منوعات

وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بالإفراج عن مدير مستشفى كمال عدوان وكلّ الكوادر الطبية

العربي الجديد

بعدما تأكّد خبر اعتقال الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية الذي يشغل منصب مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة على أثر اقتحام المستشفى وإحراقه، طالبت وزارة الصحة الفلسطينية بالإفراج عنه وكذلك عن كلّ الكوادر الطبية التي يعتقلها الاحتلال الإسرائيلي في سجونه، في حين أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة بأنّ ثمّة تقارير تشير إلى تعرّض أبو صفية لـ”انتهاكات جسيمة وضغط نفسي وجسدي بعد اعتقاله”.

وقد أدانت الوزارة، في بيان أصدرته اليوم الأحد، “ما تعرّض له مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، من اعتقال وتنكيل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي”، الأمر الذي عدّته “انتهاكاً آخر لحقوق الإنسان وحقوق العاملين في القطاع الصحي”. وشدّدت على أنّ هؤلاء “يمثّلون خطّ الدفاع الأول لحماية صحة المواطنين وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم”. يُذكر أنّ أبو صفية متخصّص في طب الأطفال وحديثي الولادة، وقد برز اسمه منذ الأيام الأولى من الحرب المتواصلة على قطاع غزة، تحديداً منذ بداية انهيار المنظومة الصحية في القطاع.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت، أوّل من أمس الجمعة، مستشفى كمال عدوان الواقع في محافظة شمال غزة التي تشكّل مع محافظة غزة منطقة شمال القطاع التي عزلها الاحتلال عن الوسط (محافظة دير البلح) والجنوب (محافظتا خانيونس ودير البلح)، بعد نحو ثلاثة أشهر من عملية عسكرية تهدف إلى تدمير محافظة شمال غزة كلياً. وبعدما بقي مصير مدير مستشفى كمال عدوان مجهولاً، تبيّن أنّه وقع في أيدي الاحتلال، علماً أنّه كان قد واصل عمله وقيادة فريقه الطبي رغم كلّ القصف وكلّ الخسائر التي تعرّض لها مستشفى كمال عدوان الذي يديره والتي تعرّض لها هو على الصعيد الشخصي، وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو 15 شهراً.

وفي بيانها اليوم، أدانت وزارة الصحة الفلسطينية “هذا الفعل الإجرامي” وطالبت بـ”الإفراج الفوري عن الطبيب المعتقل”. كذلك طالبت “المؤسسات الدولية والصحية والحقوقية بالتدخّل الفوري للإفراج عن الكوادر الصحية المعتقلة في داخل سجون الاحتلال”، فيما جدّدت “مناشداتها العاجلة بتوفير الحماية الكاملة لجميع العاملين في المجال الصحي، والسماح لهم بأداء مهامهم المهنية في بيئة آمنة ومؤمّنة”. وحذّرت الوزارة، في الإطار نفسه، من أنّ “أيّ تهديد أو اعتداء على الأطباء أو العاملين في المجال الصحي يُعَدّ تهديداً للسلامة العامة ولحقّ المواطنين في الحصول على الرعاية الطبية في بيئة آمنة ومستقرّة”.

ووصفت وزارة الصحة الفلسطينية الاعتداءات التي يتعرّض لها الأطباء على أيدي قوات الاحتلال وكذلك اعتقالهم على خلفية تأديتهم واجبهم الإنساني من خلال خدمة المواطنين بأنّهما “تجاوز لكلّ حقوقهم الإنسانية والمهنية”. وأفادت بأنّ القوات الإسرائيلية عمدت، منذ أكثر من عام إلى اعتقال “أكثر من 310 كوادر من مختلف التخصّصات”، في حين “استشهد نحو 1.060 كادراً، عدد منهم استشهد في أثناء التعذيب داخل الأسر، وقد جُرح المئات منهم”. ورأت في الأمر “خسارة كبيرة للكوادر والخبرات الصحية والمنظومة الصحية كلّها.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد عمدت، قبل اعتقال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، إلى اقتياده مع كادر المستشفى والتحقيق معهم لساعات، بحسب ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيانها نفسه. وشدّدت على أنّ ما جرى “مشهد تكرّر في كلّ الهجمات التي نفّذتها قوات الاحتلال على مراكز العلاج المختلفة” في محافظات قطاع غزة. تجدر الإشارة إلى أنّ إسرائيل تمضي في استهداف المنظومة الصحية في قطاع غزة، في سياق حربها المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ومنذ أيامها الأولى. ولعلّ مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة الواقعة في محافظة غزة، شمالي القطاع، هو أوّل المستشفيات التي تحوّلت إلى أهداف لقوات الاحتلال بمزاعم لم تثبت صحّتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى