تحقيقات

لبنان: طلاب فلسطينيون في مخيم شاتيلا يتضامنون مع غزة

العربي الجديد- انتصار الدنان

في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين ببيروت عاصمة لبنان يتضامن التلاميذ والطلاب مع زملائهم في غزة المنكوبة بطريقتهم الخاصة، مرة عبر التبرع بالمال في مدارسهم، ومرة أخرى من خلال مقاطعة بضائع الشركات والدول التي تدعم الاحتلال الصهيوني، وبوقفات التضامن والتظاهرات التي تساند صمود أهل غزة.
يقول الطالب في الصف الثامن بمدرسة حيفا أكرم أبو هيبة، المتحدر من مدينة يافا بفلسطين ويقيم في مخيم شاتيلا، لـ”العربي الجديد”: “ما يحدث في غزة فظيع، ونحن التلاميذ لا نرضى بأحوال الأطفال هناك لكننا نقول إن كل فلسطين ستتحرر”.
يتابع: “نتمنى لو كنا نستطيع أن نساعد أطفال غزة ميدانياً، لكننا نفعل ما نقدر عليه لدعمهم، وننظم تظاهرات تندد بالعدوان على غزة، وندعو بأن يكون الله معهم، وأن يتوقف العدوان كي تعود الحياة إلى ما كانت عليه سابقاً. أيضاً نجمع تبرعات من الطلاب والأساتذة في المدرسة ونعطيها للإدارة التي تتواصل مع المعنيين لإيصال مبلغ التبرع”.

ويقول التلميذ في الصف الحادي عشر محمد منصور، المتحدر من بلدة طبريا ويقيم في مخيم شاتيلا، لـ”العربي الجديد”: “بدأت نسبة كبيرة من الناس في العالم بمقاطعة البضائع الداعمة لكيان العدو الصهيوني، وهذا ما نفعله أيضاً، فنحن لا نستطيع أن نكون مع أهل غزة على الأرض أو نقاتل معهم، لذا ندعمهم من خلال مقاطعة هذه البضائع التي تذهب نسبة منها للعدو. وبهذه الطريقة يخسر العدو دعم هذه الشركات”. يضيف: “يتضامن أهالي مخيم شاتيلا مع أهل غزة، وينظمون دائماً تظاهرات ومسيرات داعمة لهم، وتوجد في مخيم شاتيلا عائلات لديها أهل في غزة، وهم يحاولون دعمها عبر تحويل مبالغ غير كبيرة إليها، لأن أهل المخيمات الفلسطينية في لبنان يعيشون بدورهم في مأساة. ونحن نتمنى أن تنتصر غزة والمقاومة، وإذا كنا لا نستطيع أن نحارب يفعل كل شخص ما يستطيع”.

ويذكر منصور أيضاً أن أهالي مخيم شاتيلا يتبرعون لغزة من خلال حملات مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والتي تعتبر مهمة وتشجع الطفل على المساهمة في دعم الأهل بغزة وتنمية حب القضية الفلسطينية، لكن هذه التبرعات رمزية، لذا ندعو الجمعيات إلى تحويل أموال المشاريع التي لم تنفذها في المخيم إلى الأهل في غزة الذين يحتاجون إليها أكثر من أي شخص”. ويخاطب منصور تلاميذ وطلاب وأطفال غزة قائلاً: “نفتخر كلنا بالأطفال الذين يقاتلون العدو بالصمود، ونقول لهم صحيح أنكم لم تدرسوا ولم تلتحقوا بمقاعد المدارس هذا العام، لكنكم تخرجتم بشهادة وفاء ونصر، والأرض أغلى من كل شيء في الحياة، والطلاب الفلسطينيون شعب ناجح وجبار، وسيستطيعون تحصيل ما فاتهم بعد انتهاء الحرب”.أما الطالبة في الصف التاسع الأساسي بمدرسة حيفا سيدرا السهلة، المتحدرة من حيفا بفلسطين وتقيم في مخيم شاتيلا، فتقول لـ”العربي الجديد”: “يحزنني ما أراه على شاشات التلفزيون، ويا ليت لم يحصل العدوان على غزة كي يعيش الأطفال وأهل غزة بسلام. يجب أن يتوقف العدوان الهمجي حتى يعيش الأطفال بسلام وأمن ويذهبوا إلى المدارس مثل باقي الأطفال في العالم لأنه يحق لهم أن يعيشوا بكرامة”. وعن التضامن مع غزة، تقول سيدرا: “نقاطع كل شيء يدعم الكيان، ونقف في المدارس دقيقة صمت يومياً على أرواح شهداء غزة، وتحدثنا المديرة عن غزة وما يحصل فيها، وتخبرنا كيف يجب أن نتضامن معها، كما نتبرع لأهل غزة ولو بمبلغ بسيط، فالمهم دعم الأهل في غزة. أيضاً ننفذ أنشطة تدعم فلسطين، وندعو بأن يتوقف العدوان الهمجي على أهلنا في غزة، وأن يكون النصر حليف شعبنا”. ويقول التلميذ في الصف الثامن محمد الوادي، المتحدر من حيفا ويقيم في مخيم شاتيلا، لـ”العربي الجديد”: “ننفذ من أجل التضامن مع غزة تظاهرات لدعم أهلنا في غزة، وأنشطة رسم وسرد حكايات عن غزة، كما نجمع تبرعات. ما يحصل في غزة يحزنني، إذ اختفت عائلات بكاملها من السجلات المدنية، وجرى تدمير مدارس ومستشفيات وجامعات بالكامل، ولا أحد يوقف العدوان ويحمي الأطفال من الموت أو من فقدان بيوتهم وأهلهم ومدارسهم ولعبهم. وأنا مع المقاطعة، وهناك محلات في المخيم تقاطع وأخرى لا تفعل ذلك”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى