ثقافة

وحدنا

انتصار الدنان

من يشتري الموت منّا؟
إنّني أشتم رائحة الموت
ورائحة الفزع
تنتشر في حدقات العيون،
ودمع الثكالى،
ووجع الأطفال،
من يشتري الوجع منّا؟
الحزن يحتلّني،
أحلم بأن أشعل أصابع الليل
أغنية تهدهد أسرة الأطفال،
أحلم بعودة الندى إلى الدور المكللة بالدموع،
يحتلني الخوف، ولا أحد
يشتري الموت منّا،
لذا، دعونا نموت وحدنا،
على مهل
أوقفوا نشرات الأخبار، ولا توثقوا صورنا،
ولا تكتبوا مأساتنا،
ولا تندبونا،
دعونا نموت وحدنا
كما كنا وما زلنا وحدنا
ودعوا التاريخ يفعل فعله،
ويوثق انتصارنا،
دعونا نموت على مهل،
لأننا نموت وحدنا،
نجوع، نعطش، نعرى، نؤسر
وحدنا،
وينهشنا تراب الأرض بأنيابه الخشنة،
دعونا نموت وحدنا،
يمتصّنا المساء.
ابني بترت ساقه، والآخر يده،
والثالث فقد جزءًا من أذنه،
لكنه ما زال يسمع صمم العالم
عن وجعه،
دعونا نحلم بأن السماء ملكنا،
بعد أن لفظتنا الأرض
وارتوت بدمائنا.
أختي الكبرى استشهد زوجها،
وستة من أولادها،
ولم يتبق لها غير ولد بترت قدماه
وانعقد لسانه،
ونسي منزله وأمه وأخوانه.
دعونا نموت على مهل،
دعونا نبكي في ما بيننا،
دعونا نسير إلى قضائنا وحدنا،
وبعد أن يسكت صوت القصف صفقوا لخيباتكم الكبرى
ورهاناتكم البلهى،
فنحن السراب القادم إليكم من كل الأنحاء
ونحن النور والنار،
نحن الورد والماء،
نحن النصر.
ونحن القضاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى