أبرزتحقيقات

قلق أهالي مخيم الرشيدية من توسّع الحرب

العربي الجديد- انتصار الدّنّان

يشعر أهالي مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان بتهديد في حال وسعت إسرائيل عملياتها العسكرية. فهم غير قادرين على الصمود.

تشهد جبهة لبنان تصعيداً متبادلاً بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل قصف لبنان منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، باعتباره جبهة مساندة لغزة.
وفيما تزداد المخاوف من أن تتمدد الحرب إلى مناطق أوسع في جنوب لبنان، وأن تصل نيران العدو الصهيوني إلى المخيمات الفلسطينية في الجنوب، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنها تجهّز أماكن إيواء كخطوة استباقية لمواجهة أي طوارئ واستقبال نازحين في حال حدوث أي ظرف أمني.
وتشمل مراكز “أونروا” مدارس في منطقة صور وصيدا، ومركز التدريب في منطقة سبلين، ومدارس في الشمال والبقاع. أيضاً وفرت الحكومة اللبنانية مبنى في المجمع التعليمي بمنطقة بئر حسن في بيروت كمأوى طوارئ.
وبعدما أعلنت “أونروا” ترتيبات احترازية بات أهالي مخيم الرشيدية (جنوب)، الأقرب إلى الحدود مع شمال فلسطين، يشعرون بقلق وخوف دائمين، علماً أن العديد منهم يرفضون اللجوء إلى مراكز الإيواء التي وفرتها “أونروا” لأنهم يخشون تكرار تجربة استهداف العدو الصهيوني مراكز إيواء النازحين في غزة.

تقول وفاء نبراس المتحدرة من بلدة الطيرة بقضاء حيفا في فلسطين والتي تقيم في مخيم الرشيدية، وهي مديرة لجمعية التضامن فرع صور لـ”العربي الجديد”: “الأوضاع التي نعيشها في مخيم الرشيدية والمجبولة بالقلق والخوف غير بعيدة عمّا يعيشه أهالي جنوب لبنان، لكن ما يختلف أننا نعيش ظروفاً أصعب وأكثر قساوة على صعيد الحرمان من أمور عدة تتعلق بالوضع الاقتصادي. ويبقى شعورنا بالخوف والقلق من العمليات الإسرائيلية ذاته مع أهل الجنوب، خاصة أن القصف الإسرائيلي استهدف أطراف المخيم أخيراً، ما يعني أن الأمور تقترب أكثر وأكثر منا، وبدأ أشخاص ينزحون من المخيم إلى مدينة صيدا، في حين ينتظر البعض ماذا سيحصل. وما زاد خوفنا أن أونروا بدأت في تجهيز أماكن لإيواء النازحين في صيدا وسبلين والشمال، ونحن نحاول أن نتأقلم مع الحرب، لكن الأمر مخيف، ولا شيء مجهّزاً في المخيم لحدوث أي طارئ، ولا ملاجئ كي يحتمي فيها الناس ولا كهرباء”.
تتابع: “من خلال عملنا في مؤسسات ننصح الأهالي بتحضير شنطة يضعون فيها ما يحتاجونه، وتجهيز الأوراق المهمة الخاصة بهم”.

ورغم أن مخيم الرشيدية يفتقر مثل باقي المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان إلى مقومات الصمود في مواجهة أي عدوان، لكنه يتميّز بأنه يتضمن مناطق زراعية يستطيع الناس الإفادة منها، لكن إذا جرت محاصرة المخيم واشتد القصف عليه فلن يكون أي شيء مفيداً، وقد يصبح سلوك الطرقات أمراً صعباً، خصوصاً أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضرب الطرقات الرئيسية أولاً، ويفصل المناطق بعضها عن بعض، وهذا ما نفذه في حروب سابقة وخلال اجتياحه لبنان عام 1982.
يقول الناشط الاجتماعي يوسف العلي، المتحدر من بلدة كويكات بفلسطين ويقيم في مخيم الرشيدية، لـ”العربي الجديد”: “ينقسم أهالي المخيم بين خائفين ومتوترين، وآخرين صامدين لم يتأثروا بالضربات وخرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت، لكن لا شك في أن هذه حرب صعبة جداً كونها حرباً نفسية لا يعرف أحد إذا كانت ستتوسع، لذا نعيش في قلق وتوتر دائمين. ونتج عن ذلك أيضاً ارتفاع أسعار إيجارات البيوت خارج المخيم، وإجبار الناس على دفع إيجار سنة مقدماً، في حين لم يرض آخرون تأجير بيوت لأهالي المخيم. وكل تلك الأمور تشكل تحديات لمقومات الحياة، وقد استطاع أهالٍ ميسورون مادياً استئجار منازل، ومن لم يستطيعوا بقوا في المخيم، وعدد من تركوه لا بأس به”.

يتابع: “لا يملك سكان المخيم إمكانات الصمود، فلا ملاجئ ولا أماكن آمنة فيه، ويبقى صمودهم معنوياً لأنهم مؤمنون بأنهم على حق، وبأن العدو على باطل. وهم يملكون روح الشباب وجاهزون للدفاع عن المخيم. ويبقى التحدي الكبير هو الأطفال، مستقبلنا وجيل التحرير”.
وتقول تريز أحمد قاسم، وهي مربية منزل تتحدر من مدينة صفد، وتسكن في مخيم الرشيدية لـ”العربي الجديد”: “نخاف أن يحصل شيء في المخيم، لأن موقعه الجغرافي قريب من الحدود مع شمال فلسطين، لذا تركه سكان يملكون القدرة على الاستئجار أو عندهم أقارب خارجه، أما نحن فلا نستطيع فعل ذلك، ونعلم أن لا ملاجئ للاحتماء في المخيم. بيتنا الذي يتضمن طابقين يمكن أن نحتمي فيه من الرصاص والقنابل القريبة، وأبلغنا جيراننا أنهم يستطيعون الاحتماء عندنا في حال حصل عدوان على المخيم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى