أنشطة

الذكرى الـ 42 لمجزرة صبرا وشاتيلا على وقع اشتباكات الجنوب

العربي الجديد

لا تزال مجزرة صبرا وشاتيلا حاضرة في أذهان الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء. وتقام أنشطة سنوية لعدم نسيان هول هذه الجريمة، على الرغم من مرور 42 عاماً على حدوثها. وتتزامن هذا العام مع الاشتباكات على الحدود الجنوبية

تتزامن ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي شهدها لبنان في 16 سبتمبر/أيلول عام 1982 بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مع الأوضاع الأمنية المتوترة جنوبي البلاد، في ظل استمرار الاشتباكات مع العدو الإسرائيلي. وإحياءً للذكرى الـ 42 للمجزرة، أعلنت لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا”، بفرعيها في لبنان وإيطاليا، عن سلسلة أنشطة فنية وثقافية وحوارية ستقيمها على مدى أسبوع كامل يمتد من 16 إلى 21 الجاري، في مختلف المناطق اللبنانية.
وجاء إعلان أنشطة أسبوع “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا”، خلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنة في مبنى جريدة السفير في بيروت، استهل بترحيب من أحمد سلمان، نجل ناشر جريدة “السفير” الراحل طلال سلمان، على أن تصل الوفود الأجنبية المشاركة من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وسويسرا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها من البلدان، بعد غد الأحد.
ويوضح رئيس “مؤسسة عامل” كامل مهنا، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن “اللجنة تحيي ذكرى المجزرة منذ نحو 12 سنة بمشاركة وفود أجنبية (حوالي ثمانين مشاركاً)، غير أن العدد أقل هذا العام بسبب الوضع الأمني في لبنان وصعوبة إيجاد رحلات طيران مع إلغاء وتعديل الكثير من الرحلات”.
ويكشف أن الأسبوع المخصص للذكرى “سيتضمن زيارة المخيمات الفلسطينية ومدافن الشهداء، بالإضافة إلى إقامة معرض لإحياء المناسبة في مبنى مؤسسة عامل. كما نخطط لإنشاء متحف ومركز دراسات في نفس الأرض التي تضم مدافن صبرا وشاتيلا، على أن يضم مقتنيات الشهداء وما بقي من أثرهم، وكل ما له علاقة بالمجزرة”.

من جهته، يستعرض منسق لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا” ـ فرع لبنان، قاسم عينا، برنامج الأسبوع المخصص لذكرى المجزرة، قائلاً: “تتضمن الأنشطة زيارة مثوى شهداء المجزرة في مخيم صبرا وشاتيلا في بيروت، ووضع إكليل من الورد، وجولة في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ووضع أكاليل عند أضرحة الشهداء، ناهيك عن اللقاءات مع أهالي ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا وأحد الناجين من المجزرة وأحد الشهود عليها، بالإضافة إلى محاضرات ثقافية مع صحافيين ومحامين وحقوقيين حول المواقف العربية والدولية بشأن حرب الإبادة في غزة وانتهاكات حقوق الإنسان ومجازر العدو الصهيوني، إلى جانب التطرق للعلاقات اللبنانية – الفلسطينية”.
يضيف: “سيتم كذلك وضع إكليل ورد على ضريح الكاتب الراحل طلال سلمان، وزيارة السفارة الفلسطينية في لبنان، ولقاء السفير أشرف دبور وقيادة الفصائل الفلسطينية، عدا عن لقاءات مع فعاليات سياسية وحزبية وبلدية، وزيارة عدد من الأماكن الأثرية، وعرض فيلمَين هما أطفال شاتيلا وخيوط السرد”. ويشير إلى أنه “سيُقام حفل موسيقي ومسيرة بالمناسبة، بالإضافة إلى الاحتفال الرسمي بالذكرى في 20 الجاري، وزيارة مشغل التطريز الفلسطيني في مخيم مارالياس (بيروت)”.

ويقول منسق اللجنة لـ”العربي الجديد”، إن “الأنشطة هذا العام لن تشمل زيارة الحدود اللبنانية الجنوبية بسبب الحرب القائمة، علماً أننا كنا نلتقي أهالي الجنوب ونحيي معهم ذكرى المجزرة كل عام”.
بدوره، يعرب الكاتب والصحافي نصري الصايغ، في حديثه لـ”العربي الجديد”، عن خشيته من “الاعتياد على المجازر، إذ ليس المهم فقط أن نتذكر ما حدث، إنما نحفظه ونستذكره دائماً، لأن الشعوب الحيّة هي التي ترى مآسيها وتحملها معها. ليس المهم الاحتفاء بالكلام، بل بالعمل، كونه الأبقى”. يتابع: “علينا أن نُبقي الذاكرة حيّة وليس فقط في زمن المناسبة، وألا تكون صبرا وشاتيلا العنوان الوحيد للحزن على الشهداء، لأن صبرا وشاتيلا أصبحت متعددة الأماكن والسنوات. فمنذ تاريخ المجزرة ولغاية اليوم، ارتكبت إسرائيل مجازر عديدة، لكن يجب ألا ننسى كذلك المجازر بحق عدد من الشعوب العربية من قبل أنظمة مستبدة لا تقيم وزناً للإنسان ولا لفلسطين على الإطلاق”.

ويرى الصايغ أن “بعض الشعوب العربية مداسة وممنوعة من إعلاء الصوت تجاه القضية الفلسطينية، وإلا تلقى عقوبة أقسى من عقوبة إسرائيل”. ويقول: “نجد فلسطين بمفردها اليوم، ليس لأن الشعوب العربية تخلت عنها، بل لأن هذه الشعوب ممنوعة من قبل أنظمتها ورؤسائها وملوكها من لفظ كلمة فلسطين”.
يشار إلى أن مجزرة صبرا وشاتيلا ارتكبها الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي والقوات اللبنانية (الجناح العسكري لحزب الكتائب) ضد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا، واستمرت بين 16 و18 سبتمبر 1982. وصنفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ما حدث في صبرا وشاتيلا ضمن “جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى