أبرزأخبار الجبهة

في ذكرى يوم الأرض الجبهة الشعبية: لن تنجح أي محاولة لتهجير شعبنا من أرضه

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان

أصدر المكتب السياسي للجبهة الشعيية لتحرير فلسطين يوم السبت، بيانًا صحافيًا، بمناسبة يوم الأرض، جاء فيه:

لا لذبح الأرض … لا لمن يطوي البيارق
في ذكرى يوم الأرض.. هذه الأرض فلسطينية وليست للبيع ولن نفرط بها مهما طال الزمن

يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي، يا جماهير أمتنا العربية، يا أحرار العالم،

في الثلاثين من آذار نستذكر بفخرٍ واعتزاز ملحمة يوم الأرض الخالد، حين انتفض أهلنا في النقب والمثلث والجليل وسائر مناطق فلسطين المحتلة عام 1948 على أرض آبائهم وأجدادهم، وواجهوا بصدورهم العارية آلة البطش الصهيونية، دفاعاً عن الأرض والكرامة والوجود، رسموا خلالها بدمائهم معالم الهوية الفلسطينية، وأكدوا أن الأرض باقية فلسطينية، والحق راسخ مهما تعاظمت التحديات، ومهما بلغ هذا الاحتلال من الوحشية والإجرام وشن أفظع حرب إبادة على مر التاريخ الحديث.

في هذا اليوم العظيم، نتوجه بالتحية إلى جماهير شعبنا في الوطن والشتات ونخص أهلنا في الداخل المحتل، كما نحيي أسرانا الأبطال الصامدين في سجون العدو، وإلى شهداءنا الذين خطّوا بدمائهم طريق التحرير والعودة، ونؤكد أن شعبنا الذي أفشل مخططات التهجير سيظل ثابتاً على أرضه، ولن يرحل إلا إلى مدنه وقراه التي هُجّر منها قسراً.

يا جماهير شعبنا العظيم،

لقد كثف هذا الكيان المجرم من مجازره وسياسة التدمير والتطهير العرقي، تزامناً مع محاولاته لسرقة الأرض وتزوير التاريخ، إلا أنه اصطدم دوماً بصخرة الإرادة الفلسطينية الصلبة التي تمتد من الجليل إلى النقب، ومن الضفة إلى غزة، ومن القدس إلى الشتات، حيث يظل الصوت مدوّياً: هذه الأرض ليست للبيع، ولن نفرط بها مهما طال الزمن.وإننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبمناسبة هذه الذكرى المجيدة، نؤكد على الحقائق التالية:

أولاً: الأرض هي مصدر وجودنا وجوهر كياننا، ومن أجلها نقدم الغالي والنفيس، وهي عنوان هويتنا ولبّ صراعنا مع المحتل، وإن المقاومة بكافة أشكالها حق مقدس ومشروع للدفاع عن هذا الحق الأبدي والتاريخي في أرضنا. ولن نتراجع أمام المخططات الصهيونية والغربية التي تسعى لتصفية قضيتنا، وتهجير شعبنا، وطمس هويتنا، وتغيير معالم أرضنا. سنقف بكل ما نملك من إرادة صلبة وعزيمة لا تلين للدفاع عن حقوقنا التاريخية مهما عظمت التضحيات.

ثانياً: فلسطين ليست للبيع، ولن تنجح أي مؤامرة تهدف إلى تهجير شعبنا على شاكلة مخطط تحويل غزة إلى “ريفيرا الشرق” بعد تهجير شعبنا، أو طرد سكان الضفة إلى الأردن، وغيرها من المخططات الشيطانية الإجرامية. ونقول للعدو الأمريكي-الصهيوني أن فلسطين من نهرها إلى بحرها هي الماضي والحاضر والمستقبل وستظل ملك للشعب الفلسطيني وقلب الشرق النابض، مهما تعاظمت المخططات وتهديدات الإدارة الأمريكية والصهيونية.

ثالثاً: بالوحدة الوطنية نستطيع مواجهة جرائم الإبادة ومخططات التهجير والاقتلاع والصمود في وجه الاحتلال؛ فالصراع مع هذا العدو المجرم يتطلب توحيد الصفوف ونبذ الخلافات، والمضي قدماً نحو وحدة وطنية حقيقية تضع مصلحة فلسطين فوق أي اعتبار. وفي هذا السياق نحذر من محاولات العدو وأذنابه لتأجيج التناقضات الداخلية وإغراق الساحة الفلسطينية في المزيد من الانقسام والفرقة. يجب أن نعي خطورة اللحظة الراهنة وأن نعمل جميعاً على التوحد لمواجهة هذه المخططات.

رابعاً: ما يحدث اليوم في غزة من استئناف لحرب الإبادة، وتشديد للحصار، وحرب تجويع تحت غطاء أمريكي بعد فترة من التوقف، هو امتداد لسياسة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لاستمرار العدوان من أجل الحفاظ على استقرار ائتلافه الحكومي على حساب دماء الأبرياء. وفي مواجهة هذا التصعيد والجرائم الوحشية التي تُرتكب على مدار الساعة في غزة، ستواصل المقاومة استخدام كل الخيارات المتاحة لوقف العدوان، وإلزام الاحتلال بتنفيذ التفاهمات والاتفاقات التي خرقها. وهذه مسؤولية عربية بالأساس، تقتضي منهم ترك مربعات القصور والانتظار والعمل الجدي من أجل وقف العدوان وكسر الحصار، واستخدام كل أوراق الضغط التي تمتلكها لوقف هذه الحرب الإجرامية.

خامساً: ستظل فلسطين بوصلة الأمة وأحرار العالم في معركة الحق ضد الظلم والاحتلال، وهو ما يستدعي تصعيد النضال ضد التطبيع وتفعيل كل أشكال مقاطعة الاحتلال، وتكثيف الضغط لوقف العدوان ومحاسبة قادة الاحتلال وداعميه كمجرمي حرب. وفي ظل تراجع الزخم الجماهيري، آن الأوان لإعادة الزخم إلى الميادين والجامعات والنقابات، واستئناف الفعاليات الحاشدة في كافة أنحاء العالم دعماً لشعبنا الصامد في وجه الإبادة.

سادساً: نجدد دعوتنا لشعبنا في الداخل المحتل إلى مقاطعة مؤسسات الاحتلال التي تشرعن جرائمه وحرب الإبادة ومخططاته العدوانية وقوانينه العنصرية؛ فالمقاطعة هي رسالة وطنية حاسمة في مواجهة التهجير والاقتلاع والتهويد والتطبيع، وسياسات القمع والتمييز العنصري، وتأكيد على الهوية الفلسطينية في وجه محاولات تلميع الاحتلال كدولة ديمقراطية، بينما هو في حقيقته كيان استعماري إحلالي يقوم على القتل والمجازر والتدمير، وتحرّكه نزعات توراتية مسيانية ظلامية.

يا أهلنا وربعنا في كل مكان،

إن يوم الأرض هو عهد ووفاء، هو رسالة للغاصب بأننا هنا باقون، كزيتون الجليل وصخور الكرمل وبرتقال يافا وبحر غزة. نجدد العهد لشعبنا ولشهدائنا وأسيراتنا وأسرانا بمواصلة درب المقاومة والنضال حتى تعود فلسطين حرة من النهر إلى البحر.

عاشت فلسطين حرة عربية.. المجد للشهداء.. الحرية للأسرى.. والعودة حق لا يسقط بالتقادم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى