تحقيقات

لبنان: أفواج الإطفاء بالمخيمات الفلسطينية مستعدة لطوارئ الحرب

العربي الجديد- انتصار الدّنّان
31-12-2023
بعد التهديدات التي أطلقها العدو الصهيوني بنقل المعركة من قطاع غزة إلى لبنان اتخذت أفواج الإطفاء في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تدابير لدعم عناصرها في تنفيذ المهام في حال استهداف تلك المخيمات.
يقول قائد مركز عين الحلوة في أفواج الإطفاء الفلسطينية بمخيمات لبنان تامر الخطيب لـ”العربي الجديد”: “احتمال تحوّل العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى لبنان وارد منذ بداية عملية طوفان الأقصى في غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأولى الماضي”.
ويشير إلى أن “مناطق عدة في جنوب لبنان تتعرض لاعتداءات يومية، لذا عقدت أفواج الإطفاء في المخيمات الفلسطينية اجتماعات كثيفة، وأحصت كل إمكاناتها البشرية واللوجستية، ثم وضعت خطة طوارئ تشمل كامل منطقة الجنوب، كي تستطيع فرقها تسخير كل الإمكانات المتوفرة في مخيمات صيدا وصور، وبعدها جرى تقسيم الفرق المكلفة تنفيذ مهام البحث والإنقاذ والإطفاء بحسب الخبرات الفردية للعناصر”.
يضيف الخطيب: “عندما بدأنا في العمل على وضع خطة الطوارئ، كانت قد حصلت مجزرة جباليا الأولى، فاستخدمنا سيناريو عملياتها بالنسبة إلى مهام الإنقاذ والبحث والإسعاف، والتي شملت الأماكن التي تدمرت بالكامل، وتلك التي تدمرت جزئياً، وأيضاً مهام إيصال الضحايا والمواطنين إلى أماكن الإيواء، والتعامل مع الجهات المختصة بالإيواء، وتأمين مقار آمنة وطرق سالكة لسيارات الإسعاف والطوارئ”.
ويوضح أنه “جرى توزيع المعدات الموجودة في فوجي عين الحلوة والبرج الشمالي، واكتشفنا ان المعدات قليلة وضعيفة في مخيم الرشيدية، وجرى تشكيل ثلاث فرق للإطفاء، وثلاث فرق للبحث والإنقاذ في عين الحلوة، وفريقين للإطفاء وآخرين للبحث والإنقاذ في البرج الشمالي. بالنسبة إلى مهام الإطفاء تحديداً، ستنفذها ثلاثة فرق موزعة على ثلاث سيارات إطفاء، ويضم فريق الإطفاء بين ثلاثة إلى خمسة عناصر، وفريق البحث والإنقاذ يتراوح العدد فيه بين 10 إلى 15 عنصراً، وأنشأنا فريقاً لوجستياً يتواجد عناصره في المركز، وقسّمنا الأولويات بالتنسيق مع الدفاع المدني اللبناني، والتي تشمل مخيم عين الحلوة ومخيم المية ومية، وبعدها مخيمات صور ثم محيطها إلى جانب محيط مخيمات صيدا”.
ويؤكد الخطيب أن “أفواج الإطفاء الفلسطينية في مخيمات لبنان لن تعمل في مجال الإسعاف الذي يعتبر خارج نطاق عملها، لكن في حال حدثت حرب شاملة، فسنتعاون مع الكل ميدانياً، فحينها ستتغير أجواء العمل، وترتيب المهام من مسؤولية غرفة العمليات، علماً أن كل العناصر والمعدات على أهبة الاستعداد، ويشرف مدير عمليات على المهام، وعناصر الفرق لا يعرفون من قائدهم، ويتبلغون بذلك في وقت الحدث على اعتبار أن هناك خطة بديلة دائماً”.
ويشير إلى أنه “في حال حدوث حرب، يجرى تبليغ الجميع، علماً أن فرق أفواج الإطفاء الفلسطينية ومخيمات لبنان في جاهزية دائمة، وهو أمر اعتادوا عليه طوال السنوات الأربع الأخيرة، خاصة في ظل التوتر الدائم بمخيم عين الحلوة، كما جرى وضع خطة لإخلاء المدارس بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والصليب الأحمر اللبناني، وكل عناصر مؤسسات المخيم خضعوا لدورات خاصة بتقديم إسعافات أولية، وتنفيذ خطط الطوارئ، وإخلاء المدارس، وأيضاً التعامل مع الحرائق، وهذا أمر مهم في الحرب”.
ويقول نائب مركز مخيم عين الحلوة في أفواج الإطفاء الفلسطينية، نعيم زيدان، لـ”العربي الجديد”: “أعددنا خطة طوارئ مع الهلال الأحمر الفلسطيني، وبقية الجمعيات في المخيم وفي مدينة صيدا، ونستطيع تنفيذ مهام الإطفاء والإسعاف، لكننا اتفقنا أن نعمل فقط في الإطفاء والبحث والإنقاذ، لأن 3 جمعيات أخرى تشتغل في الإسعاف، وباعتبار أن مخيم عين الحلوة مستهدف في كل الحروب، وضعنا خطة إنقاذ خاصة به، وقسمنا فرقنا إلى 3 فرق للبحث والإنقاذ، و3 فرق للإطفاء، في حين انقسمت فرق البحث والإنقاذ إلى ثلاثة فرق فرعية، الأولى الأكثر تجهيزاً تضم عناصر مدربين على التعامل مع المباني المدمرة كلياً، والثانية تعمل في مواقع الدمار الجزئي، والثالثة تتولى مساندة الفريقين الأول والثاني، وتنظم حركة سيارات الإسعاف وتسهيل عبور آليات الطرق والمعدات، وأيضاً قسّمنا فرق الإطفاء إلى ثلاثة تستخدم ثلاث سيارات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى