أبرزأخبار الجبهة

نائب الأمين العام الرفيق جميل مزهر يلقي كلمة في دورة المؤتمر القومي العربي

بيروت تستضيف الدورة الثالثة والثلاثين للمؤتمر القومي العربي

ألقى نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كلمة متلفزة في الدورة الـثالثة والثلاثين للمؤتمر القومي العربي الذي انعقد في بيروت برئاسة الأمين العام للمؤتمر حمدين صباحي، الذي افتتح الاجتماع بدقيقة صمت “إجلالًا وإكبارًا- على أرواح شهداء الأمة، وروح الأمين العام الأسبق للمؤتمر الراحل عبد القادر غوقه، وروح رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه”، مقدمًا العزاء لشعب إيران وقيادته، ونقل الرفيق مزهر في كلمته تحيات الأمين العام للجبهة الرفيق أحمد سعدات، وجميع الأسرى والرفاق في الجبهة، وتحيات الشعب الفلسطيني المقاوم الذي يخوض أعظم معركة عرفها التاريخ.

وشدد مزهر على أن الجبهة على ثقة بالنصر المؤزر في هذه المعركة، وعلى ثقة بأن المشاركين بالمؤتمرِ القوميِ العربيِ سيكونون على مستوى المسؤوليةِ، وأنهم يقومون بمزيدٍ من العمل الجاد لوقفِ العدوانِ، وتحقيقِ المصالحَ العليا للأمةِ العربيةِ.

وفيما يلي نص كلمة الرفيق جميل مزهر كاملًا:

الأخُ المناضلُ، حمدين صباحي الأمينُ العامُ للمؤتمرِ القوميِ العربيِ،
الحضورُ الكريمُ مع حفظِ الألقابِ والمسمياتِ،
تحيةً عروبيةً فلسطينيةً كفاحيةً مُعبقةً بتضحياتِ الشهداءِ،
اسمحوا لي أن أنقلَ تحياتِ الأمينِ العامِ للجبهةِ الشعبيةِ الرفيقِ القائد أحمد سعدات، وجميعِ الأسيراتِ والأسرى، وتحياتِ رفيقاتِنا ورفاقِنا من قلبِ ميدانِ المعركةِ في قطاعِ غزةَ، وتحياتِ شعبِنا العربيِ الفلسطينيِ المقاومِ على أرضِ فلسطينَ وخارجِها، الذي يخوضُ اليومَ أعظمَ وأعدلَ معركةٍ عرفَها التاريخُ الحديثُ، و يكتبُ اليومَ بدمِهِ ولحمِ أبنائِهِ الصامدين الصابرين وبندقيةِ ثوارِهِ المقاومين ملحمةً قلَّ نظيرُها.
الأخواتُ والأخوةُ الأعزاء،
باندلاعِ معركةِ طوفانِ الأقصى في يومِ السابعِ من أكتوبرَ، مرحلة جديدة بدأتْ تشقُ طريقَهَا في فلسطينَ والمنطقةِ العربيةِ والإقليمِ بشكلٍ خاصٍ، فقد تمكنتْ المقاومةُ من سحقِ الجيشِ الصهيونِي، وتهشيمِ قوةِ ردعِهِ إلى الأبد، وتحطيمِ أسطورةِ الجيشِ الذي لا يقهرُ، وأضحتْ إمكانيةُ هزيمتِهِ إمكانيةً واقعيةً؛ كما أعادتْ الاعتبارَ للقضيةِ الفلسطينيةِ كونها قضية تحرر وطني عربية وعالمية، كما خلقتْ تحولاتٍ مهمةً على الساحةِ الدوليةِ، انتصرتْ خلالَها السرديةُ الفلسطينيةُ أمامَ الروايةِ الصهيونيةِ التي سقطتْ وانكشفتْ، فأصبح علمُ فلسطينَ والهتافاتُ الصادحةُ “فلسطين من النهر إلى البحر سوف تتحرر” مثارَ انجذابِ وتفاعلِ وتضامن العالمِ أجمع، ورغم حربِ الإبادةِ الصهيونيةِ، وما يتعرضُ له شعبُنَا من أفظعِ جريمةٍ تُرتكبُ في العصر ِالحديثِ، ورغمَ تدميرٍ شبهِ كاملٍ للقطاعِ والقصفِ المركزِ للمربعاتِ السكنيةِ، والاستهدافِ الممنهجِ للمستشفياتِ وقتلِ الطواقمِ الطبيةِ، وإجبارِ أكثرَ من مليونٍ وسبعمئةِ ألفٍ على النزوحِ لأكثرَ من مرة، وصولًا إلى حربِ التجويعِ الممنهجةِ، ورغمَ كلِ ذلك غير أن صمودَ شعبِنَا صَدمَ العالمَ، كما تواصلُ المقاومةُ بمختلفِ الأذرعِ العسكريةِ تكبيدَ العدوِ الصهيونيِ خسائرَ كبيرةٍ كشفتْ عن قدرةٍ عاليةٍ على السيطرةِ، والتحكمِ والتنسيقِ في ميدانِ المعركةِ، والآن تخوضُ حربَ استنزافٍ حقيقيةً ضد الكيانِ الصهيونيِ.
وفي المحصلةِ، فإن الكيانَ الصهيونيَ يتخبطُ ، غيرَ قادرِ على تحقيقِ أيِ إنجازٍ ميدانيٍ على أرضِ الواقعِ، وهو عاجزٌ عن كسرِ عنفوانِ المقاومةِ وقوتِها أو النيلِ من عزيمةِ الشعبِ الفلسطيني.

