الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان تتقبل التعازي بالقائد الوطني الكبير اللواء أبو أحمد فؤاد
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
تكريمًا ووفاء للشهيد القائد الوطني الكبير اللواء داود مراغة ( أبو احمد فؤاد ) النائب السابق للأمين العام للجبهة الشعبية، وأحد أبرز القادة العسكريين للثورة الفلسطينية، تقبلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان التعازي بالراحل الكبير يوم الإثنين في 20 كانون الثاني 2025، بنقابة الصحافة – بيروت – الرملة البيضاء، بحضور قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، ولجنتها المركزية العامة والفرعية، والمناطق والكادر، وسفراء دول شقيقة وصديقة، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في لبنان، ووزراء ونواب سابقين وحاليين، وشخصيات اعتبارية ووطنية لبنانية وفلسطينية، وفصائل المقاومة، واللجان الشعبية الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية في لبنان وبيروت، ورؤساء أحزاب فلسطينية ولبنانية، وممثلين عن الاتحادات والنقابات العمالية والطلابية والنسوية، وإعلاميين ورجال دين ومؤسسات تقافية وتربوية واجتماعية، وأطباء ومهندسين، وحشود جماهيرية من مخيمات لبنان.
استهل التأبين بكلمة ترحيبية بالحضور، قدمها نائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان فتحي أبو علي، ثم كانت كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها نائب مسؤول الجبهة في لبنان، مسؤول العلاقات السياسية عبد الله الدنان، قال فيها: نلتقي اليوم في وداع قامة وطنية كبيرة، صاحبة إرث تاريخ ثوري ونضالي كبير، النائب السابق للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأحد أبرز القادة العسكريين للثورة الفلسطينية، الشهيد القائد الوطني الكبير اللواء داود مراغة (أبو أحمد فؤاد)، من قرية سلوان الوادعة القابعة عند أسوار مدينة القدس، المتاخمة للحرم القدسي الشريف، وفي العام 1942 أبصر النور، وتفتح وعيه على النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948، وشاهد بأم عينه مجازر وجرائم الاحتلال بحق أبناء شعبه، فحفرت عميقًا في وجدانه. ومنذ ريعان شبابه آمن بأن المقاومة وحدها هي الكفيلة باستعادة الأرض، والحقوق والثأر لدماء الشهداء، فالتحق منذ نعومة أظفاره في إطار حركة القوميين العرب، ومثّل نموذجًا للشباب المندفع المتحمس على طريق تحرير فلسطين، وكانت له إسهامات كثيرة في مسيرة الحركة وتطورها، حتى تاريخ تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ليتولى خلالها العديد من المهام والمسؤوليات الكفاحية، وتعرض للاعتقال والملاحقة، خطط وقاد العديد من العمليات العسكرية النوعية ضد العدو الصهيوني. كما شارك في معارك أيلول الأسود في الأردن، لينتقل بعدها إلى لبنان، ويساهم في بناء القواعد العسكرية الأولى للجبهة والثورة في جنوب لبنان، التي كانت منطلقًا للعمليات الفدائية الأولى ضد العدو الصهيوني.
قاد قوات الثورة الفلسطينية في منطقة صور في مواجهة الاجتياح الصهيوني عام 1978، وكان نموذجًا للقائد العسكري الميداني الصلب الذي رفض الانسحاب، وأصر على قيادة المقاومة حتى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وانسحاب قوات العدو الصهيوني حتى الشريط المحتل حتى العام 1982، واستمر مسؤولًا عسكريًا للجبهة، وكان له دور فعال في التصدي للاجتياح الصهيوني للبنان، حيث كان للجبهة شرف المساهمة في تأسيس وانطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وقاتلت تحت رايتها، وقدمت العديد من الشهداء والجرحى والأسرى في مواجهة الاحتلال ودفاعًا عن لبنان. انتقل بعدها إلى سوريا ليتولى مسؤولية الدائرة السياسية للجبهة، ولينتخب نائب للأمين العام للجبهة حتى المؤتمر الوطني الثامن، حيث تخلى عن موقعه نائبًا للأمين العام وعضوًا في المكتب السياسي للجبهة، التزامًا طوعيًا بنصوص النظام الداخلي وانسجامًا مع مسلكيته وأخلاقه الثورية الرفيعة، وإفساحًا في المجال أمام الأجيال الشابة لتحتل مكانها في قيادة الجبهة حتى تحقيق كامل أماني وطموحات شعبنا في التحرير والعودة.
وتابع، نلتقي اليوم في وداع رجلٍ آمن بالفكرة، وقاتل دفاعًا عنها حتى الرمق الأخير. من بين أزيز الرصاص كان يعبر حقول الموت، ثائرًا وقائدًا وحدويًا، عمل بكل جد وإخلاص من أجل تحرير أرضه ومستقبل شعبه. هو القائد الذي كان يرفض المساومة وأنصاف الحلول، والمؤمن بأن المقاومة بكل أشكالها، وفي مقدمها المقاومة المسلحة، هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين. لم تمنعه سنوات العمر من مواصلة كفاحه، واستمر في مشواره النضالي الطويل مسؤولًا لمكتب العلاقات العربية في الجبهة حتى تاريخ رحيله، في العاصمة السورية دمشق، ليوارى جسده الطاهر الثرى في جبانة شهداء فلسطين في مخيم اليرموك.
ونحن نودع اليوم قائدًا ورفيقًا عزيزًا وغاليًا، أحبه كل من عرفه وعمل معه، يحتفي شعبنا في كل أماكن تواجده، لا سيما شعبنا الصامد الصابر في قطاع غزة، بانتصار كبير تحقق في مواجهة جيش الاحتلال الصهيوني، بعد حرب إبادة وتطهير عرقي قلّما شهد التاريخ المعاصر مثيلا لها. فعلى امتداد أكثر من 15 شهرًا، استهدف خلالها جيش العدو الأطفال والنساء والشيوخ، ودمر المنازل والمستشفيات والمدارس ودور العبادة، وكل ما يمت للحياة الإنسانية بصلة. دماءُ وأشلاء، وجرحى ومعوقون، وجوعى وعطشى ونازحون، قَتَلَ وجرحَ عشرات الآلاف، ورغم كل ذلك، عجز العدو عن تحقيق أهدافه في القضاء على المقاومة وكسر إرادة شعبنا الذي خرج بشيبه وشبابه، بنسائه ورجاله وأطفاله، رافعًا رايات الحرية والانتصار رغم الألم والوجع.
471 يومًا من الصمود والثبات والعزيمة والإصرار، سطَّر خلالها شعبنا أروع ملاحم البطولة والفداء، واستطاعت المقاومة أن تلحق بجيش الاحتلال الهزيمة، وأن تمرغ أنف قادته وجنود العدو الصهيوني في وحل الهزيمة في شوارع وأزقة مدن وبلدات وقرى ومخيمات القطاع الحبيب. أكثر من 471 يومًا والمقاومة تواصل كيل الضربات النوعية لجيش الاحتلال وتلحق به أفدح الخسائر، حتى أُجبر على الخضوع لشروط المقاومة، والموافقة على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات، وإطلاق سراح الأسرى.
وأضاف، إننا في هذه الأيام المصيرية من تاريخ شعبنا وثورتنا، وفي الوقت الذي يلملم فيه شعبنا جراحه، نؤكد:
- إن هذا الإنجاز إنما تحقق بفضل صمود شعبنا وثباته، وببركة دماء الشهداء، وبفعل المقاومة الأسطورية لمقاتلي شعبنا، واستنادًا إلى دعم وتضامن كل الأحرار والشرفاء في أمتنا والعالم، ولا فضل لسواهم في هذا الإنجاز.
- نبارك لشعبنا هذا النصر، ونتوجه بالتحية إلى عوائل الشهداء، ونعاهدهم بأن دماءهم لن تذهب هدرًا.
- في الوقت الذي نبارك فيه لشعبنا ومقاومتنا هذا الانتصار، فإننا ندعو وبصدق كل قوى شعبنا إلى الوحدة الفورية، والتعالي عن كل الخلافات الفئوية والتنظيمية، وتوحيد الجهود في مواجهة الاحتلال، ونحذر من محاولة الاحتلال بث الفرقة، وإشعال الفتن بين مكونات شعبنا وقواه الحية، للنفاذ من خلالها إلى جبهتنا الداخلية، في محاولة لتحقيق ما عجز عن تحقيقه في الميدان.
- نؤكد التزام شعبنا ومقاومتنا بما تم الاتفاق عليه بضمانات الوسطاء، طالما التزم الاحتلال، ونحذر من محاولات التسويف والمماطلة، مؤكدين حق شعبنا في الرد على أي خرق أو اعتداء.
- اليوم التالي للحرب هو قرار فلسطيني بامتياز، ولا يحق لأي كان التدخل في رسم وتقرير مستقبل الشعب الفلسطيني، فمن قدم كل هذه الدماء والتضحيات هو وحده من يقرر مصيره ومستقبله.
- ملحمة طوفان الأقصى إنما هي معركة في سياق الحرب المفتوحة والصراع الوجودي مع الكيان الغاصب، وطالما بقي الاحتلال جاثمًا على أي شبر من أرضنا الفلسطينية، فإن المقاومة حق مقدس ومشروع، وستستمر مهما بلغ الثمن ومهما كانت التضحيات، حتى استعادة كامل حقوق شعبنا المشروعة.
- نعرب عن ارتياحنا أن يتزامن الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، مع الإعلان عن اتفاق ينهي الأحداث المؤسفة التي وقعت في مخيم جنين مؤخرًا بين أبناء الصف الواحد، ونؤكد ضرورة الوحدة في مواجهة الاحتلال، ونثمن دور كل القوى والفصائل، ورجال الإصلاح الذين ساهموا بالتوصل إلى هذا الاتفاق.
- نتوجه بتحية اعتزاز وإكبار إلى شركاء النصر في جبهات الإسناد، التي قدمت عظيم التضحيات إسنادًا لغزة، وتحية حب ووفاء لشهدائها من القادة والمقاومين، وإلى سيد شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان سماحة السيد حسن نصر الله، وعهدنا أن نحتفي وإياكم بالنصر قريبًا في ساحات ومدن وبلدات فلسطين من بحرها إلى نهرها.
- وختم قائلًا:” إلى صاحب الذكرى الرفيق القائد أبو أحمد فؤاد، نجدد لك ولكل شهداء شعبنا وأمتنا، ولكل من ارتقى شهيدًا في مواجهة الظلم والاحتلال والاستبداد والعدوان في هذا العالم عهد الوفاء بالاستمرار على ذات الدرب، لتحقيق كامل الأهداف التي قاتلتم من أجلها واستشهدتم في سبيلها. نرفع رايات الكفاح والمقاومة حتى التحرير والنصر، وشكر باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قيادة وكوادر ومناضلين الحضور، والشكر لكل من أبرق واتصل معزيًا بالشهيد الكبير أبو أحمد فؤاد.
- وكانت قيادة الجبهة قد تلقت سيلًا من برقيات التعازي بالفقيد الراحل الكبير أبي أحمد فؤاد من فصائل المقاومة الفلسطينية، واللجان الشعبية والأحزاب، والقوى الوطنية والاسلامية وشخصيات وطنية واعتبارية وأصدقاء الراحل .
كما تحدث كل من عضو القيادية السياسية في حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان الدكتور أيمن شناعة، وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان الحاج فتحي أبو العردات، و نائب مسؤول وحدة العلاقات الفلسطينية في حزب الله الشيخ عطالله حمود، عن مزايا الفقيد الكبير الراحل اللواء أبو احمد فؤاد، مقدمين التعازي للأمين العام للجبهة، وللجبهة الشعبية وقيادتها، وإلى رفاق واصدقاء الفقيد الراحل اللواء ابو احمد فؤاد .