منوعات
تقدير موقف: العملية البرية الواسعة لجيش الاحتلال في قطاع غزة
مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي
02-11-2023
02-11-2023
بعد أيام من المناورات الاستطلاعية على عدة محاور في قطاع غزة، بدأت قواتُ جيشِ الاحتلالِ الغزوَ البريَّ الواسعَ للقطاع، وقد نَشرَ جيشُ الاحتلالِ أمْرَ العملياتِ الصادرَ عن قائد القوات البرية في هيئة الأركان، والذي حَملَ إلى جانب كلماتِ التحفيزِ الحديثَ عن “القتال في الشوارع والأنفاق والأزقة” لمواجهة رجال المقاومة الفلسطينية، فيما شَهدَت مجموعةٌ من المَحاور تحركاتٍ واسعةً للآليات العسكرية لجيش الاحتلال، يصاحبها غطاء ناري جوي ومدفعي.
▪︎ يَحمل التحركُ البريُّ والإعلانُ عن بداية المرحلة الثالثة من الحرب العدوانية على قطاع غزة تمسُّكَ مجلس الحرب الصهيوني بالمضي قدمًا في الخطط العملياتية العدوانية ضد غزة، حتى حصول رئيس وزراء كيان الاحتلال، “بنيامين نتنياهو” وفريقه على صورة “نصر” يقدِّمها إلى جمهوره.
▪︎ على الرغم من إدراك الاحتلال حجمَ المَخاطر المترتبة على المغامَرة البرية في قطاع غزة، فإن حجم التهيئة النفسية والمعنوية التي أُجرِيَت للجبهة الداخلية والرأي العام الصهيوني، المتعطش للدماء الفلسطينية والانتقام من قطاع غزة، جَعلَت من التراجُع عن خوض العملية أمرًا مستحيلًا.
▪︎ خاض الاحتلال عمليةَ خداعٍ استراتيجيٍّ على مدار أيام حول التراجع عن الغزو البري، والخلاف عليها داخل مجلس الحرب، أو تسريب وجود طلب أمريكي بإيقاف العملية، وذلك بهدف إحداث حالة من الاسترخاء لدى المقاومة، وتخفيف حجم الاستعداد للخطوة.
▪︎ تدرَّجَ الاحتلال في التحرك البري على مدار أيام سَبقَت العمليةَ لعدة أهداف، منها استطلاعي وعملياتي، إلا أن الهدف النفساني لكسر حاجز الخوف وتجاوُز مشكلة “رهاب الشجاعية” لدى جنود الاحتلال شكَّلَ جزءًا أساسيًّا من العمليات التمهيدية.
▪︎ لم يعلِن الاحتلالُ انطلاقَ العملية البرية بزخم إعلامي، ولم يَخُضْ أيَّ نوع من أنواع البروبجندا، وذلك تجنُّبًا لتحمُّل آثار الفشل العملياتي من جهة، وتجنُّب إثارة ردود أفعال خصوصًا لدى مكونات محور المقاومة التي يقدِّر الاحتلالُ أن الإعلان عن التحرك البري سيكون محفزًا لها لزيادة حجم هجماتها من جبهات وساحات أخرى
▪︎ اختار الاحتلالُ التحركَ البريَّ في مسارات وانطلاقًا من مَحاور متوقَّعة ارتباطًا بتحليل الغطاء الناري الكثيف على مدار أيام الحرب، وهي مَحاور معروفة بأنها أراضٍ محروقة أمنيًّا، كون المساحة الغالبة منها مساحات فارغة، أسهَمَ التمهيدُ الناريُّ الكبيرُ في تسهيل التحرك فيها.
▪︎ يحاول الاحتلالُ خَلْقَ إطباق على منطقة غرب غزة عبر التحرك من مسارَين، من الشمال الغربي والجنوب الغربي، متجنبًا الالتحامَ مع التجمعات السكانية والالتفاف حولها، لخطف صورة النصر بالوصول إلى قلب غزة.
▪︎ شكَّلَ عدمُ نجاح خطة إخلاء محافظتَي غزة وشمال غزة المعضلةَ الرئيسةَ التي خَلقَت واقعًا عملياتيًّا اضطُّر فيه الاحتلال إلى التحرك عبر المسارات المحروقة متجاوزًا الالتحامَ عبر المربعات السكانية الكبير، وهذا يفسِّر المجازر الكبير في مخيمَي جباليا والشاطئ سعيًا إلى تفريغ المجمعات السكانية الأكبر من سكانها.
▪︎ لم يَنجح أيُّ تحرُّكٍ لآليات الاحتلال في التقدم عبر أي محور في المَحاور ذات الكثافة السكانية، حيث فشلت محاولات التقدم عبر بيت حانون، وكذلك شرق جباليا، والأمر ذاته في محاولات التقدم شرق الشجاعية والزيتون وشرق البريج.
▪︎ إنَّ الثمن الكبير في اليوم الأول للتحرك البري الواسع، والذي تحدث عنه وزير الحرب الصهيوني، “يؤاف غالانت”، وأكدته إعلانات المقاومة عن استهدافات متعددة وكمائن لعدد في مختلف محاور القتال، يعطي إشارةً أوليةً عن العامل الذي سيشكِّل محدِّدًا رئيسيًّا في حجم ومدة العملية البرية.
▪︎ يبحث “نتنياهو” وفريقه عن حصد صورة النصر، ما يعني أن جيش الاحتلال سيعمد إلى ضخ الكثير من المواد في خلال الأيام القادمة يدَّعي فيها تسجيلَ إنجازات بالسيطرة على بعض المواقع التابعة للمقاومة، علمًا بأن العديد من هذه المواقع تقع في مناطق حدودية ولا يُشكِّل الوصولُ إليها أيَّ إنجاز عملياتي يُذكَر.
▪︎ تَعكِس طبيعةُ عملياتِ المقاومةِ الدفاعيةُ الاستعدادَ الجيدَ للتعامل مع سيناريوهات التحرك البري، وتَستدرِج الاحتلالَ إلى كمائنها دُون الانجرار إلى محاولات الاحتلال سحبَها إلى العمل في المناطق المكشوفة وتحويلها إلى أهداف سهلة لطائراته.
▪︎ يُشكِّل تدشينُ المقاومةِ أدواتٍ فعَّالةً في استهداف آليات ودبابات الاحتلال من تصنيع محلي عاملًا مهمًّا في تحويل الآليات إلى مَصائد موت واستنزاف لجيش الاحتلال، حيث كثافة التسليح بمضادات الدروع، سواءٌ القذائف متعددة الرؤوس أو العبوات الفدائية، ما سيحوِّل عملياتِ الالتحامِ المباشرِ مع القوات الغازية إلى عمليات استنزافٍ كبرى لجيش الاحتلال، وسيَرفع من تكلفة التحرك البري كثيرًا.
خلاصة،
يشكِّل البدءُ في العملية البرية الواسعة مرحلةً جديدةً من مَراحل الحرب على غزة، بلا شك لن يتوانى الاحتلال فيها عن المضي بل والتوسيع في جرائمه بحق أهالي قطاع غزة، إلا أنَّها ستُشكِّل مدخلًا لقتال ملحمي للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والتي جهَّزَت العديدَ من السيناريوهات الدفاعية على مدار سنوات للتعامل مع محاوَلات الاحتلال اقتحامَ قطاع غزة بريًّا أو محاولة إعادة احتلاله، فيما سيُشكِّل حجمُ خسائر جيش الاحتلال على الصعيد البشري وصعيد المعدات العاملَ الأساسيَّ في تحديد حجم ومدة مناورة جيش الاحتلال البرية، ومدى نجاحها في تحقيق أهدافها، وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي تحظى به حكومة الاحتلال دوليًّا وداخليًّا، فإن التدخل البري في القطاع لا يُشكِّل عنوانًا للإجماع في عدة مستويات، سواءٌ في داخل كيان الاحتلال أو في الساحتين الإقليمية والدولية، كما أنه قد يُشكِّل عاملًا محفِّزًا للمزيد من التحرك من قوى المقاومة في المنطقة لانخراط أكثر جدية وتأثيرًا في القتال عبر ساحات أخرى، وإنَّ الإعلان الرسمي من المتحدث بِاسم القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ هجمات والاستمرار في تنفيذ هجمات مستقبلًا يمثِّل مقدمةً لتحركات أكبر، قد يحدِّد ملامحَها الخطابُ القادمُ للأمين العام لـ”حزب الله”، السيد حسن نصر الله.
▪︎ يَحمل التحركُ البريُّ والإعلانُ عن بداية المرحلة الثالثة من الحرب العدوانية على قطاع غزة تمسُّكَ مجلس الحرب الصهيوني بالمضي قدمًا في الخطط العملياتية العدوانية ضد غزة، حتى حصول رئيس وزراء كيان الاحتلال، “بنيامين نتنياهو” وفريقه على صورة “نصر” يقدِّمها إلى جمهوره.
▪︎ على الرغم من إدراك الاحتلال حجمَ المَخاطر المترتبة على المغامَرة البرية في قطاع غزة، فإن حجم التهيئة النفسية والمعنوية التي أُجرِيَت للجبهة الداخلية والرأي العام الصهيوني، المتعطش للدماء الفلسطينية والانتقام من قطاع غزة، جَعلَت من التراجُع عن خوض العملية أمرًا مستحيلًا.
▪︎ خاض الاحتلال عمليةَ خداعٍ استراتيجيٍّ على مدار أيام حول التراجع عن الغزو البري، والخلاف عليها داخل مجلس الحرب، أو تسريب وجود طلب أمريكي بإيقاف العملية، وذلك بهدف إحداث حالة من الاسترخاء لدى المقاومة، وتخفيف حجم الاستعداد للخطوة.
▪︎ تدرَّجَ الاحتلال في التحرك البري على مدار أيام سَبقَت العمليةَ لعدة أهداف، منها استطلاعي وعملياتي، إلا أن الهدف النفساني لكسر حاجز الخوف وتجاوُز مشكلة “رهاب الشجاعية” لدى جنود الاحتلال شكَّلَ جزءًا أساسيًّا من العمليات التمهيدية.
▪︎ لم يعلِن الاحتلالُ انطلاقَ العملية البرية بزخم إعلامي، ولم يَخُضْ أيَّ نوع من أنواع البروبجندا، وذلك تجنُّبًا لتحمُّل آثار الفشل العملياتي من جهة، وتجنُّب إثارة ردود أفعال خصوصًا لدى مكونات محور المقاومة التي يقدِّر الاحتلالُ أن الإعلان عن التحرك البري سيكون محفزًا لها لزيادة حجم هجماتها من جبهات وساحات أخرى
▪︎ اختار الاحتلالُ التحركَ البريَّ في مسارات وانطلاقًا من مَحاور متوقَّعة ارتباطًا بتحليل الغطاء الناري الكثيف على مدار أيام الحرب، وهي مَحاور معروفة بأنها أراضٍ محروقة أمنيًّا، كون المساحة الغالبة منها مساحات فارغة، أسهَمَ التمهيدُ الناريُّ الكبيرُ في تسهيل التحرك فيها.
▪︎ يحاول الاحتلالُ خَلْقَ إطباق على منطقة غرب غزة عبر التحرك من مسارَين، من الشمال الغربي والجنوب الغربي، متجنبًا الالتحامَ مع التجمعات السكانية والالتفاف حولها، لخطف صورة النصر بالوصول إلى قلب غزة.
▪︎ شكَّلَ عدمُ نجاح خطة إخلاء محافظتَي غزة وشمال غزة المعضلةَ الرئيسةَ التي خَلقَت واقعًا عملياتيًّا اضطُّر فيه الاحتلال إلى التحرك عبر المسارات المحروقة متجاوزًا الالتحامَ عبر المربعات السكانية الكبير، وهذا يفسِّر المجازر الكبير في مخيمَي جباليا والشاطئ سعيًا إلى تفريغ المجمعات السكانية الأكبر من سكانها.
▪︎ لم يَنجح أيُّ تحرُّكٍ لآليات الاحتلال في التقدم عبر أي محور في المَحاور ذات الكثافة السكانية، حيث فشلت محاولات التقدم عبر بيت حانون، وكذلك شرق جباليا، والأمر ذاته في محاولات التقدم شرق الشجاعية والزيتون وشرق البريج.
▪︎ إنَّ الثمن الكبير في اليوم الأول للتحرك البري الواسع، والذي تحدث عنه وزير الحرب الصهيوني، “يؤاف غالانت”، وأكدته إعلانات المقاومة عن استهدافات متعددة وكمائن لعدد في مختلف محاور القتال، يعطي إشارةً أوليةً عن العامل الذي سيشكِّل محدِّدًا رئيسيًّا في حجم ومدة العملية البرية.
▪︎ يبحث “نتنياهو” وفريقه عن حصد صورة النصر، ما يعني أن جيش الاحتلال سيعمد إلى ضخ الكثير من المواد في خلال الأيام القادمة يدَّعي فيها تسجيلَ إنجازات بالسيطرة على بعض المواقع التابعة للمقاومة، علمًا بأن العديد من هذه المواقع تقع في مناطق حدودية ولا يُشكِّل الوصولُ إليها أيَّ إنجاز عملياتي يُذكَر.
▪︎ تَعكِس طبيعةُ عملياتِ المقاومةِ الدفاعيةُ الاستعدادَ الجيدَ للتعامل مع سيناريوهات التحرك البري، وتَستدرِج الاحتلالَ إلى كمائنها دُون الانجرار إلى محاولات الاحتلال سحبَها إلى العمل في المناطق المكشوفة وتحويلها إلى أهداف سهلة لطائراته.
▪︎ يُشكِّل تدشينُ المقاومةِ أدواتٍ فعَّالةً في استهداف آليات ودبابات الاحتلال من تصنيع محلي عاملًا مهمًّا في تحويل الآليات إلى مَصائد موت واستنزاف لجيش الاحتلال، حيث كثافة التسليح بمضادات الدروع، سواءٌ القذائف متعددة الرؤوس أو العبوات الفدائية، ما سيحوِّل عملياتِ الالتحامِ المباشرِ مع القوات الغازية إلى عمليات استنزافٍ كبرى لجيش الاحتلال، وسيَرفع من تكلفة التحرك البري كثيرًا.
خلاصة،
يشكِّل البدءُ في العملية البرية الواسعة مرحلةً جديدةً من مَراحل الحرب على غزة، بلا شك لن يتوانى الاحتلال فيها عن المضي بل والتوسيع في جرائمه بحق أهالي قطاع غزة، إلا أنَّها ستُشكِّل مدخلًا لقتال ملحمي للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والتي جهَّزَت العديدَ من السيناريوهات الدفاعية على مدار سنوات للتعامل مع محاوَلات الاحتلال اقتحامَ قطاع غزة بريًّا أو محاولة إعادة احتلاله، فيما سيُشكِّل حجمُ خسائر جيش الاحتلال على الصعيد البشري وصعيد المعدات العاملَ الأساسيَّ في تحديد حجم ومدة مناورة جيش الاحتلال البرية، ومدى نجاحها في تحقيق أهدافها، وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي تحظى به حكومة الاحتلال دوليًّا وداخليًّا، فإن التدخل البري في القطاع لا يُشكِّل عنوانًا للإجماع في عدة مستويات، سواءٌ في داخل كيان الاحتلال أو في الساحتين الإقليمية والدولية، كما أنه قد يُشكِّل عاملًا محفِّزًا للمزيد من التحرك من قوى المقاومة في المنطقة لانخراط أكثر جدية وتأثيرًا في القتال عبر ساحات أخرى، وإنَّ الإعلان الرسمي من المتحدث بِاسم القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ هجمات والاستمرار في تنفيذ هجمات مستقبلًا يمثِّل مقدمةً لتحركات أكبر، قد يحدِّد ملامحَها الخطابُ القادمُ للأمين العام لـ”حزب الله”، السيد حسن نصر الله.