“آرت زون فلسطين”: منصة رقمية توثّق الفن الفلسطيني
العربي الجديد- خليل العلي
مع سعي الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لمحو أي أثر للوجود الفلسطيني، ناضل الفلسطينيون بطرق مختلفة للحفاظ على هويتهم وتراثهم، وهو ما تعمل عليه منصة آرت زون فلسطين التي تسلط الضوء على أعمال فنانين فلسطينيين ممن لم تحظ تجاربهم بالانتباه الكافي.
وتركّز المنصة الرقمية أساساً على الأعمال البصرية التي أنجزها فنانون فلسطينيون، وقد ولد المشروع من “فكرة إحياء ذكرى الفنانة الفلسطينية ليان شوابكة التي رحلت باكراً في عمر العشرين عاماً، وتوسعت لاحقاً للتعريف بالأعمال الفنية الفلسطينية”، بحسب ما تقوله الشريكة المؤسسة للمنصة وعضو لجنتها الاستشارية الكاتبة الفلسطينية تغريد عبد العال.
وأشارت عبد العال في حديث مع “العربي الجديد” إلى أن هدف المنصة دراسة الأعمال الفنية الفلسطينية المعاصرة، وبخاصة الأعمال التي أُبيدت أو هُمّشت أو فُقدت، وكذلك الأعمال التي لم تحظَ باهتمام على الساحة الفلسطينية.
أضافت: “في اللجنة الاستشارية المؤلفة من مجموعة مهتمين وعاملين مختصين في مجال الفن، قررنا أن تكون المنصة أرشيفاً للوحات الفنية ومساحة لطرح الأسئلة، لأن كل فنان يحمل معه هوية، سواء هوية المكان، أو هوية الأشخاص والملامح”. تابعت: “أطلقنا موقعاً فنياً ومعرضاً حمل عنوان دي إن إيه (DNA) تضمّن قرابة 150 عملاً فنياً لـ19 فناناً من غزة، أبيدت أو فقدت، وبقيت نسختها فقط على هواتف الفنانين”.
ولفتت عبد العال إلى أن “دي إن إيه” هو المعرض الأول للمنصة، وجاء تزامناً مع إطلاقها، مشيرةً إلى أنّ عرض الأعمال الفنية “أول خطوة لمواجهة الإبادة، ولكن هناك خطوات لاحقة تتضمن مقترحات من قبل المؤسسات والأفراد حول كيفية مواجهة الإبادة الفنية أو الثقافية، وما هي السبل المتاحة لنا لكي نساند الفنانون معنوياً وأحيانا مادياً، والمساعدة في عرض أعمالهم”.
ونبّهت إلى أنّ القيّمين على المنصة بدأوا بتلقي اتصالات من فنانين يتحدثون عن أعمالهم التي أُبيدت، طالبين أن تصير المنصة تفاعلية وتتضمن نصوصاً عن الفن الذي أبيد وعن الفنانين.
يلعب ظهور منصة مثل آرت زون فلسطين دوراً مهماً، خصوصاً مع استمرار محاولات الاحتلال لتدمير المظاهر الثقافية الفلسطينية وتخريبها، وهو ما ظهر في حرب الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة، حيث يصعب تقييم حجم الخسارة التي لحقت بالأعمال الفنية التي دمرتها إسرائيل، أو تلك التي دُفنت تحت أنقاض المنازل.