رحيل المناضل فضل مصطفى النقيب من الرعيل الأول لحركة القوميين العرب

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان

رحل عن دنيانا اليوم، المناضل العتيق، فضل مصطفى النقيب، الذي تشكل وعيه السياسي مع نكبة شعبه وأمته العربية؛ فوجد في حركة القوميين العرب طريقًا يسلكه نحو التحرير، مع رعيلها المؤسس: جورج حبش ووديع حداد وصالح شبل وباسل الكبيسي وأحمد الخطيب وهاني الهندي… وغيرهم مما تعاهدوا على الثورة: بالدم والحديد والنار والثأر.. فلم يكن من جيل البدايات فحسب، بل استمر مع التجربة، رغم مرارة هزيمة 1967، وكل ما أفرزته على الصعد الفكرية والسياسية والتنظيمية والعسكرية، وبقي من الرعيل الذي يختزن تجربة ثمينة فكريًا وعمليًا، ويعبر عن علاقة صحية وصحيحة بين الخاص والعام، بين فلسطين والعرب، التي حفظوا لها مكانتها في الضمير الجمعي العربي، ولم يقعوا فريسة لقول/خطيئة: “يا وحدنا”.
إنه الدكتور فضل، من ذاك الرعيل الذي جمع بين العلم والثورة، ولم يُجرِ أي انفصال مفتعل بينهما (فالثورة بالنسبة له علم)، لهذا أكمل تعليمه الجامعي العالي، وتخصص في الاقتصاد الرياضي، ليغدو من أهم الخبراء والباحثين الاقتصاديين الفلسطينيين الجادين والمثابرين، الذين انكبوا على دراسة أسباب وظروف تعثر عمليات التنمية في بلدان وطننا العربي، إلى جانب دراسته لاقتصاد العدو وتطوراته المتلاحقة؛ لِيُدرج اسمه بجوار ألمع الاقتصاديين الفلسطينيين الذين، انغمسوا في النضال الوطني والقومي وكذلك العلمي والبحثي المتقدم، وأبرزهم: يوسف صايغ وحسين أبو النمل وعادل سمارة.
تفقد فلسطين اليوم أحد أبنائها، الذين حفظ العهد مع مسقط رأسه: صفد، وبقي ينشد حنين العودة إليها وإن أخذه اللجوء والاغتراب من لبنان وسوريا إلى كندا، مكان رحيله.. المجد والوفاء لسيرته ومسيرته وذكراه.