جامعات أميركية.. اعتقالات مؤيّدين للقضية الفلسطينية
العربي الجديد
اعتقلت الشرطة الأميركية عشرات الأشخاص المشاركين في مظاهرت مؤيّدة لـ الشعب الفلسطيني في عدد من الجامعات الأميركية، أمس الاثنين، مع استمرار حرب الإبادة الصهيونية التي تُشنّ على غزّة منذ مئتي يوم، وما تتركه من تداعيات في الأوساط الأكاديمية بالولايات المتّحدة.
وكان المتظاهرون قد أوقفوا حركة المرور في محيط جامعات “نيويورك” و”كولومبيا” و”ييل”، حيث طالبوا الجامعة الأخيرة بسحب استثماراتها من الشركات المصنّعة للأسلحة العسكرية، حيث أشارت وسائل إعلام أميركية إلى أنّ حملة الاعتقالات جاءت بعد أن ألغت “جامعة كولومبيا” الفصول الدراسية أمس ردّاً على قيام المتظاهرين بإنشاء مخيّمات في حرم الجامعة بمدينة نيويورك الأسبوع الماضي.
كما أغلق المحتجّون حركة المرور حول حرم “جامعة ييل” في نيوهيفن بولاية كونيتيكت الأميركية، الأمر الذي أدّى إلى اعتقال أكثر من خمسة وأربعين متظاهراً، وكذلك تحرّكت الشرطة باتجاه “جامعة نيويورك” في الليلة الماضية، بعد أن طالبت المتظاهرين بإخلاء ساحة الاحتجاج، كما أظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتقال طلّاب وأساتذة من بينهم الروائي والأكاديمي العراقي سنان أنطون.
وأوضح موقع “جدلية” في منشور على منصّة “إكس”، بأن شرطة نيويورك اعتقلت المُحرِّر المشارك في “جدلية” والأستاذ المشارك في “جامعة نيويورك” سنان أنطون، مع عدد من أعضاء هيئة التدريس والطلّاب الآخرين لأنه كان يحاول حماية طلّاب الجامعة من الشرطة.
وعبّر كتّاب ومثقفون عرب عن تضامنهم مع أنطون على وسائط التواصل الاجتماعي، ومنهم الروائية العُمانية بشرى خلفان، والروائي والصحافي المصري شادي لويس، والكاتب والمخرج المصري باسل رمسيس، والقاص العراقي حسن أكرم، وآخرين.
وهتَف المتظاهرون خلال اشتباكهم مع رجال الشرطة: “لن نتوقّف، لن نرتاح”، داعين إلى الكشف عن استثمارات الجامعات في الشركات المصنّعة للأسلحة العسكرية وسحبها، ولا يزال عدد المعتقلين الإجمالي غير محدّد حتى اللحظة.
وتتصاعد حدّة الاحتجاجات في جامعات أميركية عديدة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث علّقت “جامعة كولومبيا” الدراسة في محاولة للتهدئة عقب إخلاء شرطة نيويورك خيمة أقامها المتظاهرون في الحديقة الرئيسية في الجامعة لمطالبة إدارتها بسحب الاستثمارات المتعلّقة بـ”إسرائيل”، وهو إجراء أدانه بعض أعضاء هيئة التدريس. كما ألقت الشرطة القبض على أكثر من 100 طالب من “كولومبيا” الخميس الماضي بتهمة “التعدّي على ممتلكات الغير”، كما أوقفت “جامعة كولومبيا” و”كلية بارنارد” التابعة لها عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، بعد أن أدلت رئيسة الجامعة نعمت شفيق بشهادتها الأسبوع الماضي أمام لجنة بمجلس النواب الأميركي، في جلسة استماع حول ما يُدعى “تزايد العِداء للسامية داخل حرم جامعة كولومبيا”، حيث طالب أعضاء باستقالتها.
ووجّه 54 أستاذاً في كلية الحقوق بـ”جامعة كولومبيا” رسالة إلى قيادة الجامعة يدينون فيه قرار الكلّية بتعليق دوام الطلّاب المتظاهرين، والسماح للشرطة بمداهمة الحرم الجامعي، جاء فيها “في حين أننا كأعضاء هيئة تدريس نختلف حول القضايا السياسية ذات الصلة ولا نعبر عن أيّ رأي حول مزايا الاحتجاج، فإننا نكتب للحثِّ على احترام قيم سيادة القانون الأساسية التي يجب أن تحكم جامعتنا”، ورفَض متحدّث باسم الجامعة التعليق على الرسالة التي تم إرسالها إلى شفيق.