أبرزأخبار الجبهة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان تنظم وقفة تضامنية مع غزة وعموم فلسطين

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان

تحت شعار بوحدتنا ومقاومتنا ننتصر، واستنكارًا للمجازر الصهيونية بحق شعبنا وأمتنا، ودعمًا لصمود شعبنا في قطاع غزة، وعلى امتداد الأرض الفلسطينية المحتلة، وتزامنًا ودعمًا لجلسات الحوار الفلسطيني في جمهورية الصين الشعبية، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان وقفة تضامنية مع شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة، وذلك يوم الإثنين في 22 تموز 2024 ببيروت – مخيم شاتيلا – ساحة قاعة الشعب، بحضور قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، وبيروت ومخيماتها، وحشد من الرفاق والرفيقات، وأنصار وأصدقاء الجبهة، وفصائل المقاومة واللجان الشعبية  الفلسطينية والاحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، وفعاليات وأهالي المخيم، ورجال دين، رفعت خلالها أعلام فلسطين، ورايات الجبهة، ويافطات منددة بالعدوان الصهيوني على غزة ومؤيدة للمقاومة.

  بعد الترحيب بالحضور، والحديث عن المناسبة التي قدمها نائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة في لبنان فتحي أبو علي، كانت كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها مسؤولها في لبنان هيثم عبده، استهلها بتقديم التحية للحضور، وقال:” مساء الخيرِ، مساء النصرِ، مساء الحرية لمن رسموا لنا معالمَ الطريقِ نحو الحياةِ الحرةِ الكريمةِ، لمن عبّدوا بدمائِهم الطاهرةِ الدربَ نحو العُلا والسؤددِ والمجدِ، لآلامِ وأنَّاتِ الجرحى،  لصمودِ وعذاباتِ الأسرى خلفَ أسوارِ السجونِ والمعتقلاتِ وفي أقبيةِ التحقيقِ وعتمةِ الزنازينِ ، ورغمَ القيدِ ما ذلّوا، للقابضينَ على الجمرِ، الثابتينَ على الثوابتِ، المتمسكينَ بالحُلمِ والأملِ، المؤمنين بحتميةِ النصرِ القادمِ، لأحلامِ الأطفالِ، وآمالِ الأمهاتِ وأمنياتِ الرجالِ، لكلِ أولئك المنزرعينَ هناك فوقَ كلِ ذرةٍ من ترابِ فلسطينَ الطاهرةِ، في غزةَ الصمودِ والكبرياء، وضفةِ الشموخِ والإباء، والقدسِ العاصمة، لحراسِ الأسوارِ وحماةِ الأقصى، للمنزرعين في أرضِهم والممتدةُ جذورُهم عبر التاريخِ على امتدادِ أرضِ فلسطينَ التاريخيةِ ، للمقتلعين من أرضِهم المشردين في بقاعِ الأرضِ، للحالمين بالعودةِ والمؤمنين بحتميةِ الانتصار، للرجالِ الرجال، فرسانِ المقاومةِ، أبطالِ ملاحمِ الصمودِ، لحملةِ البنادقِ، وقاذفاتِ الصواريخَ وهم يسطِّرون في كلِ يومٍ ملحمةً بطوليةً سيخلدُها التاريخُ بأحرفٍ من نارٍ ونور، وتبقى خالدةً على مدى الأجيالِ لكلِ شرفاءِ الأمةِ وأحرارِ العالمِ، لمن بذلوا دماءهم وأرواحَهم وأموالَهم، لمن بذلوا الغاليَ والنفيسَ نُصرةً لفلسطينَ وشعبِها، ودفاعًا عن قيمِ الحقِ والعدلِ والحريةِ، وعن كل معاني وقيم الإنسانيةِ .

لأولئك جميعًا، لهم من الجبهةِ الشعبيةِ لتحريرِ فلسطين، أسمى آياتِ الاعتزازِ والإكبارِ، منكم نستمدُ العزيمةَ ونزدادُ إيماناً ويقيناً بحتميةِ الانتصار، ولكم نجددُ العهدَ والوعدَ بأننا ثابتون ماضون على دربِ الحريةِ والكرامة، لنصنعَ وإياكم مجدَ شعبِنا وأمتِنا، ونحررَ الأرضَ التي لطالما رويناها بدماءِ أطفالِنا ونسائِنا ورجالِنا، من أجلِ استعادتِها وتحريرِها، لتبقى فلسطينُ رمزًا للحريةِ وعنوانًا للكرامةِ والعدالةِ الإنسانية .

