أحمد مراد: شعبنا وحده من يقرر مصيره، ويرسم مستقبله فور انتهاء العدوان
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
خلال مقابلتين لمسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان أحمد مراد، عبر أثير إذاعتي “سبوتنيك” و “الرسالة”، قال:” ننحني خشوعًا أمام عظمة تضحيات شعبنا، وثقتنا بحتمية الانتصار التاريخي راسخة ولن تتزعزع”.
وتابع، المجد والخلود لأرواح شهداء شعبنا وأمتنا وأحرار العالم، الذين استشهدوا دفاعًا عن قيم العدل والحرية، لا سيما شهداء شعبنا على أرض قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وعلى امتداد أرض فلسطين التاريخية، وفي كل مواقع اللجوء والشتات .
وقال:” إن معركة طوفان الأقصى أتت ردًا طبيعيًا على جرائم الاحتلال وحشيته، وعلى كل الظلم التاريخي الواقع على شعبنا منذ أكثر من 75 عامًا، وإن المقاومةَ قدر شعبنا، وندرك تمامًا كلفتها وأثمانها، ولكنها تبقى أقل بكثير من كلفة الاستسلام والخنوع، فما سطَّره شعبنا ومقاومته الباسلة على مدى تسعة أشهر من العدوان من بطولات في قطاع غزة إعجازًا بكل معنى الكلمة، ويتجاوز كل الحسابات والتوقعات “.
وأضاف، إن إعلان العدو الصهيوني الانتقال للمرحلة الثالثة من عمليته العسكرية لا يغير في حقيقة الوقائع شيئًا، وهذا الإعلان جزء من تكتيكات جيش الاحتلال بعد أن فشل في تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها عند بدء العدوان على شعبنا، ونحن في قوى المقاومة أعلنا، ومنذ بدء العدوان قبل تسعة أشهر انفتاحنا على أي مبادرات سياسية، وإن مبادرة الرئيس الأمريكي بايدن تحمل في طياتها الكثير من الشكوك، وهي محاولة مكشوفة لانتزاع ورقة الأسرى من يد المقاومة، والعودة لاحقًا لاستئناف العدوان على شعبنا، وهذا ما لا يمكن أن يقبل به شعبنا .
وتابع، رغم سيل الدماء وحجم التضحيات العظيمة، استطاعت المقاومة تحقيق إنجازات نوعية ضد جيش الاحتلال، وألحقت به خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وما كان لقوى المقاومة أن تحقق كل تلك الإنجازات، لولا الالتفاف الجماهيري والاحتضان الشعبي لها.
إن تكرار المعزوفة الصهيو-أمريكية عن اليوم التالي للحرب لا مكان لها في قاموس شعبنا، وشعبنا وحده من يقرر مصيره، ويرسم مستقبله فور انتهاء العدوان، وشعبنا لن يقبل بأي قوة عربية أو دولية تدخل إلى قطاع غزة، وسيتعامل معها كقوة احتلال.
وتابع، ما يعصف بالمجتمع الصهيوني وحكومته من خلافات واختلالات داخلية، إنما هو ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا ومقاومته، والفشل الذريع الذي لحق بجيش الاحتلال.
إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة شريك دائم في العدوان على شعبنا، ولا يمكن الرهان عليها كوسيطٍ نزيه، والحديث عن خلافات بين إدارة بايدن ونتنياهو إنما هو ذرُ للرماد في العيون، فالهدف الأمريكي والصهيوني واحد، وهو القضاء على المقاومة، وتصفية القضية الفلسطينية وفقاً للأجندات الصهيو-أمريكية.
وإن المواقف والتصريحات العنصرية الصادرة عن جنرالات وقادة الاحتلال تعبر عن عمق المأزق التاريخي والوجودي الذي يتهدد دوله الكيان .
ولقد بات مطلوبًا من الجميع لا سيما من بعض النظام الرسمي العربي إعادة النظر في حساباتهم، بعد أن انكشف ضعف وهشاشة هذا الكيان وحتمية إلحاق الهزيمة به .
ونجدد الدعوة إلى حوار فلسطيني شامل، ونأسف لعدم انعقاد اجتماع بكين، ونحمل من عطَّل هذا الاجتماع المسؤولية الوطنية والأخلاقية.
قدرنا أن نتوحد في ميادين المواجهة ضد الاحتلال، ولم يسجل التاريخ أن شعبًا منقسمًا يمكن أن يحقق انتصارًا استراتيجيًا على أعدائه.
وإن ما يجري في الضفة الغربية والقدس لا يقل بشاعةً وخطورة عما يجري من حرب إبادة ضد شعبنا في قطاع غزة، ورغم مضي تسعة أشهر من العدوان مازالت المقاومة في أوج قوتها، وتمتلك الكثير من أوراق القوة والمفاجآت التي ستذهل العدو، وهذا ما أثبتته الوقائع والأحداث في الأسابيع والأيام الأخيرة.
وندعو أنظمة التطبيع مع دولة الكيان إلى طرد السفراء، وإغلاق السفارات الصهيونية، وقطع كل أشكال العلاقات مع دولة الكيان، ووقف الجسر البري المفتوح الذي يزود دوله الكيان بالكثير من احتياجاتها الأساسية بعد أن تمكنت القوات المسلحة اليمنية من فرض حصار بحري شديد عليها.
وإن استمرار أنظمة التطبيع العربي في علاقتها مع دولة الاحتلال طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني والتاريخ لن يرحم، ونثمن عاليًا كل أشكال الدعم والتضامن مع شعبنا، ونتوجه بتحية إجلالٍ وإكبار إلى كل الذين احتشدوا في شوارع وميادين عواصم ومدن العالم رفضًا للعدوان، وتنديدًا بجرائم الاحتلال.
وختم كلامه بتقديم تحيه لكل قوى المقاومة في أمتنا ومنطقتنا لا سيما إلى أبناء شعبنا اليمني الشقيق، والمقاومة العراقية الشريفة، وسوريا العربية، وإلى المقاومة الإسلامية في لبنان، وكل الشكر والتقدير للجمهورية الإسلامية في إيران، لدعمها المتواصل لقوى محور المقاومة، وتحية وفاء وتقدير لأبناء شعبنا اللبناني الشقيق، لا سيما أبناء البلدات والقرى الأمامية على صمودهم وثباتهم وعظيم تضحياتهم من أجل فلسطين ودفاعًا عن حرية وكرامة لبنان وسيادته.