مقالات
١٧ نيسان يوم الأسير الحركة الاسيرة تفقد عميدها
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- غسان أبو نجم
نحن الشهداء الأحياء بهذه الكلمات يصف الشهيد الحي وليد دقه حال الأسير الفلسطيني الذي استشهد قبل أيام، بعد ٣٨ عاما من الأسر وما زال الاحتلال يحتجز جثمانه. إنه عالم خاص قائم على فلسفة المواجهة ما وراء القضبان، له قوانينه ولوائحه الداخلية الناظمة لهذه الحياة، وتضبط إيقاعها بموجب ضوابط تحفظ استمرارية التعايش مع الظروف القاسية التي تعاني منها الحركة الأسيرة، وتحدد ماهية العلاقة بين الأسرى من جهة والعلاقة مع السجان الذي يمثل أضخم منظمة إرهابية في العالم تأخذ شكل الجيش النظامي، والأنكى من ذلك يطلق على هذه المنظمة جيش الدفاع. من جهة أخرى شكلت الحركة الاسيرة رأس حربة النضال الوطني الفلسطيني، وتضم في ثناياها طليعة العمل المقاوم خارج باستيلات الاحتلال وخارجها، وتعتبر الضمانة الأكيدة والحامية للمشروع الوطني الفلسطيني والحفاظ على استمرارية المقاومة الوطنية الفلسطينية، ونجحت في تحويل المعتقلات النازية الصهيونية إلى مدرسة نضالية تخرج كوادر نضالية مثقفة وواعية تعمل كرافعة للعمل المقاوم، وتشكل ضمانة للوحدة الوطنية، لهذا عمل الاحتلال الصهيوني عبر إدارة السجون، ويعمل على ضرب هذه الحركة وقادتها عبر سلسلة من الإجراءات الفاشية، كالحجز الانفرادي واستمرار النقل التعسفي من معتقل لاخر والتفتيش الدائم المفاجئ لغرف السجن ومنع الزيارات وتقليل الوجبات اليومية والإهمال الطبي المتعمد والذي أدى إلى استشهاد اعداد كبيرة من خيرة المناضلين الفلسطينين كان آخرها استشهاد القائد والاديب الأسير وليد دقه الذي عانى من مرض السرطان نتيجة الإهمال الطبي، ورفض الاحتلال الإفراج عنه رغم انتهاء مدة محكوميته، ويرفض الاحتلال الإفراج عن جثمانه حتى الآن، ولعل أخطر عقاب تقوم به سلطة السجون عدا عن الضرب والتعذيب للأسرى والتنكيل بهم هو الاعتقال الإداري الذي يعطي صلاحيات لإدارة السجون و محاكم التفتيش النازية الصهيونية صلاحيات تمديد الاعتقال لأشهر ولسنوات أحيانا للأسرى الذين أنهوا محكوميتهم بحجج واهية، بأنهم يشكلون خطرًا على الأمن الصهيوني في حال الإفراج عنهم.
لقد تصاعدت الهجمة الصهيونية على الحركة الأسيرة في السنوات الأخيرة نتيجة لصعود اليمين الفاشي الديني الصهيوني وتولي ايتمار بن غفير وزارة الأمن القومي الذي استخدم الوسائل الفاشية كافة، في قمع المناضلين الفلسطينين والتنكيل بهم وحرمانهم من الغذاء والدواء لفترات متفاوته ووضع أعداد كبيرة من الأسرى في غرف صغيرة، بحجة الاكتظاظ، وقام بتوسعة السجون في الأشهر الأخيرة لاستيعاب العدد الكبير من الأسرى بعد معركة طوفان الأقصى المقدسة، حيث بلغ عدد المعتقلين ما يزيد عن ٨٠٠٠ أسير، وقدم اقتراحًا يوم أمس، وبمناسبة يوم الأسير الفلسطيني اعتماد عقوبة الإعدام لحل مشكلة الاكتظاظ في السجون. إن العقلية الفاشية الصهيونية التي تدير المعتقلات النازية الصهيونية تسعى إلى ضرب الدور الطليعي الذي تشكله الحركة الأسيرة، خاصة بعد حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة عبر الاقتحامات اليومية لمدن وقرى ومخيمات الضفة والاعتقالات اليومية لأبناء الشعب الفلسطيني عدا عن الاعداد الكبيرة للمعتقلين الفلسطينين في قطاع غزة مما ينذر بكارثة كبيرة لحجم الأسرى والظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها نتيجة الاكتظاظ الهائل في المعتقلات الصهيونية.
إن أسرارنا الشهداء الأحياء طليعة أبناء شعبنا الفلسطيني يتعرضون لحملة فاشية ممنهجة تهدف إلى ضرب عصب النضال الوطني الفلسطيني ورأس حربة المقاومة الوطنية الفلسطينية، مما يستدعي أوسع حملة تضامن شعبي عربي ودولي للإفراج عنهم، لأنهم مناضلون وطنيون ومعتقلون سياسيون، وليسوا مجرمين، والمطالبة بتقديم إدارات السجون ووزارة الأمن القومي الصهيوني لمحكمة العدل الدولية بوصفهم مجرمي حرب وكشف الإجراءات النازية التي يقوم بها جيش الكيان الصهيوني بأجهزته الأمنية كافة، وإداراته ضد الحركة الاسيرة، والعمل لأوسع حملة للتضامن الجماهيري مع ابناء شعبنا الفلسطيني في باستيلات الكيان النازي الصهيوني.