أبرزأخبار الجبهة

نائب الأمين العام للجبهة الشعبية: المقاومة في غزة تخوض أعظم ملحمة في هذا العصر وثقتنا التامة بالنصر المؤزر

خلال افتتاح دورة فلسطين للمنتدى الاجتماعي مغرب - مشرق في تونس

قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق جميل مزهر ” أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بمختلف أذرعها العسكرية تخوض أعظم ملحمة في هذا العصر الحديث حيث استطاعت وبإمكانياتها البسيطة وعملياتها المشتركة في الميدان وتكتيكاتها مفاجأة العدو واستدراجه هزيمة أعتى قوة عسكرية بالمنطقة مُدججة بكل أنواع الأسلحة أمريكية الصنع، بل وضرب وإلى الابد قوة ردعه وتفوقه العسكري.

جاء ذلك خلال كلمة الجبهة الشعبية في الجلسة الافتتاحية لدورة فلسطين للمنتدى الاجتماعي مغرب – مشرق المنعقدة في العاصمة التونسية بمبادرة من منظمات وجمعيات تونسية، وبمشاركة قيادات فلسطينية خاصة من حركة حماس ، والجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي. وتَشكّل وفد الجبهة المشارك في المنتدى إلى جانب الرفيق نائب الأمين العام، الرفاق عضوي المكتب السياسي للجبهة الرفيقين مروان عبد العال، وأحمد أبو السعود، وعضو اللجنة المركزية العامة الرفيق أحمد خريس.

وأضاف نائب الأمين العام في كلمته  ” أن الكيان الصهيوني فشل في تسويق مشروعه الاستعماري ودولته الديمقراطية الوحيدة في الشرق، وانكشاف هويته العنصرية ووجهه القبيح أمام العالم أجمع خلال ثمانية شهور من معركة طوفان الأقصى، والذي شهدنا خلالها انتصار الحق الفلسطيني والرواية التاريخية والسردية الوطنية الفلسطينية ومشروعية مقاومتنا.

وشدد الرفيق مزهر على أن تجليات معركة طوفان الأقصى أدت إلى توسيع دائرة مناصرين  القضية الفلسطينية على امتداد الكون، قائلاً: ” من كان يتوقع أن ينتفض العالم حتى من داخل المناطق الأكثر سيطرة للوبي الصهيوني فيها خاصة في الدول الغربية وامريكا على وجه الخصوص”.

واعتبر أن انتفاضة الجامعات في أمريكا ضربت عصب اللوبي الصهيوني في أمريكا، وما يجري الآن هو اصطفاف العالم أجمع مع قضية شعبنا في حملات مناصرة لا تتوقف لشعبنا، ومحاصرة لعدوان الاحتلال.

وتطرق إلى الإنجازات التي حققتها حركة المقاطعة الشعبية الدولية على الصعد الاقتصادية والثقافية والأكاديمية والسياسية، والتي تشكل انتفاضة الجامعات أهم حدث على هذا الصعيد، مشيراً إلى اتساع دائرة عزلة العدو وحتى في أوساط المنظمات اليهودية التي بدأت تدين جرائم الاحتلال وتتبرأ من علاقتها بالكيان الصهيوني خصوصاً في الولايات المتحدة الامريكية. وأردف قائلاً: ” لأول مرة جرائم الاحتلال تحاكم أمام محكمة العدل الدولية، وقيادات الاحتلال مهددة بالملاحقة والاعتقال والوقوف أمام محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب”.

كما بَيّن الرفيق أبو وديع نائب الأمين العام بأن معركة طوفان الأقصى كشفت انكفاء المشروع الأمريكي خصوصاً في المنطقة، وعدم قدرته على تسويق مبررات وجوده في المنطقة، أو حمايته للكيان، كما شهدت ظهور قوى إقليمية وازنة في المنطقة مثل إيران، ودورها المحوري والرئيسي كرأس حربة لمحور المقاومة، وظهور اليمن كقوة عربية عسكرية وسياسية جديرة بالاهتمام والافتخار بها، إضافة للمقاومة في لبنان ونجاحها في استنزاف العدو، والحاق أقوى ضربات عسكرية له في الشمال.

وشدد نائب الأمين العام بأن هذه التحولات في الرأي العام التي جرت وتجري، هي نتاج لمقاومة شعبنا الصلبة، وبسالتها، وصمود شعبنا، واسناد أحرار العالم لقضيتنا الوطنية العادلة، لافتاً أن المقاومة خاصة في معركة طوفان الأقصى شكلت الرافعة الأساسية لهذه التحولات، ووسعت من حجم التأييد الدولي الرسمي والشعبي لنضالنا وحقوقنا الوطنية.

