عام على طوفان الأقصى والمقاومة مستمرة
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
أعادت عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على العدو الصهيوني، فجر يوم السبت في 17 أكتوبر\ تشرين الأول 2023، وشملت هجومًا برّيًّا، وبحريًّا، وجوّيًّا، وتسلّلًا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة، أعادت القضية الفلسطينية إلى مكانتها المحورية، عربيًّا وإقليميًّا، وعالميًّا، حيث تتوفر في هذه اللحظ فرصة تاريخية لإعادة تفعيل القضية الفلسطينية، والقضاء على العنصرية الصهيونية التي تعتبر خطرًا على الإنسانية، إذ إن قيام دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، وطرد أهلها منها سار عبر مسارات متعددة، ابتدأ مع وعد بلفور وصولًا إلى قرار تقسيم فلسطين في الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947، الذي أفضى إلى إعطاء 56 بالمائة من الأراضي الفلسطينية لليهود، وقد رفض الفلسطينيون والعرب قرار التقسيم، على اعتبار أنّ هذا القرار يمزق فلسطين، ويذهب بالقسم الأكبر والأخصب من أراضيها لقمة سائغة لليهود المعتدين والطارئين على البلاد، مرورًا بالنكبة وطرد أهلها منها، والاتفاقيات التي طرأت بعد ذلك، مرورًا باتفاقية كامب دايفيد عام 1976 واتفاقية أوسلو 1993.
لم تكن عملية طوفان الأقصى حدثًا طارئًا، بل أتت بعد مسارات عديدة، فلم تكن الضفة والقدس بعيدة عن الإجرام الصهيوني، ووحشية دولة الاحتلال وممارسة المستوطنين بحق الفلسطينيين، بدءًا بالاعتداءات على المقدسات، وسلوك الاحتلال بحق الأسرى، وبالحصار الصهيوني لقطاع غزة وتداعياته التي أدت إلى ازدياد البطالة وانعدام فرص العمل، بالإضافة إلى أن الساحة تشهد المزيد من اتفاقات التطبيع.
جراء كل تلك التداعيات رأت المقاومة أن هناك ضرورة لتوجيه ضربة مباغتة للعدو، تكبح جماحها وتفسد عليها مخططاتها، ضربة تزيد من ضعفها، خاصة بعد الحراك الشعبي الذي رافق عملية الإصلاح القضائي بين مؤيد له ومعارض، عدا عن الانقسام الداخلي المجتمعي القائم على الصراع الطبقي والطائفي والديني والقومي.
لقد نتج عن عملية طوفان الأقصى مقتل أكثر من ألف مستوطن، عدا عن عشرات الأسرى، وكُسرت صورة الجيش الذي لا يقهر لدى الجمهور الصهيوني، حيث انعدم الأمان، وهذا الأمر سيؤدي بصورة طبيعية إلى الهجرة العكسية للمستوطنين.
على الرغم من التداعيات التي حصلت بسبب ” عملية طوفان الأقصى”، التي تتمثل بما قامت به دولة الاحتلال من إبادة جماعية، أدت إلى استشهاد أكثر من أربعين ألف فلسطيني، وجرح مئات الآلاف من المدنيين، وتدمير البنى التحتية من مدارس ومساجد ومستشفيات وطرق ومنازل، وتجويع وتعطيش، وتقسيم القطاع بين شمال وجنوب، ولا يزال شعبنا الفلسطيني حتى اليوم يعاني من تداعيات حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على أهلنا في قطاع غزة، وعلى الرغم من ذلك فإنه من الضروري البناء على تداعيات طوفان الأقصى، والتفكير الجدي لعقد مؤتمر يجمع جميع الأطراف للعمل من أجل العمل لبناء الدولة الفلسطينية الموحدة.