أبرزثقافة

الرفيق أبو المُر.. وداعًا

مروان عبد العال

كتب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق مروان عبد العال على صفحته، على موقع facebook منشورًا، نعى فيه العضو السابق في المكتب السياسي للجبهة الشعبية الرفيق الراحل مروان الفاهوم.

قال فيه:

في آخر مهمة خاصة باغتنا رجل المهمات الخاصة القائد مروان الفاهوم “أبو سامي”  بزيارتنا في المكتبة، كأنما التاريخ حضر توًا  بهيبته وفضيّة شعره وزرقة عينيه.
يجر أقدامه بقوّة، ويقاوم سنوات التّعب، وشدّة المرض، أراد أن يكمل لنا بقية الحكاية،  يتهجّأ بصبر عنيد بضع كلمات ثم يصمت قليلًا، ثم ينطق آخر جملة وفكرة وقضية ويترنّح للأخرى بابتسامة وبحذر شديد، كوصية أخيرة، وتنهيدة عشق كي لا تجف الشّفاه.
نتحدّث لنكسر جدار الصمت،  لندخل معًا  في زاوية معتمة من زمن العمل الخاص،  ونوغل في أدراج خزائنه السرية، ينوء من ثقلها على عكازه البني.
أخيرًا طاب له أن يتصالح مع الذاكرة بداية العمل مع الخال “وديع حداد”، وتتراكم الصور  المتفرقة والمتنكرة والمطاردات عبر سفارات ومطارات، وشقق سرية في أماكن غير متوقعة من دول العالم، ومجموعات ثورية تمتد من أميركا اللاتينية إلى جنوب شرق آسيا ومرورًا بمدن أوروبية، «وراء العدو في كل مكان»، حتى لا يصبح العدو وراءنا في كل مكان.
اجتمعت ذاكرة  ابن صفد  مع ابن الناصرة في وطن واحد لا يعرف إلا طريق الحرية، عن رفاق  شجعان  من رجال المهمات الخاصة، قاتلوا  سرًا بين الأوطان والمدن  والمخيمات. حملوا  كل الأسماء والصفات، تنقلوا  بين كل الجهات.
وفي جغرافيا منفصلة عن الأخرى، لكن يوحدهم الحلم والذاكرة الجمعية. توحدهم السردية الواحدة.
في اللقاء الأخير، غزة كانت مبعث الحديث، لعله يذكّرنا لمعرفة القوة التي فينا ولدينا، وإننا لسنا ضعافًا إذا أردنا، بل إنّه شعب جبار، والعالم يقف معنا لأننا ضحية قوية أيضاً!  وحين  تحضر  عقيدة فلسطين، فإنها تقاتل بصمت أكثر  وروح أعظم، تدخل قلوب الإنسانية، رمزاً يعبر العواصم ويظل أثرها دامغاً.
وتغادرنا  في بيروت مع تراتيل دمشق التي لم تفارق الكلمات الأخيرة والقصيرة.
الوعد أنها ستظل تعزف في الذاكرة الخالدة كوصية ثمينة، نحفظها في صندوق ضاع مفتاحه أو  سر في بئر عميقة.
والعهد لروحك أنها باقية تنبض عنفوانًا حتى يتحقق الحلم وتنتصر فلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى