لبنان: دائرة اللاجين وحق العودة تجري لقاءً حواريًا حول معنى النكبة في ضوء حرب الإبادة الراهنة على غزة
أقامت دائرة اللاجئين وحق العودة في الجبهة الشعبية لقاءً حوارياً حول معنى النكبة في ضوء تداعيات حرب الإبادة الراهنة على غزة، قدمه الرفيق جابر سليمان باحث في دراسات اللاجئين وعضو مؤسس في مجموعة عائدون
وذلك في قاعة أكاديمية دار الثقافة في مخيم مار الياس في بيروت يوم الثلاثاء الموافق 14-5-2024 بحضور عدد من الرفاق والمثقفين والكتاب
وأدارت الندوة الرفيقة سميرة صلاح عضو دائرة اللاجئين وحق العودة في الجبهة الشعبية
افتتحت الندوة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وبعد الترحيب بالحضور تحدثت صلاح عن النكبة وتأثيراتها على الشعب الفلسطيني ككل وأشارت إلى أن تاريخ 15 أيار يذكرنا بالشهداء والجرحى والتشبث بالأرض والمقدسات وأن المقاومة مستمرة وطوفان الأقصى أكبر دليل على ذلك.
وابتدأ الرفيق جابر سليمان الندوة بالعودة إلى تعريف مصطلح النكبة الذي أسس له المفكر والمناضل القومي قسطنطين زريق الذي دعا إلى تأسيس ما أسماه عِلْم النكبة وفرق بين أدبيات النكبة وعِلْم النكبة
وأوضح سليمان أنه لا يمكن النظر إلى النكبة على أنها حدث في الماضي إنما هي حدث مستمر طالما المشروع الصهيوني لايزال يسعى لتحقيق أهدافه مشيراً إلى أننا اليوم أمام جيل مدهش وهو الجيل الثالث للنكبة الذي بادر إلى معركة طوفان الأقصى وهم أبناء القرى الموجودين في غلاف غزة الذين هُجروا أبائهم وأجدادهم من قراهم عام 1948م
كما تطرق الرفيق جابر إلى الصهيونية كفكرة ومشروع حيث أوضح أن الصهيونية كفكرة ولدت في وعي الأوروبيين قبل أن تولد في وعي اليهود أنفسهم، وبالتالي فكرة الصهيونية هي مشروع غربي استيطاني استعماري له مقدمات منذ نهاية القرن الثامن عشر
وأضاف سليمان أن مشكلة الحركة الصهيونية أنها نشأت نشأة متأخرة ككيان استيطاني كونها تكونت في مرحلة تحول الرأسمالية إلى الإمبرالية مشيراً إلى أن دولة الاحتلال هي في طور التجربة والتكوين والكيان الاستيطاني نجح بشكل جزئي في التحول من كيان استيطاني الى دولة عادية لذلك دائماً لديه هاجس وخوف من فكرة “كم سنستمر؟”
كذلك بيّن سليمان أن الصهيونية قائمة على ثلاثة أعمدة، تشكّل الأساطير للكيان وهي شعب الله المختار، الهولوكوست واحتكار مفهوم الضحية، نزع الإنسانية عن الفلسطينيين، كما بيّن العوامل أو المحددات لبقاء ونجاح الكيانات الاستيطانية هي تغييب السكان الأصليين، والشرعية الإقليمية، وتماسك المجتمع الاستيطاني.
وقدم سليمان مجموعة من الأمثلة التوضيحية تدلل على كل نقطة، ولا سيما في المعطيات وموازين القوى التي بدأت تظهر بعد “طوفان الأقصى” والتي تساهم وستساهم في تفكيك عوامل بقاء أي كيان استيطاني كان، وهذا بدوره يفسر السعار الغربي في دعم (إسرائيل) والخوف عليها والدعم غير المشروط والعداء السافر الذي يناقض كل القيم التي تدعيها الحضارة الغربية وقيم حقوق الإنسان والقانون الدولي
وأوضح سليمان على أن حرب غزة كانت حرب كاشفة وأوضحت الصورة كاملة، وطوفان الأقصى أوصل الصراع العربي الصهيوني إلى درجة عالية من الاحتدام بحيث أنه كشف جوهر كل الأطراف من القيم الغربية والأوروبية، إلى الانهيار العربي، وصولاً إلى الانقسام والضعف الفلسطيني، مؤكداً أن تداعيات هذه الحرب ستكون بعيدة المدى.
كما تطرق في حديثه عن الدور العربي في هذه الحرب، إذ أكد أن العرب ليسوا مؤهلين لأن يكونوا “وسطاء” لأن الوسيط في السياسة، تكون له قوة وتأثير في القرار بين الأطراف، وكون هذه الشروط غير متوفرة لدى العرب، فهم يؤدون دور “الوكلاء”.
كما أضاف، أن التغيير يأتي من النخب، ويقصد النخب الفلسطينية والعربية. واعتبر أن الحراك الشبابي الجامعي، يؤشر إلى تغيرات عميقة ستحدث في بنية المجتمعات الغربية. وأن هذه التحولات تدعو إلى إعادة قراءة مجتمعات الشمال ومجتمعات الجنوب العالمي.
وفي ختام الحوار جرت نقاشات وتحليلات بين الحاضرين حول الموضوع