في الوقتِ الذي تتواصلُ فيه أبشعُ المجازرِ، في أشرسِ حملةِ إبادةٍ جماعيةٍ عرفَها التاريخُ الإنسانيُ، التي ينفذُها جيشُ الاحتلال الصهيونيِ بشراكةٍ ودعمٍ أمريكيٍ- غربيٍ، وتواطؤٍ وخذلانٍ رسميٍ عربيٍ، بحقِ شعبِنا الفلسطينيِ على امتدادِ أرضِ فلسطينَ التاريخيةِ، لا سيما في قطاعِ غزةَ الباسل، بهدفِ كسرِ إرادتِه وفرضِ الاستسلامِ والهزيمةِ عليه. في ذاتِ الوقتِ يواصلُ أبناءُ شعبِنا في قطاعِ غزةَ ومقاوميه الأبطال، تسطيرَ أروعِ ملاحمِ الصمودِ والثبات، رُغمَ المجازرِ والمحارقِ البشريةِ التي تنفذُها آلةُ القتلِ الصهيو أميركيةِ ، بحقِ الآمنينَ العزّلِ من النساءِ والأطفالِ والشيوخِ ، وتدميرِ وإحراقِ المستشفياتِ والمدارسَ ودورِ العبادةِ ، وكلِ ما يمتُ للحياةِ الإنسانيةِ بصلة، من بنىً تحتيةٍ ، كشبكاتِ الكهرباءِ والمياهِ والطرقِ، وتدميرِ المنازلَ فوقَ رؤوسِ ساكنيها، واستهدافِ مخيماتِ النازحينِ وخيامِهم، ومراكزَ الإيواءِ في المدارسِ والمستشفياتِ ودورِ العبادةِ، واستمرارِ فرضِ الحصارِ، ومنعِ إدخالِ الموادِ الغذائيةِ والطبيةِ والإنسانيةِ ، وفرضِ حربِ التجويعِ. كلُ ذلك بهدفِ جعلِ الحياةِ الإنسانيةِ في قطاعِ غزةَ مستحيلةً ، لتنفيذِ مخططِ تهجيرِ أهلِ القطاعِ من بيوتِهم ومنازلِهم ، خدمةً للأجنداتِ والمشاريعِ الصهيونيةِ الغربيةِ ، وخطوةً على طريقِ استكمالِ مخططِ تهويدِ كاملِ الأرضِ والمقدساتِ الفلسطينيةِ ، تنفيذاً لمشروعِ يهوديةِ الدولةِ على كاملِ الأرضِ الفلسطينية ، كمقدمةٍ لإقامةِ إسرائيلَ الكبرى من النيلِ الى الفرات،  وهذا ما يؤكدُ أن الشعبَ الفلسطينيَ، بصمودِه ومقاومتِه وتضحياتِه العظيمةِ، إنما يدافعُ اليومَ  عن حاضرِ ومستقبلِ المنطقةِ والأمةِ بأسرِها  .

مئتان وتسعون يومًا، ورُغمَ سيلِ الدماءِ المتدفقِ، رُغمَ الدموعِ والآلامِ والجراح ، يواصلُ أبناءُ شعبِنا في قطاعِ غزةَ تسطيرَ أروعَ ملاحمِ البطولةِ والفداء ، في مشهدٍ قلما عرفَ التاريخُ البشريُ مثيلاً له ، فها هو شعبُنا الفلسطينيُ الصامدُ يجسدُ بكلِ ما تحملُه الكلمةُ من معنىً، ملحمةً سيخلدُها التاريخُ ، وستبقى حاضرةً في ذاكرةِ الأجيالِ مهما طالَ الزمنُ ومهما بلغتْ التضحيات.

وفي الوقتِ الذي فشلَ فيه العدوُ الصهيونيُ وعلى مدى أيامِ العدوانِ من تحقيقِ أيٍ من أهدافِهِ العسكريةِ التي أعلنَها ، منذُ بدءِ الحملةِ العسكريةِ على شعبِنا ، وأمام فشلِ العدوِ في تحقيقِ تلك الأهدافِ والخسائرَ الباهظةِ التي ألحقتْها به المقاومةُ الفلسطينيةُ على امتدادِ مدنِ وبلداتِ وشوارعَ وأزقةِ قطاعِ غزةَ من شمالِه إلى جنوبِه، وهذا ما تؤكدُهُ الوقائعُ الميدانيةُ في كلِ يوم، حيثُ يواصلُ رجالُ المقاومةِ ملاحقةَ آلياتِ العدوِ وضباطِهِ وجنودِهِ، ينفذون الكمائنَ والاغارات، ويفجرون العبوات، ويمطرون تجمعاتِ وأرتالِ العدوِ بحممِ صواريخِهم وقذائِفِهم المباركةِ ، وها هي غزةُ اليومَ بإمكانياتِها المتواضعةِ وإرادتِها التي لا تلينُ جعلتْ قادةَ الاحتلالِ وجنرالاتِه يشكون قلةَ الجنودِ والمدرعاتِ والدبابات، بعد أن سحقتْهم ودمَّرتْهم قوى المقاومةِ على أرضِ قطاعِ غزةَ الباسل.

وفي الوقتِ الذي يواصلُ فيه جيشُ الاحتلالِ حملتَه الدمويةَ بحقِ قطاعِ غزةَ، تواصلُ آلةُ القتلِ الهمجيةِ الصهيونيةِ ممارساتِها الوحشيةَ والدمويةَ بحقِ أبناءِ شعبِنا الصامدِ ، في مدينةِ القدسِ ومدنِ وقرى وبلداتِ الضفةِ الغربيةِ المحتلةِ، حيث يكثِّفُ جيشُ الاحتلالِ من سياسةِ الاغتيالاتِ والاعتقال، واقتحامِ المنازلَ والمستشفياتِ والمؤسساتِ الإنسانيةِ، ويواصلُ فرضَ الحصارِ والإغلاقِ على المدنِ والقرى والمخيماتِ ، ويطلقُ العنانَ لقطعانِ المستوطنين ليعيثوا فساداً وعبثاً بأرواحِ وممتلكاتِ أبناءِ شعبِنا . فيما يواصلُ قادةُ الاحتلالِ ومستوطنيه اقتحامَ باحاتِ المسجدِ الأقصى بحراسةِ جيشِ الاحتلالِ وشرطتِه وأجهزتِه الأمنيةِ، كلُ ذلك بهدفِ تنفيذِ مخططِ تهويدِ الأرضِ وطردِ أهلِها منها. ورغم كلِ تلك الممارساتِ يواصلُ أبناءُ شعبِنا في الضفةِ والقدسِ صمودَهم وثباتَهم وتجذرَهم في أرضِهم، فيما يواصلُ المقاومون الأبطالُ استهدافَ جيشِ الاحتلالِ وقطعانِ المستوطنين بكلِ السبلِ والوسائل، كلما أُتيحتْ لهم الفرصة.

وأمام كلِ تلك البطولاتِ والتحدياتِ المصيريةِ التي تتهددُ قضيتَنا ومستقبلَ شعبِنا. وحيث أن تجاربَ الشعوبِ قد أثبتتْ أنه لا يمكنُ لشعبٍ منقسمٍ أن يحققَ النصرَ على عدوٍ يمتلكُ كلَ عواملِ القوةِ المادية. وعليه، فإن المطلوبَ اليومَ تعزيزُ جبهتِنا الداخلية، ووحدتُنا الوطنية، بين كلِ قوى ومكوناتِ شعبِنا، وحشدُ كلِ الجهودِ والطاقاتِ في هذه المعركةِ الوجوديةِ والتحدياتِ التي تتهددُ تاريخَنا وحاضرَنا ومستقبلَنا. لقد آن الأوانُ لإنهاءِ هذا الانقسامِ الفلسطينيِ البغيض، وتوحيدِ الصفِ والكلمةِ. فالتحدياتَ جسامٌ، ولم يعدْ مسموحاً بعد اليومِ استمرارَ هذا الانقسامِ، فلم يعدْ هناك متسعٌ من الوقت، وها هو العدوُ الصهيونيُ يؤكدُ في كلِ يومٍ (أن الفلسطينيَ الجيدَ بالنسبةِ إليه هو الفلسطينيُ الميت). لنتوحدَ جميعاً تحتَ رايةِ المقاومةِ دفاعاً عن حقوقِنا التاريخيةِ على طريقِ التحريرِ والعودة. وفي هذا السياقِ فإننا نتوجهُ وباسمِ عمومِ أبناءِ شعبِنا الفلسطينيِ وشرفاءِ أمتِنا وأحرارِ العالم ، إلى كلِ القياداتِ الفلسطينيةِ المجتمعةِ في جمهوريةِ الصين الشعبية ، في جلساتِ الحوارِ الوطنيِ ، ونناشدُهم إعلاءَ المصالحِ الوطنيةِ لشعبِنا فوقَ كلِ الخلافاتِ ، والتعالي عن الصغائرِ والمصالحِ الفئويةِ والتنظيميةِ ، وصياغةَ استراتيجيةَ مواجهةٍ شاملةٍ ، والاتفاقَ على صيغِ العملِ الوحدويِ المشتركِ في مواجهةِ التحدياتِ والمخاطر ، وإسقاطَ أهدافِ العدوانِ على شعبِنا ، لتكنْ وحدتُنا الوطنيةُ الفلسطينيةُ رافعةً لوحدةِ قوى المقاومةِ في أمتِنا ومنطقتِنا.

وفي هذا السياق، فإننا نتوجهُ بأسمى مشاعرِ الفخرِ والاعتزازِ لأهلِنا واشقائِنا على امتدادِ أرضِ لبنانَ المقاوم، لاسيما إلى أبناءِ الجنوبِ اللبنانيِ والبقاعِ الغربيِ الذين يدفعون اليومَ ثمنَ دعمِهم وتضامنِهم مع شعبِنا الفلسطينيِ وقضيتِه العادلةِ، ويدافعون عن عزةِ وكرامةِ وعروبةِ لبنان. كما نتوجهُ بتحيةِ إكبارٍ واعتزازٍ إلى مقاومةِ لبنانَ الباسلةِ وشهدائه الذين استشهدوا على طريقِ فلسطينَ والقدس. كما ننحني خشوعاً واحتراماً لأبناءِ شعبِنا في اليمنِ الشقيقِ وقواتِه المسلحةِ وقيادتِه الحكيمةِ، التي تواصل بذلَ الغالي والنفيس من أجلِ فلسطينَ وشعبِها المظلومِ، ويدفعون في سبيلِ ذلك الأثمانَ الغالية. ورُغمَ ذلك وعلى مدى أيامِ العدوانِ لم تنثنِ إرادتُهم ولم تضعفْ عزيمتهم، وهاهم في كلِ يومٍ يؤكدون استمرارَهم في دعمِ القضيةِ الفلسطينيةِ. نثمنُ عالياً ونتوجهُ بالتحيةِ لكلِ الأذرعِ المسلحةِ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ لاسيما وحداتِ الصواريخِ والطائراتِ والزوارقِ المسيرةِ، والتحيةُ موصولةٌ للمقاومةِ العراقيةِ الباسلة، والى سوريا العربيةِ، والجمهوريةِ الإسلاميةِ في إيران، وإلى كلِ شرفاءِ وأحرارِ أمتِنا، وكلِ الداعمين والمتضامنين مع شعبِنا وقضيتِنا العادلةِ على امتدادِ القاراتِ، وفي كلِ عواصمِ ومدنِ العالمِ، لكلِ أولئكَ نقولُ (أنَ شعبَ فلسطينَ لن ينسى لكم وقفتَكم وتضامنَكم، وسيبقى وفياً لمبادئِه وقيمِه الإنسانية).

 المجدُ للشهداء،

 الحريةُ للأسرى،

 الشفاءُ للجرحى،

 والنصرُ حتمًا حليفُ الشعوبِ المناضلة،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى