العربي الجديد- انتصار الدنان
يتواصل العدوان الإسرائيلي على قرى وبلدات جنوبي لبنان وشرقيه، مخلفًا مزيداً من الشهداء والجرحى، واستقبلت مستشفيات مدينة صيدا السبعة جرحى عديدين، ويتفاوت استيعاب المصابين بين مستشفى وآخر.
تقول مسؤولة قسم الطوارئ في مستشفى “دلاعة” بمدينة صيدا، منى حليمة لـ”العربي الجديد”: “استقبلنا 14 مصاباً عقب تفجيرات البيجر، وكانت متفاوتة بين متوسطة وخطيرة، وجميعها كانت إصابات في العيون والأيدي، وشملت بتر أصابع، وأربع إصابات خطرة في العيون، وعندما بدأ العدوان على الجنوب استقبلنا 30 إصابة، كانت بينها إصابات خطيرة احتاجت إلى عمليات جراحية، وأخرى طفيفة تلقى أصحابها العلاج وخرجوا، كما استقبلنا حالات طوارئ لنازحين”.
وعن قدرة استيعاب المستشفى، توضح حليمة: “لدينا 50 سريراً عادية، والكثير منها مشغولة بالمرضى والجرحى، وثمانية أخرى مخصصة للعناية الفائقة، وخمسة منها مشغولة حالياً، وحين تصلنا حالات صعبة بينما ليس باستطاعتنا تأمين سرير لها، نتواصل مع بقية مستشفيات صيدا للعمل على نقلها. في الأوضاع الحالية، نستطيع إجراء ثلاث عمليات جراحية في وقت واحد، وأولويتنا في تقديم العلاج للإصابات الصعبة، أما حالات الإصابة والكسور فنقدم لها الإسعافات اللازمة، ونجري لها العمليات لاحقاً”.
تتابع: “جاهزيتنا الدوائية، ومن مازوت المولدات تكفينا أسبوعين، وقبل أسبوع طلبنا أدوية، لكن لم تصل بعد، فموضوع الطرق مشكلة كبيرة، وإن لم نستطع تأمين المستلزمات والأدوية سنكون أمام مشكلة كبرى، وفي حال الوصول إلى عدم استطاعة تقديم العلاج سنتصل بوزارة الصحة لحل المشكلة. تأمين المازوت والمستلزمات الطبية هما مشكلتنا الأساسية، ونطلب من الوزارة أن تبقى على تواصل دائم لتطلع على سير العمل في المستشفيات، وإيجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها”.
بدوره، يقول المدير العام لمستشفى الراعي في صيدا، عادل الراعي: “نعمل وفق نظام الطوارئ، ونستقبل المصابين منذ انفجار أجهزة البيجر، واستقبلنا إصابات خفيفة وبعض الإصابات الصعبة. منذ يوم الاثنين الماضي زاد عدد الحالات الصعبة، إذ استقبلنا 151 مصاباً، و41 شهيداً، من بينهم 18 شهيداً عبارة عن أشلاء، فقد تم استهدافهم بقذيفة مباشرة، وعندنا حالات في العناية الفائقة”.
يضيف الراعي لـ”العربي الجديد”: “الطواقم الطبية والتمريضية كلها مستنفرة، لكن في كل حرب يتأزم الوضع الاقتصادي، خاصة في لبنان، حيث الأدوية تباع نقداً. نعمل بالإمكانيات الموجودة، ونتعاون مع وزارة الصحة، إذ ليس أمامنا إلا أن نقدم خدماتنا للمصابين. إمكانياتنا العلاجية يمكن أن تستمرّ شهراً، وإذا لم نستطع تأمين المستلزمات الطبية سنقع في مشكلة”.
ويقول المدير الطبي لمستشفى الراعي، مازن الراعي: “نستقبل الجرحى والشهداء منذ بدء العدوان، وما زال في براد الموتى أشلاء لشهداء. لدينا في المستشفى ثلاثون سريراً للإصابات الناتجة عن الحروب، وأجرينا 25 عملية لمصابين كانت إصابات غالبيتهم في الرأس والعظام، كما وصلتنا إصابات في البطن. تتفاوت الإصابات الموجودة اليوم في المستشفى بين خفيفة وصعبة، ومنها ما لا يستدعي العناية الفائقة، وأخرى تستدعي العناية الفائقة وتحتاج لأجهزة التنفس الاصطناعي، ونستطيع استقبال عشرين مريضاً من هذه الحالات، ونحن على تواصل شبه دائم مع وزارة الصحة”.
يعد مستشفى غسان حمود الجامعي أكبر مستشفى في صيدا وجنوبي لبنان، ويؤكد رئيس قسم الطوارئ في المستشفى، سامر سعادة، أنه استقبل في أول أيام العدوان، الاثنين الماضي، 30 مصاباً، كما استقبل جثامين عدد من الشهداء.
يضيف سعادة: “يستقبل المستشفى الكثير من الحالات الصعبة، والإصابات التي وصلتنا كان نحو 80% منها بحال الخطر، ووصلتنا حالات طارئة احتاجت إلى دخول العناية الفائقة، والكثير من الإصابات لأطفال ونساء. الطاقم الطبي على جهوزية تامة، لكن لدينا مشكلات في المستلزمات الطبية، فقد تكفينا لمدة ثلاثة أشهر، ولا نعرف إلى متى سنستمر بتقديم خدماتنا على هذا النحو، فالأمر متوقف على وضع الحرب، وأعداد الحالات التي تصل إلى المستشفى”.
ويوضح: “تسير خدماتنا حتى اللحظة بشكل جيد بالتعاون مع وزارة الصحة، وقد وصلتنا مساعدات من المستلزمات الطبية وبعض الأدوية، وفي حال حصلت مشكلة في الاستيراد سيكون هناك عجز، لكن في الوقت الحالي، ترسل وزارة الصحة المستلزمات الطبية. الطاقم الطبي مرهق للغاية، فمنذ أيام وهم في عمل متواصل، ونحاول إيجاد فترات راحة حتى يتمكن أفراد الطاقم من مواصلة العمل بذات الكفاءة”.