المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
في لبنان اثنا عشر مخيمًا، يتوزعون بين شماله وجنوبه وفي البقاع، هذا غير التجمعات الفلسطينية الموجودة في لبنان. هذه المخيمات لم تكن يومًا بعيدة عن الصراع الإسرائيلي، أو عن الاستهداف، لأنه يعيش فيها فلسطينيون لاجئون أجبرهم الاحتلال بالإكراه وتحت النار، وبعد أن أعمل مجازره في عدد من البلدات والقرى الفلسطينية إبان النكبة، على ترك بيوتهم والنزوح نحو لبنان.
هذه المخيمات تعيش ظروفًا صعبةً وقاسيةً، وسط حرمان شديد، فالفلسطيني في لبنان محروم من مزاولة مهن عديدة، وفي الوقت نفسه من غير المسموح له إدخال مواد بناء وسواها إلى المخيم، ولذا، فإن مبانيها هشة وليس فيها خدمات نوعية، سوى الخدمات الضئيلة التي تقدمها الأونروا من استشفاء وتعليم وسواها، علمًا أن هذه الخدمات تقلصت إلى حدٍّ كبير، وبعض الجمعيات العاملة في المخيمات.
عند بداية العدوان الإسرائيلي في لبنان، في شهر أيلول 2024، شهد لبنان حركة نزوح كبيرة من جنوبه، ومن ضاحية بيروت وبعلبك إلى أماكن أكثر أمنًا، كما نزح البعض منهم إلى مخيمات لبنان التي يعتبرها اللبنانيون أكثر أمنًا من مناطقهم كونها لم تشملها الإنذارات التي يطلقها المتحدث باسم جيش الاحتلال، بضرورة الإخلاء كون مناطقهم مستهدفة، فمنهم من نزح إلى مخيم الرشيدية الذي تم تهديده وإنذار ساكنيه باستهدافه منذ حوالي أسبوع تقريبًا، وهي المرة الأولى بعد اندلاع الحرب في لبنان، يتم فيها إنذار أحد المخيمات، وهي حالة خطيرة. كما نزح عدد لا بأس به من سكان مناطق في الجنوب إلى مخيم عين الحلوة الذي تم استهداف مبنى فيه خلال العدوان، وكذلك الأمر في مخيم الجليل ببعلبك.
أما في ما يتعلق بمخيمات بيروت، فقد شهدت حركة نزوح كبيرة بعد استهداف ضاحية بيروت، وبرج البراجنة، حيث سقط أكثر من شهيد من مخيم برج البراجنة، كما سقط شهداء فلسطينيون في مخيم عين الحلوة الذي تم استهداف مبنى بمسيرة سقط إثره عدد من الجرحى وشهداء.
تبقى المخيمات الفلسطينية صمام الأمان للاجئ الفلسطيني، فهي كما يقول الفلسطينيون زيارة مؤقتة في لبنان بانتظار العودة إلى فلسطين، لكن هذه المخيمات مستهدفة وفي عين العاصفة، ولا يعرف متى يتذرع العدو بأي ذريعة حتى يغتال المخيمات، كونها حامية للقضية الفلسطينية وعنوان العودة، لذا تتجدد المخاوف الأمنية من التصعيد بين العدو والمقاومة في لبنان، ما قد يؤدي إلى حرب شاملة.
هذا الانتماء إلى المخيم المؤقت يحتاج إلى دعم إنساني وحماية وطنية فلسطينية، وسط صمت عربي لم يحرك ساكنًا إزاء ما يحصل في غزة من حرب إبادة وتجويع وتطهير عرقي، وعدم اتخاذ أي إجراء بحق العدو في محاولة لردعه أو أقله محاولة ردعه عن القيام بالمجازر التي يقوم بها بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
على الرغم من الوضع الاقتصادي المتردي، والحرمان من الحقوق الإنسانية، غير أنه وأمام الإجرام الذي يقوم به العدو، يبقى المخيم البيئة الحاضنة للفلسطينيين، لأن الشعب الفلسطيني ملتف حول قضيته، وهو موحد حول تحت راية المقاومة، لكن مع كل ذلك يبقى على الفلسطيني أن يبقى متيقظًا، والانتباه من فتنة هنا وهناك تهدف إلى ضرب القضية الفلسطينية.