أبرزأخبار الجبهة
افتتاح مركز صبري الميعاري التطوعي في صيدا وكلمة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
لمناسبة الذكرى ال 18 لانتصار تموز عام 2006 ، و تضامنا و اسنادا لقطاع غزة و الضفة، و جنوب لبنان، و اليمن ، أقامت الجبهة الاجتماعية حفل افتتاح مركز صبري المعياري التطوعي، في منطقة الفوار في صيدا، وذلك اليوم الخميس الموافق في 15/8/2024.
حضر الافتتاح مسؤول الجبهة الشعبية في صيدا سعيد أبو ياسين و قيادة الجبهة والكادر، و عضو المجلس السياسي الحرس القومي عبدالله حمود، و فصائل العمل الوطني و الإسلامي اللبناني و الفلسطيني، و عدد من المشايخ و الشخصيات، و الجمعيات الأهلية و الصحية، و أجهزة الإسعاف في الجمعيات، و حشد نسائي و جماهيري.
وقد شددت الكلمات على الوحدة و المقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني، و انتزاع الحقوق الوطنية و القومية و تحرير فلسطين، والأراضي العربية المحتلة كافة، مع تأكيد إعطاء البعد الاجتماعي، و الإغاثي، و الصحي الأهمية اللازمة، لدعم صمود الحاضنة الشعبية لقوى المقاومة، وأكد المتحدثون أن النصر ات لا محالة مهما كانت التضحيات كبيرة، كما وجه الخطباء التحية للشعب الفلسطيني الصامد المقاوم في قطاع غزة، و الضفة، و لأبناء جنوب لبنان و اليمن، و التحية لأرواح الشهداء، و الجرحى، و للأسرى، و لكل الأحرار في العالم .
وكانت كلمة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها عضو اللجنة المركزية العامة، و مسؤولها في لبنان هيثم عبده قال فيها:”
أصحابُ الدعوةِ السادةُ الجبهةُ الاجتماعية،
عائلةُ المرحوم صبري الميعاري،
الحضورُ الكريمُ جميعاً كلٌ باسمِهِ وصفتِه وبما يمثل،
من عبقِ نصرِ تموز قبل 18 عاماً، الى مجدِ ملحمةِ البطولةِ والكبرياءَ – ملحمةُ طوفانِ الأقصى – سنواتٌ وأيامٌ وليالٍ مرت، ومسيرةٌ تعمَّدتْ بالدمِ والدموعِ والآهات، وإيمانٌ وصبرٌ وصمودٌ وثبات، مسيرةُ كفاحٍ ومقاومةٍ تمتدُ جذورُها الى بداياتِ نشوءِ المشروعِ الصهيونيِ الإستعماريِ الغربيِ، ومخططاتِهم لإنشاءِ وطنٍ قوميٍّ لليهودِ على ارضِ فلسطينَ التاريخيةِ، منذُ ذلك الوقت والشعبُ الفلسطينيُ يحملُ صليبَهُ على كتفِهِ ويمضي على طريقِ الجُلجُلةِ متجاوزاً كلَّ الحواجزِ والعوائقَ والصعوباتِ، ويقدمُ في سبيلِ تحقيقِ أهدافِه كلَّ غالٍ ونفيسٍ، لم تهنْ إرادتُه، ولم تنكسرْ عزيمتُه، وبقيَ كالطودِ الشامخِ واقفاً يتحدى الأعاصيرَ، ويسجلُ على مدى الزمنِ ملاحماً من البطولةِ والفداءِ والكبرياء.
نلتقي اليومَ بمناسبةِ الذكرى 18 لانتصار تموز عام 2006، بعد أكثرَ من 33 يوماً ارتكبَ خلالَها العدوُ الصهيونيُ عشراتِ المجازرِ الوحشيةِ بحقِ الأطفالِ والنساءِ والشيوخ، ودمرَّ مدناً و قرىً وبلداتٍ ومؤسساتٍ وبنىً تحتيةً، على امتدادِ الأرضِ اللبنانيةِ لاسيما في الجنوبِ والبقاعِ الغربي، وفشلَ العدوُ في تحقيقِ أيٍ من أهدافِه التي أعلنَها منذُ اليوم الأول لعدوانِه على لبنان، واستطاعَ الشعبُ اللبنانيُ البطلُ ومقاومتُه الباسلةُ أن يلحقَ هزيمةً نكراءَ في جيشِ العدوِ مازال يتجرعُ مرارتَها حتى اليوم.
وفي هذه المناسبةِ العظيمةِ والعزيزةِ على قلوبِ كلِ الشرفاءَ والأحرارَ والمقاومينَ في أمتِنا والعالم، وفي رحابِ هذه الذكرى المباركةِ، وإيماناً بتكاملِ أشكالِ المقاومةِ، نتشرفُ اليومَ بالمشاركةِ في افتتاحِ صرحٍ اجتماعيٍ في هذه المدينةِ المقاومةِ، مدينةُ صيدا بوابةُ الجنوبِ المقاومِ. ولنا كلُ الثقةِ بأن هذا الصرحَ الذي يحملُ اسمَ المرحومِ صبري الميعاري التطوعي سيمثلُ إضافةً نوعيةً جديدةً في مسارِ العملِ الإجتماعيِ في المدينةِ والجوار، بما يكرِّسُ أهميةَ العملِ الإجتماعيِ في مسيرةِ المقاومةِ أمامَ التحدياتِ المصيريةِ التي تواجهُ شعوبَ منطقتِنا.
أحدَ عشرَ شهراً وحربُ الإبادةِ التي يشنها كيانُ الاحتلالِ بقيادةٍ ومشاركةٍ وتواطؤٍ أميركيٍ غربيٍ إستعماري، وخذلانٍ وهوانٍ عربيٍ رسميٍ، والمذبحةُ مازالت فصولُها متواصلة. سيلٌ من الدماءِ، وأكوامٌ من الأشلاءِ، وإبادةٌ لكلِ مظاهرِ الحياةِ في قطاعِ غزةَ، لم يُبْقِ العدوانُ لا بشراً ولا شجراً ولا حجراً، هدفُهُ محوُ غزةَ عن وجهِ الأرضِ. وتأبى غزةُ ويأبى شعبُ غزةَ برجالِهِ ونسائِهِ وأطفالِهِ وشيوخِهِ، وتأبى المقاومةُ إلا أن تقولَ بالدمِ والصمودِ رغمَ الدموعِ والآلامِ والآهات. إنَّا باقون هنا على هذه الأرضِ مهما ارتكبْتُم من مجازرَ فالأرضُ لنا، والتاريخُ لنا، والحاضرُ والمستقبلُ لنا، ولا مكانَ لكم على هذه الأرض.
إننا وفي ظلِ استمرارِ هذا العدوان، وأمام صمودِ وبسالةِ شعبِنا ومقاومتِه، وأمام ما يجري تداولُه عن استئنافِ مفاوضاتِ وقفِ إطلاقِ النارَ في الدوحة. واستناداً للمثلِ الشعبيِ الشائع (مين جرب المجرب، عقله مخرب) فإننا نؤكدُ ما يلي:
1- إن المقاومةَ الفلسطينيةَ حريصةٌ كلُ الحرصِ، وهي تؤكدُ على مطلبِ الوقفِ الفوريِ والشاملِ للعدوان، وقد أبدتْ على مدى الأيامِ والشهورِ الماضيةِ، كلَ مرونةٍ ممكنةٍ وقدَّمتْ في سبيلِ تحقيقِ ذلك أقصى ما لديها، وثبتَ بالملموسِ للقاصي والداني أن حكومةَ الإحتلالِ وبتواطؤٍ أمريكيٍ هي من تعرقلُ التوصلَ الى صفقةِ وقفِ إطلاقِ النارِ وتبادلِ الأسرى.
2- لقد أبدت المقاومةُ الفلسطينيةُ تنازلاً كبيراً، حين أبدتْ موافقتَها على مبادرةِ الرئيسِ الأمريكيِ بايدن، وعلى قرارِ مجلسِ الأمنِ الدولي، الذي ينصُ على وقفِ إطلاقِ النارِ رغمَ كلِ ما يحملُه من ظلمٍ وجحافٍ بحقِ شعبِنا وقضيتِنا. وأبدينا حسنَ النوايا وكنا وما زلنا صادقين في التزاماتِنا، وما على الإدارةِ الأمريكيةِ والوسطاءَ إلا أن يفرضوا إرادتَهم وإرادةَ المجتمعِ الدوليِ على الحكومةِ العنصريةِ الصهيونيةِ، وإلزامِها بتطبيقِ ما تم الإتفاقُ عليه سابقاً، فطريقُ الحلولِ باتت واضحةً ولم تعدْ بحاجةٍ الى مزيدِ من التسويفِ والمماطلةِ بهدفِ كسبِ الوقتِ، وكلُ ذلك على حسابِ أبناءِ شعبِنا.
3- المقاومةُ مازالت بخير، ومازال في جعبتها الكثير، وواهمٌ كلُ من يظنُ أن المقاومةَ فقدتْ المبادرة، فهي وبعد أحدَ عشرَ شهراً مازالت قادرةً على الصمودِ وإلحاقِ الخسائرَ في جيشِ الاحتلالِ، ومازالت قادرةً على أن تقصفَ تلَ أبيب انطلاقاً من على بعدِ أمتارٍ من مقرِ قيادةِ فرقةِ جيشِ الاحتلالِ في خانيونس.
4- اليومُ التالي للحربِ قرارٌ فلسطينيٌ بامتياز ولن نسمحَ بأيِ وصايةٍ أو تبعيةٍ أو سيطرةٍ عربيةٍ أو دوليةٍ، وإن أهلَ غزة الذين قدَّموا عشراتِ الآلافِ من الشهداءَ والجرحى، ودُمِّرت بيوتُهم ومؤسساتِهم هم أصحابُ الحقِ الشرعيِ والوحيدِ بتقريرِ مصيرِهم بأنفسِهم.
5- على المستوى الفلسطينيِ الداخليِ، نشددُ على ضرورةِ البدءِ الفوريِ بوضعِ آلياتٍ تنفيذيةٍ وبرنامجٍ زمنيٍ لما تمَ الاتفاقُ عليه في لقاءِ بكين للمصالحةِ الفلسطينيةِ، والاتفاقُ على استراتيجيةٍ موحدةٍ للتصدي للعدوانِ وإفشالِ أهدافِه.
6- ندعو جماهيرَ أمتِنا وأحرارَ العالمِ لتصعيدِ فعالياتِهم التضامنيةِ وبمختلفِ الأشكال.
7- نثمنُ عالياً دورَ قوى محورِ المقاومة، الممتدِ من طهرانَ الى غزةَ، مروراً ببغدادَ ودمشقَ وصنعاءَ وبيروت.
8- نتوجهُ بتحيةِ اعتزازٍ وإكبار، ونترحمُ على أرواحِ شهداءَ محورِ المقاومةِ لاسيما الى شهداءِ المقاومةِ اللبنانيةِ، والشعبِ اللبنانيِ الشقيق، والى أبناءِ القرى الأماميةِ من خط ِالمواجهةِ الذين دُمرَتْ بيوتُهم وممتلكاتُهم وأرزاقُهم، ونعاهدُهم بأن شعبَ فلسطينَ شعبُ الوفاءِ للقيمِ والمُثُلِ النبيلةِ لن ينسى لكم وقفتَكم وتضامنَكم واحتضانَكم للقضيةِ الفلسطينيةِ منذ عام 1948 حتى اليوم. ولن ينسى لكلِ شرفاءِ أمتِنا وأحرارِ العالمِ ما قدَّموه من أجل فلسطينَ وشعبِها.
ختاماً نباركُ لشعبِنا اللبنانيِ الشقيق، ولمقاومتِه الباسلةِ انتصارَ تموز، يومَ انتصارِ العينِ على المِخْرَز، يومَ تحطمتْ والى الأبدِ ما تُسمى بأسطورةِ (الجيشِ الذي لا يقهر). ولعلَ هذا الصمودُ الأسطوريُ، وهذه البطولاتُ العظيمةُ التي يجسدُها مقاومونا على أرضِ غزةَ البطولة، امتدادٌ طبيعيٌ لانتصارِ تموزَ التاريخيِ. وإننا على يقينٍ بقربِ النصرِ القادمِ حتماً، من هناك من على ثرى فلسطينَ المطهرةِ المنتصرةِ من بحرِها الى نهرِها مهما طالَ الزمنُ ومهما بلغتْ التضحيات.
وعَوْدٌ على بدءٍ، كلُ التحيةِ والتقديرِ، للقائمينَ على هذا المركزِ الاجتماعيِ متمنينَ لهُمُ السدادَ والتوفيقَ والنجاحَ في تأديةِ رسالتِهم الإنسانيةِ النبيلة. والى روحِ المرحومِ صبري الميعاري الرحمةُ والسلام.