وتوجه نائب الأمين العام في كلمته بالتحية إلى الشعب التونسي الشقيق الذي احتضن شعبنا في أقسى ظروفه، ناقلاً تحيات الرفيق الأمين العام القائد أحمد سعدات، ومقاومتنا الباسلة وعلى رأسها كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ، كما خص القائمين والمبادرين بتنظيم هذه الدورة الاستثنائية للمنتدى، مؤكداً على أهمية هذا المنتدى وتوقيته الهام، والذي ينظم في خضم الحرب الصهيونية المستمرة على شعبنا، وفي ظل مجموعة من التطورات الهامة على الساحتين العربية والإقليمية والدولية، مما يؤكد على أهمية مناقشة هذه التطورات وكيفية استثمارها في دعم الحق الفلسطيني، والاستفادة من هذه التحولات ميدانياً وسياسياً ودولياً لخدمة القضية الفلسطينية ونهضة الأمة العربية.

وقال الرفيق نائب الأمين العام خلال كلمته “لقد قام المشروع الصهيوني وبوصفه مشروع وظيفي ربط نفسه بالاستعمار العالمي على أساس ديني أيديولوجي عنصري توسعي استيطاني إحلالي قائم على أساس الاقتلاع والمجازر، المسيطرة عليه مجموعة من الأساطير والخرافات المتخيلة القائمة على الأفكار التوراتية التي كانت نقطة ارتكاز المشروع الصهيوني ومبرر لارتكاب المجازر والسيطرة على كامل فلسطين”.

 وتابع قائلاً: ” إن ما يجري اليوم من حرب صهيونية مدمرة على الشعب الفلسطيني هو تجسيد حقيقي للاستراتيجية الصهيونية القائمة على تشريد السكان الأصليين وتفريغ الأرض من سكانها سواء من خلال المذابح والتدمير والتهجير القسري. وعلى أساس ذلك مارس الاحتلال سياسة الفصل الجغرافي والسياسي والاقتصادي والحرمان من البنى التحتية وفرض سياسة الأرض المحروقة على الأرض”.

وأردف قائلاً: ” كشفت الحرب الأخيرة العدوانية على قطاع غزة الوجه الحقيقي لهذا الكيان الصهيوني العنصري وقناعه الديمقراطي الزائف، كما كشفت أيضاً الوجه القبيح للإمبريالية المجرمة الشريكة بالعدوان، والداعمة للكيان الصهيوني بكل أنواع الأسلحة، وحتى الحماية السياسية. فقد صوتت هذه الإدارة بالفيتو لقطع الطريق على أي وقف للعدوان أربع مرات.

وحول استحقاقات مواجهة التحديات التي يطرحها واقع الصراع مع العدو الصهيوني، ومواجهة حرب ابادته وسياسات التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، طالب الرفيق نائب الأمين العام بضرورة  تعريب القضية الفلسطينية من خلال إعادة احياء المشروع القومي العربي ولكن بثوب عصري ثوري متحللاً من الأفكار القديمة البالية وتخليصه من حالة التكلس في هياكله التنظيمية والإدارية. بما يعيد الاعتبار لدور حركة التحرر القومي العربية التقدمية، وفق برنامج قومي عربي نهضوي تقدمي ثوري مقاوم وبناء أداته التنظيمية القوية، والتي يتم من خلالها ضخ الدماء الشابة إلى جسمه.

كما دعا لضرورة مساهمة الجميع والقوى المشاركة في هذا المنتدى المساهمة في جهود تدويل القضية الفلسطينية بأفكار جديدة وفعالة مرتكزة على الإنجازات التي تحققت على الأرض في معركة طوفان الأقصى، وانكشاف المشروع الصهيوني. بمعنى مشاركة الجميع ومساندة الشعب الفلسطيني في إدارة الاشتباك السياسي مع الاحتلال في المحافل الدولية والرسمية والشعبية، وزيادة درجة التسويق لروايتنا التاريخية وتوسيع دائرة أصدقاء شعبنا ومقاومته المشروعة وقضيته العادلة، والدفع نحو توسيع عزلة الكيان الصهيوني ومقاطعته على كافة الصعد، على طريق نزع شرعيته.

وطالب نائب الأمين العام بضرورة التحرك لبناء جدار قوي لمواجهة التطبيع واتفاقية ابراهام، من خلال خطة عربية متينة تهدف إلى اسقاط هذا المشروع الخياني الخطير الذي يراد منه دمج هذا الكيان في المنطقة العربية، لمواصلة مخططات تفتيت الامة العربية وأية محاولات للنهضة.

واعتبر الرفيق نائب الأمين العام أن جهود المشاركين في هذا المنتدى مهمة من أجل العمل الجاد لإنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والمساهمة في إعادة بناء وترتيب المؤسسات الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية، وبرنامج مقاوم بعيداً عن اتفاقيات السلام الكارثية.

كما طالب بإعادة الاعتبار للبعد القومي للنضال الوطني الفلسطيني وتوفير السياج القوي الشعبي العربي لدعم مقاومة شعبنا. وهذه مسؤولية مشتركة تتوقف أولاً على القوى الشعبية القومية والعربية، وعدم الانصياع للضغوطات التي تمارسها القوى الرجعية المتنفذة في مؤسسات القرار العربي.

ودعا الرفيق نائب الأمين العام لاستمرار الضغط من أجل خروج الجماهير العربية إلى العواصم والمدن والميادين العربية انتصاراً للقضية الفلسطينية، ودعماً لمقاومة شعبنا، وتنديداً باستمرار العدوان، معتبراً الطوفان الشعبي في العالم أجمع وتصاعد الدعم والتأييد في الرأي العام الشعبي العالمي. وانتفاضة الجامعات في أمريكا وانتقالها وتوسعها إلى جامعات الدول الغربية يجب أن تشكل لنا نموذجاً يُحتذى به من أجل الانتصار لفلسطين ولشعبها.

كما طالب بأن لا تغادر الجماهير العربية الميادين، ويجب أن تنتفض الجامعات العربية وكل خلايا المجتمع العربي من أجل فلسطين. ويجب أن تبادر الأحزاب التونسية بشحذ الهمم في الشارع العربي بالمشاركة في هذه المسيرات والفعاليات، وتوسيع الحراك الشعبي التونسي والعربي المناهض لحرب الإبادة الصهيونية على القطاع، منوهاً ” أنه على الرغم من الفعاليات التونسية المتواصلة في هذا الشأن إلا أنها تراجعت واصبحت محدودة جداً قياساً بما يجري من فعاليات في بعض مناطق العالم”.

كما دعا لضرورة العمل على قيادة حوار وبناء علاقات مع أيران  باعتبارها جزء لا يتجزأ من جغرافية وتاريخ هذه المنطقة والتصدي لكل محاولات تحويل ايران لعدو مركزي، من أجل بناء تحالف عربي صهيوني كمظلة أمريكية لمواجهتها. وقد كشفت معركة طوفان الأقصى من هو العدو المركزي للامة العربية، ومن هو الصديق.

وطالب من القوى الشعبية والتقدمية العربية المساهمة في كسر الحصار المفروض على قطاع غزة أثناء وبعد انتهاء العدوان على قطاع غزة. عبر الضغط من اجل فتح معبر رفح ورفض الوصاية عليه وزيادة الطاقة الاستيعابية للمغادرين و دخول المستلزمات الاغاثية، وصولاً لوضع خطة عملية لفتح جسر لدخول الوفود التطوعية العربية في مختلف التخصصات الصحية، والهندسية، والخدماتية وفرق الدفاع المدني. للمساهمة في تخفيف معاناة شعبنا، والمساعدة في انتشال جثامين الشهداء وإزالة الركام وغيرها من الاجراءات خاصة بعد انتهاء العدوان.

كما اقترح نائب الأمين العام وفي ضوء الحصار الصهيوني على الأرض المحتلة، وتضييق الخناق على العمال الفلسطينيين، أن يساهم المنتدى في تقديم توصية وخطة برامجية لاستيعاب العمال الفلسطينيين في سوق العمل العربي، وفتح الطريق أمام الاستثمارات العربية وتخصيص صندوق مركزي لدعم مشاريع داخل فلسطين وخصوصاً غزة.

ودعا نائب الأمين العام إلى استثمار التحولات التاريخية التي حملتها معركة طوفان الأقصى والارتكاز على نقاط قوة شعبنا في الدفاع عن الإنجازات التي تحققت على كافة الصعد السياسية والدولية.

وفي ختام كلمته، وعلى وقع وهتاف المشاركين الحاضرين في المنتدى ووقوفهم جميعاً، أكد الرفيق نائب الأمين العام على ثقة شعبنا التامة بالنصر الحتمي والمؤزر، وبأن النصر قريب جداً وأننا في المربع الأخير من التحرير، وهذه حقيقة راسخة أصبحت ماثلة أمامنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى