أبرزأخبار الجبهة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤبن شهيدها الملازم سليمان الأحمد (أبو رضوان)

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان

لمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد الملازم سليمان الأحمد، شهيدًا على طريق القدس، تقبلت عائلة الشهيد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التبريكات باستشهاده، وذلك يوم الثلاثاء في 29\10\2024، في قاعة مسجد الموصللي، بمدينة صيدا، حيث حضر التأبين ممثلو الأحزاب والفصائل والقوى الفلسطينية واللبنانية، وممثلو اللجان والاتحادات والنقابات والفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والإعلامية، ورجال دين، وفاعليات بلدية، و وأعضاء في قيادة الجبهة بلبنان، وقيادة المنطقة، وكوادر الجبهة الشعبية والرفاق والرفيقات.

بداية، استهل الحديث الرفيق أحمد دوالي، مرحبًا بالحضور، متحدثًا عن المناسبة، ثم قرئت الفاتحة على روح الشهيد وأرواح شهداء المقاومة في فلسطين وغزة ولبنان، ثم كانت كلمة للأمين العام لاتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، تحدث فيها عن والد الشهيد الذي قدم ابنه الوحيد شهيدًا على طريق الشهادة، مشيرًا إلى أهمية الاستشهاد من أجل الوطن، وعن دور المقاومة في مواجهة المحتل المتغطرسـ التي تكبده الخسائر من خلال ضرباتها الضربة تلو الضربة.

ثم كانت كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها نائب مسؤول الجبهة في لبنان الرفيق عبد الله الدنان، قال فيها:” نحتفي اليوم بانضمام بطل من بلادي إلى قوافل الشهداء المنزرعين على امتداد الوطن، وفي كل ساحات وميادين الاشتباك، فنحن قوم لا نبكي الشهداء، ولا نرثو البطولة، نحتفي بالشهداء، لأننا نستمد من ذكراهم العزيمة والإرادة والإيمان، ولنجدد العهد والوعد لجماهير شعبنا الفلسطيني، وشرفاء أمتناـ وأحرار العالم بأننا ماضون على درب الشهداء، بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين، نواصل درب الكفاح والمقاومة، أوفياء للعهد والوعد، لن نتراجع ولن ننكسر مهما كانت التحديات ومهما بلغت التضحيات”.

كما عدد صفات الشهيد، قائلًا:” أيها الفدائي البطل والقائد الميداني العنيد، المشهود له بالاندفاع والانضباط الواعي في الميدان العسكري، كما في الميادين الحزبية والتنظيمية والجماهيرية. بالأمس زفيناك شهيدًا على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين، وكان الوداع مهيبًا بحجم الرحيل، وارينا جسدك الطاهر في تراب المخيم وديعة لحين العودة المظفرة إلى فلسطين، لكن ذكراك باقية خالدة في ذاكرة ووجدان كل من تعرف إليك.

وأضاف، تحديات صعبة، ومخاطر وجودية تمر بها قضيتنا ومنطقتنا، حيث تتواصل حرب الإبادة على شعبنا  في عموم الأرض الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، وفي شماله على وجه التحديد، حيث يسعى العدو لتفريغ الأرض من أهلها في أبشع حملة تطهير عرقي عرفها التاريخ الحديث، مستخدمًا لتحقيق أهدافه كل وسائل القتل والتدمير، والحصار والتجويع، وإبادة الحجر والشجر والبشر، وكل ما يمت للحياة الإنسانية بصلة، وفي لبنان يتواصل العدوان الهمجي الصهيو -أمريكي على شعب لبنان المقاوم، من قصف وتدمير ومحو للقرى والبلدات الجنوبية، ومجازر وحشية ترقى إلى مستوى جرائم الحرب وإبادة بحق الإنسانية، في ظل دعم وشراكة أمريكية استعمارية غربية، وتواطؤ وخذلان وصمت عربي رسمي مريب. ورغم كل ذلك، واختلال موازين القوى لصالح العدو الصهيوني المدعوم من كل قوى الإمبريالية العالمية ، ورغم امتلاكه لأحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيا واستخدامه لكل وسائل القتل، بما فيها المحرم دوليًا، فإن شعبنا في قطاع غزة ما زال متمسكًا بأرضه، يرفض الخنوع والاستسلام للإرادة الصهيونية، وما زالت المقاومة تواصل فعلها البطولي وتلحق بالعدوان أفدح الخسائر بين ضباطه وجنوده وآلته العسكرية، ورغم كل الدماء والتضحيات، رغم الدماء والأشلاء، غير أن شعبنا ومقاوميه الأبطال يرفضون الاستسلام ورفع الراية البيضاء.

وإزاء ما يحصل، فإننا نجدد الدعوة وبكل إلحاح، وأمام هذه المخاطر والتحديات، إلى قطع الطريق عما يُحاك لشعبنا وقضيتنا، ونجدد الدعوة إلى المبادرة فورًا لتنفيذ كل اتفاقات الوحدة الوطنية الفلسطينية، فالوقت من دم، والتاريخ لا يرحم. لقد آن الأوان للتعالي عن المصالح الفئوية والتنظيمية والشخصية، وإعلاء مصلحة شعبنا الوطنية، فشعبنا وقضيتنا بتاريخها وحاضرها ومستقبلها في خطر وجودي حقيقي، لنكن على قدر التحدي ونحفظ قضيتنا باعتبارها أمانة في أعناقنا وأعناق الأجيال القادمة.

ثم كانت كلمة عائلة الشهيد، ألقاها والده الرفيق عبد الكريم الأحمد، قال فيها:” صحيح أن الفراق صعب، وأن يقف الأب مؤبِّنًا نجله أمر صعب أيضًا، لكن عزائي أن سليمان ارتقى إلى المجد، شهيدًا دفاعًا عن أقدس وأعدل قضية عرفها التاريخ، دفاعًا عن شعبه وقضيته، لا سيما عن أبناء شعبنا في قطاع غزة، رمز البطولة والفداء. كان صعبًا عليه أن يتحمل مشاهد الخذلان والخنوع والانصياع للإرادة الصهيو-أمريكية. كان صعبًا عليه أن يشاهد هذا القدر الهائل من الوحشية والبطش والإجرام الذي يرتكبه جيش الاحتلال بحق أبناء شعبنا الآمنين العزّل، وما من نصير، إلا من ثلة مقاومة في محور مقاوم ممتد من طهران مرورًا ببغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وصولًا إلى غزة العزة والبطولة والفداء”.

اليوم أزف إلى العلا بطلًا صنديدًا، ورفيق درب وكفاح. ولد ونشأ وتربى على حب فلسطين، آمن بالمقاومة طريقًا للتحرير والعودة، فالتحق بكتائب الشهيد أبو علي مصطفى منذ بداية تشكيلها في لبنان، وكان له دوما شرف المرابطة مع إخوانه ورفاقه على الثغور عند الحدود الأمامية لفلسطين المحتلة، إلى أن نال أرفع وسام، وسام الشهادة على طريق القدس. فهنيئًا لي ولإخوتك ورفاقك بك، وهنيئًا لك الشهادة.

 واسمحوا لي أن اتقدم بأسمى آيات العز والافتخار، والوفاء والتقدير لإخوتنا المجاهدين، رجال المقاومة الإسلامية في لبنان، وهم يخوضون اليوم أشرس المعارك في مواجهة جيش الاحتلال، ويلحقون به الهزائم عند خط النار الأول على تخوم فلسطين المحتلة، التحية إلى السواعد المقاومة التي تدك مدن وبلدات ومغتصبات ومواقع وثكنات الجيش الصهيوني بنار الثأر المقدسة، كل العرفان والتقدير لشعبنا اللبناني المقاوم، لا سيما أبناء القرى الأمامية الذين قدموا وما زالوا التضحيات الجسام من أجل فلسطين ودفاعًا عن لبنان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى