آراء

إنّا هنا باقون

العربي الجديد- انتصار الدّنّان
04-11-2023
اجتمعوا، ليحلوا قضيتنا،
يا للسخرية،
احتسوا القهوة،
وقهقهوا،
وربما شربوا نخب دمائنا.
بيوتنا تقصف،
أرواحنا تنتزع من صدورنا،
أشلاؤنا تتطاير في الفضاء،
أطفالنا ركبوا الهواء أحصنة،
وسافروا، ورحلوا من دون
حقيبة.
صاروا كالطيور يسابقون الريح،
ليلعبوا فوق السحاب
وتحت ضوء الشمس.
هناك لن يُكرّر موتهم،
هناك لن يشرب أحدٌ نخب طفولتهم،
ولن تجتمع الأمم المتّحدة،
وحقوق الإنسان، وجامعة الدّول العربيّة،
ليتسامروا، ليضحكوا، وليخرجوا إلينا
ببيان نعي جديد اعتدنا عليه.
اقتلوا ما شئتم،
دمّروا هُويّتهم،
احفروا في الأرض قبورهم.
ادفنوهم بلا كفن (معليش)
غيّروا ملامحهم،
فإنّهم لا يشبهوننا،
نعم، لا نشبهكم،
ولن نشبهكم،
فنحن الماضي، والحاضر، والمستقبل.
شنّوا هجومكم كيّفما شئتم
قطّعونا، وصفّوا أشلاءنا على الأرصفة،
علّقوا أرواحنا على ألواح التّنك،
وزفّونا، وارقصوا على أوجاعنا
لكنّنا،
سنعيد تكوين أصابعنا،
نكتب على الجدران حكايات أرواحنا الّتي
صعدت إلى السّماء
إنّا هنا باقون،
سيبقى ظلّنا ينتشر عطره
من بين الزّهر والزّيزفون
والزّيتون،
ستظلّ قناديلنا
تضيء فوق قبورنا،
وتغنّي، إنّا باقون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى