تصفية “الأونروا”: احذروا من غضب اللاجئين الفلسطينيين
موقع صمود- *حمزة البشتاوي
تعتبر حكومة الحرب الإسرائيلية بأنّ تنفيذ الخطة التي أعدّها معهد الأمن القومي الإسرائيلي في العام 2020، لتصفية وكالة الأونروا، قد أصبح ممكناً الآن، و تتضمن الخطة تصفية “الأونروا” ونقل مهامها و صلاحياتها إلى منظمات دولية بديلة وخاصة المفوضية السامية للاجئين، بهدف توطينهم في الدول المضيفة وإنهاء حقّ العودة، باستخدام أسلحة التدمير والتجويع والحصار.
وتشارك الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها بهذه الخطة منذ ما قبل صدورها، وذلك عندما أوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2018 تمويل وكالة الأونروا، والآن يعيد الرئيس جو بايدن الأمر نفسه مترافقاً مع تأييد عدد من الدول الغربية التي كانت تعتبر أنّ وجود وكالة الأونروا أقل كلفة من غيابها، في ظل فشل عمليات التسوية وإصرار وتمسك اللاجئين الفلسطينيين بحقّ العودة.
وقد تبين أنّ عدداً من الموظفين الـ12 الموجهة إليهم التهم والأكاذيب الإسرائيلية قد استُشهدوا وهم كانوا أساتذة يدرسون اللغة العربية والرياضيات في مدارس “الأونروا” ومن بينهم عاملة اجتماعية
ويستهجن اللاجئون الفلسطينيون كيف أقدمت هذه الدول بالإنسياق وراء الموقف الإسرائيلي والأمريكي بعد أن وفّرت دعماً غير مسبوق لحكومة الحرب الإسرائيلية وجيش الاحتلال الذي يرتكب أبشع المجازر بحقّ الفلسطينيين، وتقوم بقطع التمويل عن وكالة الأونروا فقط لمجرد الحديث عن إحتمال مشاركة 12 موظفاً من اصل 31 ألف موظف في معركة طوفان الأقصى، وقد تبين أنّ عدداً من الموظفين الـ12 الموجهة إليهم التهم والأكاذيب الإسرائيلية قد استُشهدوا وهم كانوا أساتذة يدرسون اللغة العربية والرياضيات في مدارس “الأونروا” ومن بينهم عاملة إجتماعية، ولكن الدعاية الإسرائيلية الموجهة والتصريحات التي صدرت عن وزراء في حكومة نتنياهو، وتقارير أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حول الاتهامات المزعومة، كانت موجهة لتحقيق هدف إستراتيجي، يتعلق بتفكيك وإنهاء عمل الوكالة، وإلحاق الضرر الكبير بحياة ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين وحقّهم بالعودة إلى ديارهم التي هُجروامنها قسرًا عام 1948
وصف فيليب لازاريني المقاومة الفلسطينية بالإرهابية، ولم يتحدث بكلمة واحدة ضد حرب الإبادة الوحشية على الشعب الفلسطيني، واستهداف جيش الاحتلال لمقرات “الأونروا” في قطاع غزة، وقتل أكثر من 152 موظفاً من موظفيها
وتشكّل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بما تقدّمه من خدمات صحية وتعليمية وإجتماعية شريان حياة بالنسبة لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، وتريد حكومة الحرب الإسرائيلية قطع هذا الشريان عبر تقييد عمل “الأونروا” وإغلاق مراكزها، وصولاً إلى إجتثاثها نهائيا، كي لا تكون جزءاً من المرحلة القادمة وفق خطتها لما تسميه اليوم التالي للحرب.
وكان لافتاً في ظل الهجمة غير المسبوقة على الوكالة وفي إزدواجية معايير واضحة، تصريح المفوض العام لـ”الأونروا” فيليب لازاريني وصف فيه المقاومة الفلسطينية بالإرهابية، ولم يتحدث بكلمة واحدة ضد حرب الإبادة الوحشية على الشعب الفلسطيني، واستهداف جيش الاحتلال لمقرات “الأونروا” في قطاع غزة، وقتل أكثر من 152 موظفاً من موظفيها.
ويتوقع أمام قرارات وقف التمويل التي هي عبارة عن حصار فوق حصار، واستخدام لسلاح التجويع لكسر إرادة الشعب الفلسطيني أن ينتقل اللاجئون الفلسطينيون من التحركات السياسية والشعبية إلى المواجهة المباشرة مع مصالح الدول المشاركة بالخطة الإسرائيلية وعمليات التصفية والتجويع، وقد يكون على هذه الدول أن تسجل في الصفحة الأولى كلام اللاجئ الفلسطيني الذي يقول: (أنا لا أكره الناس، ولا أسطو على أحد، ولكنّي إذا جعت آكل لحم مغتصبي، فحذار حذار من جوعي ومن غضبي).
*كاتب وإعلامي