حوار وشخصيات

المقاومة الفلسطينية لاتزال قادرة على إيقاع الخسائر بجيش الاحتلال على مساحة غزة كافة

وكالة مهر- حمزة البشتاويّ

أكد الكاتب والاعلامي “أ. حمزة البشتاوي”، أن ” المقاومة في قطاع غزة ما زالت تمتلك القدرات التي تمكنها من ايقاع الخسائر البشرية والمادية في صفوف جيش الاحتلال عبر عملها العسكري من فوق الارض ومن تحتها، وعملها ما زال يشمل كافة قطاع غزة من الشمال الى الوسط الى الجنوب”.

بعد مرور عام على الجرائم والابادة الوحشية واستمرار المجازر ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، ومواصلة العدو المجرم القصف المدفعي وتنفيذ نسف المنازل في مخيم جباليا، وسط مناشدات على الهواء مباشرة وجرائم علنية يحترق فيها الاطفال والنساء في مخيم النازحين على مرآى ومسمع من ضمير العالم النائم.

و من جهة أخرى لا تزال المقاومة تبدع في اذاقة العدو مرارة الهزائم، وتُسطِّر أروع انواع الملاحم العظيمة متسلحين بالايمان بالله وما أعدوه من قوّة.

نقاط متنوعة، ناقشتها مراسلتنا الأستاذة وردة سعد، مع، الكاتب والاعلامي “أ. حمزة البشتاوي”، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

لماذا عاد جيش الاحتلال الى فتح جبهة شمال قطاع غزة في هذه المرحلة وهل بدأ بتنفيذ سيناريو التهجير الكلي للسكان من هذه المناطق؟

بعد الفشل العسكري الكبير ورغم الدمار والابادة الوحشية، عاد جيش الاحتلال مجددا الى فتح جبهة الشمال بعد فشله على القضاء على المقاومة للقيام بعملية عسكرية هدفها تنفيذ ما يسمى ب “خطة الجنرالات” التي تقضي بإفراغ شمال قطاع غزة من السكان عبر التهجير ونسف ما تبقى من منازل وتهجير ما تبقى من السكان خاصة في بلدة ومخيم جباليا اضافة الى منطقة التراون والعتاترة وبيت لاهيا وبيت حانون عبر المزيد من القتل والتجويع والحصار الممنهج للمدنيين وعبر هذه الوسائل يريد بنيامين نتنياهو وجيش الاحتلال ان يهجر اهالي شمال قطاع غزة وحسم المعركة في شمال القطاع عبر تهجير السكان البالغ عددهم نحو ثلاثمئة الف نسمة ومن مساحة تشكل اربعين بالمائة من مساحة قطاع غزة، ولكن سكان شمال قطاع غزة يصمدون بشكل اسطوري ويؤكدون الفشل العسكري الكبير لجيش الاحتلال من خلال رفضهم للتهجير وصمودهم امام حرب التجويع والحصار، هم يتمسكون بالارض ويتمسكون بالبقاء في مواجهة هذا الاحتلال الذي لا يريد سوى الموت ولا يريد اهالي شمال قطاع غزة واهالي غزة سوى البقاء على قيد الحياة في ارضهم، وهم بذلك _اي التمسك بالبقاء_يفشلون هذه العملية العسكرية وكل اهداف الاحتلال.

توقف المراقبون كثيرا عند القدرات القتالية المستمرة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فبعد عام من حرب الابادة والتدمير الواسع للقطاع، تعود المقاومة لتضرب بقوة وتكبد العدو خسائر فادحة، كيف تقرأون المشهد العسكري في قطاع غزة على ضوء المواجهات الاخيرة ؟

لقد اصبح من الواضح بان المقاومة في قطاع غزة رغم مرور عام على الحرب ما زالت تمتلك القدرات التي تمكنها من ايقاع الخسائر البشرية والمادية في صفوف جيش الاحتلال عبر عملها العسكري من فوق الارض ومن تحتها، وعملها ما زال يشمل كافة قطاع غزة من الشمال الى الوسط الى الجنوب، كما ان المقاومة في المشهد الحالي اصبحت تعمل عبر مجموعات صغيرة وتنفذ العمليات بشكل مباشر ومن مسافة صفر من قبل مقاوم واحد او اثنين، ويواجه جيش الاحتلال ايضا من جبهة الشمال مع لبنان على يد رجال المقاومة في لبنان احباط عبر الجبهتين احباط وارهاق شديد جراء الحرب، وتصميم المقاومة على القتال من جبهة صفر واستخدام المقاومة في المواجهة بالشكل الحالي تكتيكات عسكرية مرنة تكبد العدو الخسائر بضربات موجعة ومفاجئة تؤكد على مسألتين: الاولى استنزاف جيش الاحتلال، والثانية القدرة على الاستمرار بالمقاومة والمواجهة.

لم يستطع العدو تحقيق اي انتصار حقيقي في قطاع غزة رغم كل التوحش الذي مارسه ضد الحجر والبشر. فعلى ماذا يراهن العدو اذن في مواصلة العدوان وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين في القطاع ؟

رغم التوحش والابادة والتدمير للبشر وللحجر، وعمل الاحتلال وسعيه الى جعل قطاع غزة مكانا غير قابل للعيش ورأينا كيف انه خلال عام من العدوان قتل ما يزيد عن 42 الف فلسطيني وجرح ما يزيد عن مائة الف، ويحاول الاحتلال الاستمرار في العدوان من اجل الاعلان عن فوزه في معركة، رغم خسارته للحرب ويسجل اليوم داخل صفوف جيش الاحتلال العديد من المشاكل التي تنتاب المستوى العسكري والسياسي، وهذه المشاكل نراها من خلال محاولة الهروب من الفشل من تحقيق اهداف الحرب، ومن أسباب مواصلة العدوان هو عدم الذهاب نحو صفقة، هو لا يحقق اهدافه وما زال يرصد الذهاب نحو صفقة لوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى لان نتنياهو واليمين الاكثر تطرفا في كيان الاحتلال ما زال يسعى لربح تكتيكي رغم الخسائر الاستراتيجية، وما زالوا يعتبرون بعد عام من الحرب بأن نهاية هذه الحرب اصبحت تعني نهاية مستقبلهم ومصيرهم الشخصي والسياسي، ويعتقدون بأن الكيان بوضعه الحالي ينتظره ما بعد الحرب صراعا داخليا كبيرا على المستوى السياسي والاجتماعي، عملية التأخير هي عملية التأخير لانهاء الهزيمة وليس هناك قدرة على تحقيق ما يسموه النصر.

ودّع الفلسطينيون عاما من العدوان الوحشي غير المسبوق على قطاع غزة، ما هي الدروس التي يمكن تسجيلها في سجل الشرف والبطولة لهذا الشعب وهذه المقاومة وهما يدخلان العام الثاني من المواجهات بكل صلابة واستعداد للتضحية؟

بعد انتهاء عام على العدوان ودخوله العام الثاني هناك الكثير من الدروس، وكل يوم يقدم الشعب الفلسطيني حصة جديدة من دروس الصمود والمقاومة البطولية التي يقدمها الناس ومقاومتهم، وهم أكدوا اي المقاومين والناس في قطاع غزة بأن الاحتلال رغم الدعم الكبير من قوى الاستكبار بالاساطيل البحرية والجوية وكافة انواع الاسلحة والعتاد، هذا الكيان فعلا كما قال سيد الشهداء على طريق القدس سماحة السيد حسن نصر الله بأنه أوهن من بيت العنكبوت، ولذلك هو ما زال بعد مرور أكثر من عام على العدوان يستدعي المزيد من الحماية الاميركية والغريية، وما زال يستمر بالقصف والاعتداء على المدنيين وعلى المستشفيات والمدارس والجوامع بمواجهة الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الذي يشير بصموده اليوم من تحت الركام ومن تحت حطام المنازل بأن اجيالا قادمة ستكون اكثر اصرارا على مقاومة الاحتلال وسوف تقدم الاجيال الحالية والاجيال القادمة دروس جديدة في الصمود والتحدي رغم الخذلان العربي والغربي، اعتقد ان الدرس الاهم الذي يقدمه اهل غزة هو ايمانهم المطلق وقناعاتهم الكاملة بحتمية الانتصار على القتل والحصار والدمار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى