجميعنا مشاريع شهادة، فأرجو من الله أن يتقبلنا جميعًا و يتقبل شهداءنا، وأن نكون عند حسن الظن فينا.

 وشكر كل من اتصل، ومن قدم التبريكات، وحضر لمواساتنا بشهدائنا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى