الجبهة الشعبية تدين بشدة الفيتو الأمريكي وتؤكد أنه يُشكل اعتداءً سافرًا على الإرادة الدولية والبشرية جمعاء
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
تدين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشدة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار قَدمتّه الجزائر نيابةً عن المجموعة العربية، لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بالرغم من تصويت 12 دولة على مشروع القرار، وتؤكد أنه يُشكّل مكافأة للاحتلال، ويشجعه على الاستمرار في احتلاله ومواصلة حرب الإبادة الجماعية وسياسة الأرض المحروقة ضد شعبنا، وليس غريبًا أن تستخدم أمريكا حق النقض الفيتو في أي قرار يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني ويمس الكيان الصهيوني حتى لو أن قرار منح فلسطين عضوًا كاملًا في الأمم المتحدة سيكون خطوة رمزية، بسبب عدم وجود مقومات لهذه الدولة على الأرض بحكم سيطرة الاحتلال.
هذا الفيتو يؤكد عقم المراهنة على الدور الأمريكي، وهو ما يتطلب اعتبار الولايات المتحدة دولة معادية وشريكة للاحتلال الصهيوني في العدوان والجرائم ضد شعبنا وشعوب المنطقة، واعتبارها كيانًا مارقًا لا يقيم وزنًا للقانون الدولي أو ميثاق الأمم المتحدة.
يأتي هذا القرار استمرارًا لسياسة الإدارة الأمريكية الداعمة والمساندة للاحتلال الصهيوني وعدوانه المتواصل، فقد اعتاد العالم على مثل هذه المواقف المعادية للأمم المتحدة وميثاقها، فاسم الولايات المتحدة مقرون بالإرهاب والشر في العالم وبتلك المواقف المشينة والمنحازة، وهذا يُشكّل ضربةً للإنسانية جمعاء، واعتداءً سافرًا على الإرادة الدولية.
هذا القرار الأمريكي المدان يؤكد عقم أي خطوات سياسية لا تستند إلى أوراق قوة على الأرض؛ فسياسة الاستجداء والتعويل على دور الإدارة الأمريكية، وعدم ممارسة ضغط حقيقي عليها شجعها على مواصلة نهجها ومواقفها المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني.
السلطة الفلسطينية أضاعت الكثير من فرص امتلاك أوراق قوة، وبددت منجزات وتضحيات شعبنا، وتجاهلت كل المعطيات التي تراكمت على الساحة الدولية بفعل لهاثها وراء الرعاية الأمريكية المذلة، واستمرت بنهجها العبثي لسنواتٍ طويلة الأمر الذي عزز من الاحتلال للأرض وسياسات التهويد والاستيطان.
تدعو الجبهة دول العالم التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني لتوحيد جهدها في مواصلة الضغط من أجل إجراء تعديلات جوهرية في قوانين الأمم المتحدة، التي تضمن عدم استخدام أي دولة حق النقض “الفيتو” لتعطيل أي قرارات تمس حقوق أي دولة تناضل من أجل حريتها ودحر الاحتلال عنها.
وتدعو الجبهة الشعبية البشرية جمعاء وأحرار العالم لرفع صوتهم عاليًا، لإدانة المواقف الامريكية المنحازة، وللضغط من أجل محاكمة قادة الإدارة الأمريكية كمجرمي حرب، بسبب استمرارهم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ومواصلة رعاية ودعم جرائم الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وشعوب العالم.