مروان عبد العال لـ”الهدف”: نتنياهو يريد إدخال الدم الفلسطيني في صندوق المزايدات الصهيونية

شن جيش الاحتلال الصهيوني، فجر اليوم الثلاثاء، سلسلة غارات عنيفة استهدفت منازل المدنيين في مناطق متفرقة من قطاع غزة، في أول تصعيد عسكري واسع منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وانقلب الاحتلال الصهيوني على الاتفاق الذي أبدت فيه المقاومة الفلسطينية التزاماً جدياً في كل بنوده، وعملت على تثبيته، في الوقت الذي استمر فيه الاحتلال في التلكؤ من استحقاقاته والتوسع في خرقه، بدعم وضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب.
قصف مكثف وواسع، دمار وجرائم كبيرة، كتبت صفحة جديدة في كتائب الإبادة الذي بدأته “إسرائيل” في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين أول من العام 2023، راح ضحيته حتى اللحظة ما يقرب من 430 شهيداً.
في هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق مروان عبد العال لـ”بوابة الهدف”، إنّ العودة للابادة تتحملّه حكومة الاحتلال المجرمة، وذلك في الوقت الذي تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية في قطاع غزّة دون أيّ تدخلٍ جديٍّ يضع حدّاً لها.
وأضاف عبد العال: “من المعروف أنّ نتنياهو وافق على صفقة التبادل متردّداً والضغط الأمريكي الذي مارسته واشنطن وإدارة ترامب كان حاسمًا في دفعه للموافقة، مما ساهم في تسريع الوصول إلى الاتفاق، كما أوضح أنّه ليس مفاجئاً أن يعود نتنياهو للحرب، فوقف إطلاق النار لا يعني بالنسبة له نهاية للحرب، بل بداية لمرحلة جديدة تتطلب حرب تحقيق الفرص.
وحول مستقبل العدوان والمفاوضات، بيّن عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أنّ الانقسامات “الإسرائيلية” تعرقل أيّ تقدم، مما يطيل أمد العدوان، مشيراً في هذا الإطار إلى أنّ العقبة الرئيسية التي لم يستطع نتنياهو تحملها هو الدخول بالمرحلة الثانية، وعملية المماطلة والتسويف التي يجريها هي لتأجيل الدخول بهذه المرحلة، التي تعني نهاية الحرب.
ورأى عبد العال أنّ دخول المرحلة الثانية سيفتح على نتنياهو الجحيم أمام المزايدين عن يمينه الذي يعتبرونه قد هُزم ورضخ للصفقة، او عن يساره الذين سيثبتون فشله في تحقيق أهداف الحرب بالقوة، وكما تمثّل بانسحاب بن غفير من الحكومة ودخول ساعر وتهديد وزراء آخرين، وخاصة بالأزمة الحالية التي تتفاقم بعد تلويحه باقالة رئيس جهاز الشاباك، لافتاً إلى أنّ نتنياهو قرّر الهروب للأمام بالحرب، وإدخال الدم الفلسطيني في صندوق المزايدات الصهيونية.
وبشأن آخر ما عُرض على فصائل المقاومة من الوسطاء، وموقفها ممّا تمّ عرضه، قال الرفيق مروان عبد العال، إنّ ما عُرض هو تسليم جثامين 4 أسرى من مزدوجي الجنسية، بالإضافة إلى الأسير الأمريكي “آيدان ألكسندر”، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين وفق التوافق مع الوسطاء، ولكن كل ما يطرح لا يصل إلى التزام بتنفيذ المرحلة الثانية التي تشمل: ترتيب وقف إطلاق النار. انسحاب الاحتلال من قطاع غزة. وإطلاق سراح باقي الأسرى خلال مدة أقصاها 50 يومًا. وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية فورًا. واستمرار تنفيذ بنود المرحلة الأولى، بما يشمل: تطبيق البروتوكول الإنساني بالكامل. وقف العمليات العسكرية. وإعادة تأهيل المستشفيات والبنية التحتية المدمرة.
وحول المرونة التي أبدتها المقاومة الفلسطينية خلال المفاوضات، أشار عبد العال إلى أنّ التنازل والمرونة أمر قرأه الاحتلال بشكلٍ خاطئٍ، واليوم يمارس الضغط بالنار، ليدفع المقاومة إلى تقديم تنازلات، وإن قامت بالتنازل، سيضغط أكثر لتحقيق المزيد مما عجز عنه بالمفاوضات، لكنه حتما يخطئ التقدير.