حملة “أنا مقاطع” في المخيمات الفلسطينية شمال لبنان
العربي الجديد- انتصار الدنان
زادت دعوات مقاطعة بضائع المؤسسات التي تدعم إسرائيل مع بدء الحرب على غزة، لكن بعض التجار في المخيمات الفلسطينية في لبنان استمروا في بيع منتجات تدعم الكيان، كما لم يقاطعها بعض الناس، فانطلقت حملة في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين (شمال)، لمقاطعة تلك البضائع.
ونشر شبان في المخيم بياناً على وسائل التواصل الاجتماعي قالوا فيه إنهم سيحجزون شاحنات شركة بيبسي كولا الأميركية التي تدخل إلى المخيم، وسيتم إتلاف ما فيها، وسيمنعون دخول كل المنتجات الداعمة للعدو. وانتشر هذا البيان في كل المخيمات الفلسطينية.
يقول الناشط ناصر رميح، المتحدر من بلدة البويزية بقضاء صفد، ويُقيم في مخيم البداوي، لـ”العربي الجديد”: “بدأت مع شبان آخرين حملة المقاطعة منذ مدة طويلة، وحصل تجاوب من الناس، لكن ليس بالمستوى المطلوب. وفي حين استمرت شركات داعمة لإسرائيل في إدخال بضائع إلى المخيم، خاصة شركة بيبسي كولا التي أكدت دعمها للكيان الصهيوني من خلال نشر إعلانات مستفزة، أنشأنا تجمعاً، وأخذنا على عاتقنا منع إدخال بضائع هذه الشركات الداعمة، حتى لو أراد بعض الناس شراءها واستخدامها، وقررنا منع شاحنات شركة بيبسي كولا من دخول المخيم”.
يضيف: “وقفنا عند بوابة المخيم صباحاً لمنع الشاحنات من الدخول، وانتظرنا وقتاً طويلاً من دون أن تأتي هذه الشاحنات، ثم بقيت وحدي، وبعد وقت دخلت الشاحنة، فطلبت من السائق التوقف وعدم دخول المخيم، وقلت له إن منظره مستفز. وكان السائق متعاوناً، وأخبرني بأنه يستطيع الدخول من طريق آخر فاستدعيت الشبان الذين ساعدوني في قطع السير، ثم نفذنا جولات على المحلات التجارية الموجودة في المخيم، والتي تقاطع البضائع الداعمة، وعملنا على دعم هذه المحلات شعبياً وإعلامياً من أجل حث الناس على الشراء منها. من هنا انطلقت حملة (أنا مقاطع)، وطالبنا كل شخص بالانضمام إليها، وعملنا بطريقة غير مباشرة على التحريض على المحلات التي كانت لا تزال تبيع منتجات بيبسي كولا ونستله وسلع أخرى تابعة لمؤسسات تدعم الكيان”.يتابع رميح: “لاقت الحملة تجاوباً كبيراً من الناس، ومن غالبية المحلات التجارية، وطلبنا عدم استيراد منتجات لمؤسسات داعمة وإيجاد بدائل محلية لها. وتواصلت نحو 90 في المائة من المحال الكبيرة والصغيرة معنا، وأكد أصحابها انضمامهم إلى المقاطعة. وبعدما منعنا دخول الشاحنة التابعة لشركة بيبسي كولا إلى مخيم البداوي تكرر الأمر ذاته في باقي المخيمات الفلسطينية والعديد من المناطق اللبنانية. وأعادتنا هذه الإجراءات إلى ما حصل عام 2000، إذ عادت المخيمات والمناطق إلى إحياء المقاطعة من جديد، ونحن سنكمل حملتنا، وسنمرّ على المحلات التي وعدتنا بالانضمام إلى المقاطعة، ونرى هل التزمت فعلاً بذلك”.ويشير رميح إلى أن “الهدف الرئيس من المقاطعة هو دعم أهلنا في فلسطين، وإضعاف الشركات الداعمة، وتكبيد الكيان الصهيوني خسائر، وهذا ما حصل في دول عدة، حيث أغلقت شركات ومطاعم عدة أبوابها، والناس يتفاعلون معنا، وهناك عدد كبير من الشبان مستعدون للعمل ضمن الحملة، علماً أننا كنا عشرة أشخاص في البداية. ومن خلال المقاطعة نساهم في محاصرة العدو اقتصادياً، وهذا أقل ما يمكن تنفيذه، والقضية قضيتنا، لذا يجب أن نكون رأس الحربة في هذا الموضوع”. وختم: “نضع في الحملة صور شعارات المؤسسات الداعمة لإسرائيل إلى جانب صور أطفال غزة، ونخبر الناس بأن هذه المواد تدعم شراء العدو أسلحة لقتل أهلنا”.ويقول فؤاد البنى، وهو مدرّس متحدر من عكا بفلسطين ويٌقيم في مخيم البداوي، لـ”العربي الجديد”: “هذه الحملة وليدة الواقع، ولا نستطيع قول إن هناك من حركها، لكن بعد نحو ثمانية أشهر من العدوان على غزة لا يزال هناك من لم يقاطع، وهذا الأمر المعيب دفعنا إلى منع شاحنات الشركات الداعمة من دخول المخيم. وبادرنا في خطوة أولى إلى منع دخول شاحنة شركة بيبسي كولا إلى المخيم، والناس وافقوا على البيان كما وافقوا على نزولنا إلى الشارع لمنع شاحنات هذه الشركات من الدخول، وليست شركة بيبسي كولا وحدها الداعمة، بل هناك شركات عدة”. يتابع: “نحث عبر منشورات على المقاطعة ودعم المحلات المنضمة إلى المقاطعة من خلال الترويج لها. ووجهنا رسالة من خلال خطبة صلاة يوم الجمعة إلى المحلات التي لم تقاطع بعد، وطلبنا منها أن تسير على خطى المقاطعة. ربما جاءت خطوتنا متأخرة، إذ كان يجب أن نبدأ بها سابقاً، لكنها حصلت في حين لا يزال الشارع يغلي والناس مقهورون مما يشاهدونه في غزة”.