الأمم المتحدة: الفلسطينيون في غزة يعيشون جحيمًا على الأرض
العربي الجديد- فرانس برس
أعلنت الأمم المتحدة، أن الفلسطينيين في غزة يعيشون جحيماً على الأرض، في ظلّ نقص الوقود وتضاؤل الإمدادات، وسط مبان أو مخيمات دمرها القصف بجوار أكوام ضخمة من القمامة، ودرجات حرارة مرتفعة وأوضاع صعبة لا تطاق في القطاع.
وقالت المتحدثة باسم كالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لويز ووتريدج، الجمعة، بعد عودتها إلى قطاع غزة يوم الخميس عبر معبر كرم أبو سالم في أقصى جنوب قطاع غزة: “يمكنك سماع القصف من الشمال والوسط والجنوب. غزة الآن أصبحت بمثابة جحيم على وجه الأرض، الجو حار جداً. القمامة تتراكم في كل مكان، والناس يعيشون تحت أغطية بلاستيكية حيث ترتفع درجات الحرارة”.
وأضافت المسؤولة الأممية في بيان، أن العديد من العائلات تعيش داخل المباني المدمرة، “وضعت بطانيات أو أغطية بلاستيكية لتغطية الجدران المحطمة. لذلك من الواضح جداً أن نرى الفرق الذي أحدثه غزو رفح والعمل العسكري المستمر”.
الفلسطينيون في غزة: أوضاع لا تطاق
وتطرقت ووتريدج إلى انهيار القانون والنظام بعد ما يقرب من تسعة أشهر من الحرب. في ظل الأوضاع الصعبة يضطر الفلسطينيون في غزة إلى إيقاف شاحنات المساعدات بحثاً عن الغذاء بمجرد عبورها إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، هذا خلافاً عن الأنشطة الإجرامية وأعمال السرقة.
وتابعت: “كان الطريق مليئاً باللصوص عندما وصلنا. وصلنا بالتزامن مع بعض شاحنات المساعدات، وكان هناك مئات من الرجال المسلحين ينتظرون وصولها. كانت الشاحنات التي مررنا بها في الطريق مدمرة للغاية، حيث تحطم زجاجها الأمامي بالكامل. لقد شعرت بحالة فوضوية تماماً”.
تحدثت ووتريدج عن تضرر مباني الأمم المتحدة أو تدميرها، حيث سبّب القصف تدمير بعضها، بينما ترك ثقوباً كبيرة لدى البعض الآخر وأصبحت الآن مكشوفة. وقالت: “تعرضت كل مرافق أونروا بما فيها المدارس والمستودعات وأماكن توزيع المواد الغذائية وما إلى ذلك لأضرار جسيمة أو طاولها الدمار. جدران مليئة بثقوب الرصاص وأخرى محطمة. طوابق منهارة بعضها فوق بعض مثل الفطائر. لن يكون بوسعك أن تعرف أن هذه كانت منشآت تابعة للأمم المتحدة يحميها القانون الدولي”.
وأكدت أيضاً أن عمليات الإغاثة لا تزال تواجه عراقيل بسبب صعوبة جلب الوقود من معبر كرم أبو سالم. وتابعت: أما ما يخص أونروا، فهناك خطط لتوزيع ما لدينا من طعام ومراتب النوم، ولكنها محدودة للغاية. إن ذلك دليل آخر على مدى سوء الاستجابة الإنسانية، عندما لا يكون لدينا ما يكفي من الوقود لنتحرك”. وحذرت من أنه “بدون الوقود، ستتوقف الاستجابة الإنسانية بالفعل”.
وعلى بعد 150 متراً، وصفت تكدس نحو 100 ألف طن من النفايات مع نصب خيم موقتة حولها. وشددت على أن “السكان يعيشون وسط ذلك”، محذرة من أنه “ارتفاع درجات الحرارة، يزيد بؤس الظروف المعيشية.” وذكرت ووتريدج بالوضع قبل الحرب، عندما كانت سيارات جمع النفايات تقوم بمهمتها وتنقل القمامة إلى مكب مخصص لذلك. وأشارت إلى أن المناشدات الموجهة إلى السلطات الإسرائيلية للوصول إلى مكبات النفايات تُرفض في كثير من الأحيان.
وتطرقت في جنيف عبر تقنية الاتصال المرئي من جنوب غزة، إلى انعدام الأمن الغذائي في القطاع، مشيرة إلى تأثيره الواضح على الفلسطينيين، وأوردت “عندما أرى زملائي وأصدقائي هنا، لا يمكن التعرف عليهم بوضوح، لأنه بعد عدم الحصول على الغذاء لفترة طويلة، تبدأ بالتقدم في السن، وتبدو في وضع غير صحي، ويتغير لون بشرتك”.
الفلسطينيون في غزة وانتظار الموت
شهد الخميس عبور مرضى بالسرطان من قطاع غزة المنكوب إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم، في أول عملية إجلاء من غزة منذ إغلاق معبر رفح الحدودي أوائل مايو/أيار عندما سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه. وتقول منظمة الصحة العالمية، إن هناك 10 آلاف مريض في قطاع غزة في حاجة إلى الإجلاء لتلقي العلاج.
وبحسب ووتريدج، فإن أحد زملائها في أونروا، ويدعى عبد الله، انتظر الإجلاء لشهرين منذ إصابته في إحدى الغارات، علماً أن ساقيه بُترتا أواخر فبراير/ شباط الماضي. ومنذ ذلك الوقت، أمضى أسابيع في مستشفى الشفاء الذي كان الأكبر في القطاع، عندما كان يحاصره الجيش الإسرائيلي. وقضى شهرين أيضاً في خيمة طبية ينتظر الإجلاء، و”كان في بعض الأيام ينتظر الموت”. وأُجليَ عبد الله في إبريل/نيسان الماضي.
وأوضحت ووتريدج أنها زارته في أواخر إبريل/نيسان مع زميلة “تبرعت له بالدم على الفور لإبقائه على قيد الحياة”. وأضافت “من غير المقبول أن يعاني الناس كل ذلك وأن يعاملوا بهذه الطريقة”.