 الحضورُ الكريم،
إن المؤتمرَ القوميَ العربيَ، والقوى السياسيةَ الشعبيةَ العربيةَ، متفقون على أن مستوى ردِ الجماهيرِ، والقوى العربيةِ في معركةِ طوفانِ الأقصى لم يرقَ إلى المستوى المطلوبِ، ولا حتى إلى مستوى الانتفاضةِ العالميةِ في العواصمِ والمدنِ الغربيةِ.
ونحن نتفقُ معكم على تشخيصِ أسبابِ الأزمةِ العربيةِ، كما نتفقُ على أن المشروعَ الأميركي الهادفَ إلى السيطرةِ على المنطقةِ يستهدفُ اليومَ من مشروع أبراهام والتطبيع إدماج الكيان الصهيوني في المنطقة العربية لإحكام السيطرة الامريكية على المنطقة.
وهنا أتساءلُ، أليس غريباً أن تخرجَ جماهيرُ أوروبا وأميركا اللاتينيةِ، والعديدِ من البلدانِ الآسيويةِ بمظاهراتٍ بمئاتِ الآلاف، خاصةً في الجامعاتِ، فيما يعمُ الركودُ الشارعَ العربيَ، ويكونُ نطاقُ الفعلِ هزيلاً ومحدوداً من قِبَلِ أحزابِنا العربيةِ؟
وهنا اسمحوا لي أن أقترحَ عليكم برنامجَ عملٍ لتحريكِ الحركةِ الجماهيريةِ العربيةِ، ليكونَ ناظماً وأساساً للعملِ العربيِ القوميِ، و ليُشكلَ رداً عملياً على التحدياتِ التي تطرحُها معركةُ طوفانِ الأقصى وما يتعرضُ لهُ الشعبُ الفلسطينيُ من حربِ إبادةٍ، والأمةُ العربيةُ من مخططاتٍ أميركيةٍ وصهيونيةٍ عبرَ بوابةِ التطبيعِ.
أولاً: اعتبارُ مهمةَ وقفِ العدوانِ على قطاعِ غزةَ، ودعمَ صمودِ الشعبِ الفلسطينيِ ومقاومتِهِ أساساً للنضالِ على مستوى العملِ العربيِ. وهذا يتطلبُ منا الانتقالَ بالأفعالِ إلى الممارسةِ الحيةِ، وتجسيدِ شعاراتِنا وخطاباتِنا السياسيةِ ببرنامجِ مواجهةٍ شاملةٍ على أوسعِ النُطُق.
ثانيًا: وضعُ خطةٍ وبرنامجَ عملٍ، لتشكيلِ جبهةٍ عربيةٍ لمقاومةِ التطبيعِ ودعمِ صمودِ الشعبِ الفلسطينيِ. وهذا يتطلبُ توسيعَ الفعلِ الشعبيِ العربيِ والحالةِ الشعبيةِ وحثَّها على النزولِ إلى الشارعِ، في انتفاضةٍ عربيةٍ عارمةٍ، محركُها الأساسيُ الأحزابُ والقوى العربيةُ ونواتُها الجامعاتُ والنقاباتُ وكلُ خلايا المجتمعِ.
ثالثًا: إننا مطالبون كقوةٍ شعبيةٍ عربيةٍ وقوميةٍ، أحزاباً ومنظماتٍ شعبيةً وأهليةً وشخصيةً ومفكرين، بالانتقالِ بالمشروعِ العربيِ النهضويِ الثوريِ التحرريِ من إطارِ الدعاوى التبشيريِ إلى صوغِ مهامٍ وخططَ وأدواتٍ وحواملَ لهذا المشروعِ، وبالانخراطِ الواسعِ والجديِ في صفوفِ الجماهيرِ.
رابعًا: ضرورةُ مساهمةِ المؤتمرِ القوميِ العربيِ والأحزابِ والمنظماتِ الشعبيةِ المنضويةِ فيه في جهودِ دعمِ صمودِ الشعبِ الفلسطينيِ، وكسرِ الحصارِ المفروضِ على القطاعِ، وإرسالِ وفودِ طبيةِ إلى القطاعِ والقيامِ بقوافلِ إغاثة، وأقترحُ إنشاءَ صُندوقِ تبرعاتٍ يساهمُ في تضميدِ جراحِ شعبِنا وإغاثتِهِ، كما ومن المهمِ مساهمةُ المؤتمرِ القوميِ في الجهودِ القانونيةِ الدوليةِ لإدانةِ الاحتلالِ وكلِ المتواطئين معه في المحاكمِ الدوليةِ.

الأخواتُ والأخوة،
في الختامِ، إن شعبَنا الفلسطينيَ ومقاتليه ولاجئيه يُعّولون عليكم في شحذِ الهممِ العربيةِ، والانتصارِ للقضيةِ الفلسطينيةِ. كما نحن على ثقةٍ بالنصرِ المؤزرِ في هذه المعركةِ، فإننا على ثقةٍ أيضاً بأنكم ستكونون في المؤتمرِ القوميِ العربيِ على مستوى المسؤوليةِ، وأنكم تقومون بمزيدٍ من المثابرةِ والعملِ الدؤوبِ الجادِ لوقفِ العدوانِ، وتحقيقِ المصالحَ العليا للأمةِ العربيةِ.
المجدُ للشهداءِ والشفاءُ العاجلُ للجرحى والحريةُ للأسرى،
أشد ُعلى أياديكم متمنياً لمؤتمرِكم كلَ النجاحِ في تحقيقِ أهدافِهِ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى