مقالات

مسرحية نتنياهو الهزلية: (واوي ) جبان يحاضر في حظيرة خنازير

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان

حين كتب جورج أوريل مزرعة الحيوان، لم يكن يعلم أن هناك فصولًا أخرى ستضاف إلى فصول كتابه عن الحيوانات بطلها واوي جبان يحاضر في حظيرة خنازير، وبطريقة اكروباتية يزبد ويرعد، وينثر الأكاذيب، ويكيل الشتائم، ويوزع فشله المتراكم على الحضور من خنازير الحظيرة التي عجزت عن شكره، والثناء عليه عبر التصفيق وقوفًا ضمن جوقة شبيهة بجوقة السحيجة التي رغم جهودها الهائلة في المدح والتصفيق تتلقى الإهانات، ومع هذا تصفق بحرارةالمسرح قاعة الكونغرس ممتلئة بخنازير مهمتها التسحيج وقوفًا، وطاولة شبه مستديرة يقف في وسطها الواوي وحوله جوقة من خنازير الإيباك مهمتها مراقبة بقية الخنازير التي لا تصفق واقفة، وبحرارة يدخل الواوي إلى القاعة وسط هياج وتصفيق حار مرحبًا بخنازير الحظيرة من طرفي المزرعة، ويبدأ بعرض بطولاته، وبث أكاذيبه حول السلام، وبناء الديموقراطية وسط غابة من الوحوش، ويكرر براءته من دماء ضحاياه، وموجهًا اللوم لجوقة الخنازير لعدم دعمه في صراعه الأخير مع الوحوش التي تقف في وجه واحته الديمقراطية، موجهًا اللوم لها لتأخير شحنات الدعم، ومتهمًا أبناءهم بأنهم يتظاهرون ضد مخططاته، ويسود القاعة تصفيق حار بعد كل شتيمة أو اتهام لهم، ويتابع خطابه بأنه لن ينصاع لمخططات الحظيرة، ورؤية بعض أعضائها حول حل الصراع الدائر بينه وبين باقي المتوحشين، ويسود القاعة تصفيق حاد من خنازير الحظيرة التي وقفت احترامًا للواوي الذي شتمها، واتهم ابناء جلدتها بالخيانة انتهت المسرحية، بحسب بعض المتابعين لفصول المسرحية التي استمرت ٥٥دقيقة وقفت خنازير الحظيرة ٥٨مرة تصفق بحرارة للواوي الذي غادر القاعة منتصرًا ومعتزًا بقدرته على الكذب والتدليس وقدراته الفائقة على استدرار التعاطف وجمع الهبات.
بعض السياسين المتابعون للمسرحية لم يوجهوا اللوم للواوي، فهو معروف بقدرته على الكذب، وقلب الحقائق ولكن اعتبروا أن حوقة الكونغرس من الحزبين هم من يثيرون الغرابة أيعقل أن تجمع كهذا يمثل دولة عظمى يكون بهذه الصفاقة، يصفقون واقفين وبحرارة لمهزوم جبان قاتل للأطفال، ومجرم حرب يقود حرب إبادة جماعية، ويتهم بلادهم بأنها المسؤولة عن تأخير حسم الحرب، لتأخر شحنات الأسلحة، ويصفقون له، ويتهم المتظاهرون من أبناء أمتهم بالخيانة، ويصفقون بحرارة، ويكذب ويخترع الروايات الكاذبة وهم يعلمون ذلك، ومازالوا يصفقون، ويصرخ بوجوههم بأن لا حل للدولتين، وستبقى القدس عاصمة موحدة للكيان رغمًا عنكم وعن رؤيتكم لحل الصراع العربي الصهيوني، ويقفون مصفقين، أي نواب وشيوخ هؤلاء، والأنكى من ذلك أنه أطاح بكل قيم الديمقراطية، وحقوق الإنسان التي تغنت بها أمتهم أمام العالم حين بررت إدارتهم الحرب المسعورة على الشعب الفلسطيني، ومدت جيش الإرهاب الصهيونى بالأسلحة والعتاد، ودافعت عن الكيان سياسيًا أمام المحافل الدولية كافة، مما أثار غضب الشعوب العالمية، والشعب الأمريكي، واتهم الولايات المتحدة الامريكية بأنها الدولة الأولى في رعاية الإرهاب ومعادية لحقوق الإنسان، ومع هذا تقف هذه الجوقة تصفق بحرارة، وعيون موظفي الإيباك تراقب الحاضرين الذين لا يقفون مصفقين، مما يؤكد ما قاله نتنياهو نفسه ذات يوم حين سئل عن مدى تأكده من دعم الإدارات الأميركية المتعاقبه للكيان الصهيونى، حينها أجاب أن الدولة الأمريكيه تتكون من مجلس النواب والشيوخ، ورأس المال الصهيوني، وهذه الثلاث مكونات نحن مسيطرون عليها. انتهت المسرحية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى