الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في صيدا تحيي الذكرى الـ 23 لاستشهاد أمينها العام “أبو علي مصطفى”
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
دعما لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، والضفة، والقدس، وبمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد فارس الشهداء الأمين العام “أبو علي مصطفى”، أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في صيدا مسيرة جماهيرية، انطلقت من مخيم عين الحلوة إلى مقبرة درب السيم، وضع في نهايتها إكليل من الزهور على النصب التذكاري للشهداء، وذلك يوم الأربعاء في 28/8/2024 ، تقدمها حملة الإعلام ، وقيادة فصائل العمل الوطني و الإسلامي اللبناني والفلسطيني، واللجان الشعبية، واتحاد نقابات عمال فلسطين، والقوة الفلسطينية المشتركة، وقيادة الجبهة في منطقة صيدا وكوادرها و حشد جماهيري .
بعد الترحيب بالحضور، والحديث عن المناسبة التي قدمها سليمان الأحمد، والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وصاحب الذكرى .
وكانت كلمة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها مسؤولها في صيدا سعيد أبو ياسين، قال فيها:” في السابع والعشرين من شهر آب يصادف ذكرى استشهاد الرفيق القائد والمناضل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “أبو علي مصطفى”، الذي كان أول قيادي من الصف الأول يستشهد على يد جيش الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى.
لقد عاد الرفيق أبو علي مصطفى عام 1999 إلى أرض الوطن، حيث باشر بتشكيل الجهاز العسكري للجبهة مجسدًا استراتيجية الجبهة، بنهجها المقاوم، ومقولته الشهيرة “عدنا لنقاوم وعلى الثوابت لا نساوم”، ففعل العمل الكفاحي المقاوم ضد الاحتلال، ونحن اليوم في ظل المواجهة المحتدمة بين شعبنا ومقاومته من أكثر من أحد عشر شهرًا في قطاع غزة، وضخامة التضحيات التي يقدمها شعبنا الحاضن للمقاومة، من استهداف كل شيء البشر والحجر والبنية التحتية في جرائم لم يعرفها العالم من قبل. إنها حرب إبادة وتصفية عرقية، وفي ظل تقاعس المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، ويأتي هذا العدوان بعد 17 عامًا من الحصار، في ظل صمت مطلق، ويستمر هذا العدوان بمجازر وإبادة جماعية وسياسات الاغتيالات، ومنها اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية والقائد فؤاد شكر، فضلًا عن عمليات الاغتيالات والقتل في الضفة الغربية، هي مقدمة لتهجير شعبنا وتهويد القدس، ولم يهتز العالم لأكثر 140 ألف ضحية، ويزيد جلهم من النساء والأطفال فضلًا عن سياسة التجويع، كل هذا يأتي ضمن المؤامرات لتصفية قضيتنا الوطنية، وسط تحديات غير مسبوقة تبدأ بالاستهداف السياسي للأنروا، ولا ينتهي بالعجز المالي المفتعل من قبل الإدارة الامريكية وحلفائها، وشيطنتها من قبل العدو وأعوانه في ظل مواصلة العدوان الهمجي على قطاع غزة.
لقد كشفت حرب الإبادة الحصار المفروض على غزة صورة الغرب الحقيقية، وبددت كل الادعاءات المعلنة لتلك الأنظمة التي لطالما تبجحت أن نظامها السياسي قائم على القانون، والدفاع عن حقوق الإنسان.
إن شعبنا العظيم ناضل ويناضل حتى تحقيق أهدافه في التحرير والعودة. إن أقصر الطرق لتحرير فلسطين هي المقاومة، والوسيلة الوحيدة لكنس الاحتلال، ومن يعتقد أن متاريسنا انهارت نقول مازالت باقية، ورصاص مقاومتنا كثر وبنادقنا لم تصدأ بعد. إن شعبنا يستحق منا كل الثناء والفخر والاعتزاز، وبأن نحفظ تضحياته ونضاله.
كما نتوجه لأسرانا البواسل عشاق الحرية، ورغم عملية البطش، والإجراءات التعسفية، ورغم كل ذلك لم ولن تنال من عزيمتكم، وإن موعدكم مع الحرية لقريب.
إننا نحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن حياة الأسيرة الرفيقة خالدة جرار، وحياة جميع الأسرى، ونتوجه لجرحانا، وعهدنا لهم أن نبلسم جراحهم النازفة، وأن يكونوا عنوان عزتنا، وإلى الشهداء:” أنتم مشاعل تضيء لنا الطريق، نسير على ذات الدرب، نحفظ الوصية حتى ننال الحرية، وتحقيق أهداف شعبنا بالحرية والتحرير والعودة. علينا حفظ هذا الدم، فشعبنا ومقاومته الموحدة في الميدان، من خلال صموده، رغم معاناته، ودماؤه يبقى يقول دمنا وحياتنا فداء للمقاومة.
وأمام كل هذا، المطلوب من القيادة السياسية توحيد الرؤية، وصون هذه التضحيات واصدار قرارات تنفيذية لكل ما اتفق عليه في اللقاءات والحوارات، وآخرها لقاء بكين، والمطلوب أمن وأمان وحماية مخيماتنا في الشتات، وأن نكون كمرجعية على قدر المسؤولية، في ظل استهداف قضيتنا والعمل على تصفيتها.
إن حكومة التطرف ما زالت توغل بدماء شعبنا، وتماطل بوقف الحرب، وبدعم أمريكي شريكًا للحرب. إن ما تحاول به الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة.
كما في كل المراحل هو سعي متجدد لتحقيق أهداف الكيان لوسائل الخداع والمناورات والمفاوضات، بعد عجز جيش الاحتلال في الميدان، رغم المجازر والإرهاب وكشف مدى وحشية الصهاينة، كشفت أيضًا خداع وإرهاب أميركا، والغرب حتى الإفلاس الأخلاقي، وكشفت العجز الرسمي العربي، لكن أروع وأبهى ما كشفته هذه الحرب الصفحات الخالدة التضحية والصمود، والشرف الفلسطيني.
تحية إلى مقاومتنا الباسلة، ومحور المقاومة وأحرار العالم. المجد والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية لأسرانا البواسل.